معركة سلافيانسك... هل تكرر روسيا سيناريو حلب شرق أوكرانيا؟

معركة سلافيانسك... هل تكرر روسيا سيناريو حلب شرق أوكرانيا؟

10 يوليو 2022
تتبع موسكو استراتيجية محاصرة القوات الأوكرانية فإخراجها (متين أكتاس/ الأناضول)
+ الخط -

بعد استكمال السيطرة على مقاطعة لوغانسك أو "جمهورية لوغانسك الشعبية"، بعد اعتراف روسيا باستقلالها عن أوكرانيا، تتأهب القوات الروسية، متحالفة مع الانفصاليين الموالين لها، للمعركة من أجل مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك في مقاطعة دونيتسك المجاورة، وسط توقعات بأن تتبع موسكو استراتيجية محاصرة القوات الأوكرانية فإخراجها من الأحياء السكنية.  

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، عن شن ضربات على مواقع للجيش الأوكراني في سلافيانسك أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 100 عسكري أوكراني وتدمير أكثر من ألف ذخيرة لمدافع هاوتزر "إم 777" أميركية الصنع و700 أخرى نفاثة لراجمات "غراد"، وفق المتحدث الرسمي باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف.  

ولم تسلم كراماتورسك هي الأخرى من قصف روسي أسفر عن تدمير منصتي إطلاق صواريخ "توتشكا-أو" ومقتل أكثر من 150 "قومياً"، وفق ما أعلنه المتحدث ذاته أول أمس الجمعة.  

وكراماتورسك وسلافيانسك هما مدينتان صغيرتان في شمال مقاطعة دونيتسك لا تزالان تخضعان لسيطرة كييف، ولا تتعدى المسافة بينهما 20 كيلومتراً، ويبلغ عدده سكانهما 150 ألف نسمة و113 ألفاً فقط على التوالي، ولكن أنظار العالم تتجه إليهما اليوم كمحطة قد تكون فاصلة في معركة روسيا الكبرى من أجل منطقة دونباس الموالية لها شرق أوكرانيا.      

وفي موسكو، يتوقع المحلل السياسي والصحافي المتخصص في الشأن الأوكراني، ألكسندر تشالينكو، أن تتبع القوات الروسية ووحدات "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" في معركتها في سلافيانسك وكراماتورسك التكتيك ذاته الذي اتبعته في مدينة حلب السورية في نهاية عام 2016 عن طريق محاصرة مسلحي المعارضة فالسماح لهم بالخروج.  

ويقول تشالينكو الذي زار شرق أوكرانيا بضع مرات منذ بدء العملية العسكرية الروسية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ 3 يوليو/ تموز الحالي، أصبحت جمهورية لوغانسك الشعبية تحت السيطرة الكاملة، وقد سبق تحرير جنوب جمهورية دونيتسك الشعبية بالسيطرة على مدينتي فولنوفاخا وماريوبول، ولكن لا تزال هناك معاقل للمقاومة الأوكرانية في شمال مقاطعة دونيتسك ووسطها".  

وحول الخصائص الميدانية للمعركة الروسية الأوكرانية في شمال دونيتسك، يضيف: "في عهد الاتحاد السوفييتي، كانت دونيتسك هي ثالث أكبر مقاطعة في البلاد بعد موسكو ولينينغراد من حيث عدد السكان البالغ آنذاك 5.5 ملايين نسمة. كما أن دونيتسك كانت تشغل المرتبة الأولى سوفييتياً من حيث عدد المدن في مقاطعة واحدة، إذ كان يبلغ 49 مدينة تفصل بينها سهول. والآن تستثمر القوات المسلحة الأوكرانية هذا الوضع للاختباء في داخل المدن، إدراكاً منها أنها لن تصمد أمام القوات الروسية في السهول بسبب تفوق المدفعية الروسية على مثيلاتها الأوكرانية بمقدار أضعاف".  

ويلفت تشالينكو إلى أن التكتيكات التي تتبعها روسيا في أوكرانيا أصبحت تشبه تلك المتبعة في سورية، موضحاً: "تقدم روسيا غطاء بالطيران والمدفعية لوحدات المشاة المحلية المكونة من عناصر جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك مثلما كانت توفر غطاء للقوات الحكومية السورية. وفي مدينة ليسيتشانسك، جرت محاصرة القوات الأوكرانية، ثم سمح لها بالخروج بأسلحتها بموجب اتفاقات غير معلنة، على ما يبدو، وفق نموذج إجلاء المسلحين من حلب".  

ويتوقع تكرار السيناريو ذاته في سلافيانسك وكراماتورسك، مضيفاً: "بعد خسارته أقوى وحداته في ماريوبولو، أدرك الجيش الأوكراني أنه لا جدوى من مواصلة المقاومة من داخل المدن بعد فرض طوق عليها، بينما خرجت روسيا هي الأخرى بنتيجة مفادها أنها تسيطر على مدن مدمرة في حال طال أمد المعركة. وليسيتشانسك لحق بها دمار أقل كثيراً من سيفيرودونيتسك وماريوبول، ولذلك على الأرجح، سيتم إتباع نفس الأسلوب في سلافيانسك وكراماتورسك ثم أفدييفكا".   

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الأحد الماضي، عن تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بعد السيطرة الكاملة على ليسيتشانسك وعدد من البلدات المحيطة، لتصبح مقاطعة دونيتسك هي الهدف المقبل. 

ومن مؤشرات لزيادة اعتماد روسيا على قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بدلاً من القوات الروسية تأكيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، دعمه لاقتراح معاملة عسكريي الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد معاملة العسكريين الروس ذاتها من جهة الرعاية الاجتماعية والمادية ومنحهم صفة محاربين قدامى.