مفاوضات النووي الايراني: نحو التوافق حول إطار الصفقة

27 ابريل 2025
عراقجي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العُماني في طهران، ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجولة الثالثة من مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في مسقط أظهرت تقدماً في التفاهم على المبادئ الأساسية، مما يمهد الطريق للانتقال إلى مرحلة التوافق على إطار الصفقة، مع تصريحات إيجابية من الفريقين الأميركي والإيراني.
- الرئيس ترامب حدد مدة شهرين للتوصل إلى اتفاق جديد بحلول مايو، بينما التزم الفريق الأميركي بالصمت حول الجولة القادمة، مما أثار تساؤلات حول تغييرات محتملة في الفريق الأميركي.
- حادثة التفجير في مرفأ بندر عباس أثارت تكهنات حول دور إسرائيل في تخريب المفاوضات، لكن من غير المتوقع أن تؤثر على قرار ترامب رغم التوترات مع نتنياهو.

الجولة الثالثة من مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني التي انعقدت السبت في مسقط، بدت وكأنها أنجزت التفاهم على المبادئ لتنتقل بعده إلى مرحلة التوافق على إطار الصفقة. تصريحات الفريقين الأميركي والإيراني في أعقاب الجلسة، عززت هذا الاحتمال بالرغم مما حملته من تحفظات وضبابية مفتوحة على التأويل؛ والتي تعتبر من عدّة المساومة ولوازم حفظ خط الرجعة في مفاوضات من هذا النوع. توصيفها بأنها كانت "أكثر جدّية" (وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي) وأنها حققت "المزيد من التقدم باتجاه الصفقة" (الفريق الأميركي)، تعبيرات تشير إلى أن المفاوضات دخلت في جوهر الموضوع؛ المتوقع أن يكون التفاوض بشأنه "أكثر تعقيداً بقدر ما هو محفوف بالمخاطر".

 في مثل هذه الأيام من مفاوضات 2015، سادت أجواء مشابهة. فبعد أن تحدد أول يوليو من ذلك العام موعداً لإنجاز الصفقة الموعودة، عكف وزراء خارجية الدول الست وإيران على التفاوض في جولات استمرت من أواخر مارس إلى 2 إبريل حيث انتهت بإعلان التوصل إلى اتفاق إطار؛ على أن يتحول إلى اتفاق كامل وناجز في الموعد المحدد. والمعروف أن ولادته تأخرت إلى 14 يوليو. الآن سبق للرئيس ترامب أن حدد في كتابه للمرشد الأعلى علي خامنئي في مارس/آذار الماضي، مدة شهرين للتوصل إلى اتفاق جديد من المفترض أن يجري التوصل إليه في مايو القادم. فسحة الوقت قصيرة. ولفت ترامب إلى أن الجانب الايراني حدد موعد الجولة القادمة، فيما لاذ الفريق الأميركي بالصمت في هذا الخصوص، خلافاً للمرتين السابقتين. وتردد أنه ألمح إلى حاجته إلى مدة أسبوعين قبل تحديد الزمان والمكان ( المرجح أوروبا ) للتشاور في الأمر مع الرئيس ترامب قبل الالتزام بشيء. 

طرح ذلك التساؤل عما إذا كانت الإدارة تعتزم إجراء تغييرات في فريقها بما يتناسب مع طبيعة التفاوض في الجولة القادمة، بحيث يجري ربما تكليف الوزير ماركو روبيو بترؤس الوفد إذا ما كانت المفاوضات سائرة باتجاه البحث في إطار الاتفاق تمهيداً لصياغته بصورته النهائية قريباً. ما يبرر عدم استبعاد هذا الاحتمال، أن الجولات الثلاث الماضية، كانت طريقها سالكة أكثر من المتوقع. الحاجز الأصعب كان الثقة المفقودة بين الجانبين. لكن المصلحة المشتركة ساهمت في تضييق الفجوة وبما حمل معظم المراقبين على ترجيح الوصول إلى اتفاق وفي وقت غير بعيد. وهناك تطور آخر ربما تساهم حساباته في تسريع الخطى في هذا الاتجاه. فالتفجير الذي وقع في مرفأ بندر عباس الإيراني، جرى ربطه ولو بالتلميح بمفاوضات النووي وذلك بحكم تزامنه مع جولة مسقط وبما يوجه إصبع الاتهام إلى إسرائيل التي لم تخف رفضها لمفاوضات النووي. الظن يبرره إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على الخيار العسكري أو على "تفكيك" المشروع بكامله على الطريقة الليبية. عدم قدرة نتنياهو على التصادم مع الرئيس ترامب، قد تكون دفعته إلى التخريب على المفاوضات بعملية استخبارية تحمل أوجه شبه مع عملية تفجير مرفأ بيروت في أغسطس 2020. وما يرجح هذا الاحتمال أن إسرائيل لديها سوابق من هذا النوع في الساحة الإيرانية، ومن ثم إذا صحّ الظن فمن غير المستبعد أن يتكرر التعكير على المفاوضات ما دامت جارية. لكن الحادثة في كل حال، بقيت في حدود الرسالة التي من غير المتوقع أن تؤدي إلى التأثير على خيار الرئيس. وكان الحديث في المدة الأخيرة وبالضبط منذ بدء هذه المفاوضات، قد بدأ يتزايد عن التوتر المرشح للتصعيد بين ترامب ونتنياهو حول النووي الإيراني، لكن طبعاً في حدوده الشخصية من دون ان تنعكس سلباً على العلاقات الأميركية – الإسرائيلية.

المساهمون