معركة البيضاء تربك الحوثيين: حديث عن "مؤامرة أميركية" وتذكير بالسلام

معركة البيضاء تربك الحوثيين: حديث عن "مؤامرة أميركية" وتذكير بالسلام

06 يوليو 2021
جاء تحريك معركة البيضاء بعد انتقادات وجهت لأداء القوات الحكومية (فرانس برس)
+ الخط -

أربكت المعركة التي أطلقها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء جماعة الحوثيين بشكل لافت، والتي خرجت لتوزيع الاتهامات على الولايات المتحدة الأميركية بتفجير الجبهة واستقدام "عناصر القاعدة وداعش والنصرة" من كل بقاع الأرض، فضلاً عن التذكير بعملية السلام التي رفضوا الانصياع لها في جبهة مأرب المتاخمة، شرقي اليمن.

ودخلت معركة البيضاء التي تشارك فيها قوات مشتركة من الجيش ورجال القبائل وألوية العمالقة السلفية، الثلاثاء، يومها الرابع محققة انتصارات سريعة، حيث بدأت بالتوغل نحو مديريتي ذي ناعم والبيضاء، بعد استكمال السيطرة على مديرية الزاهر.

وبعد أيام من التجاهل، خرج عدد من المسؤولين الحوثيين، اليوم الثلاثاء، للحديث عن معركة البيضاء، ففي حين أشار نائب رئيس هيئة الأركان الحوثية اللواء علي الموشكي إلى أن الولايات المتحدة هي من تقود المعركة، اعتبر متحدث حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً ضيف الله الشامي أن المعركة تناقض دعوات السلام التي وصفها بالزائفة.

وأشار المسؤولون الحوثيون إلى أن "عناصر القاعدة وداعش والنصرة"، الذين تم جلبهم من كل بقاع الأرض، هم من ينفذون المعركة بتوجيه أميركي، واصفين ما يجري في عدد من مديريات البيضاء بـ"التصعيد ضد عملية السلام"، بأنه يكشف زيف الشعار الذي تتستر خلفه واشنطن، وفقاً لبيانات نشرتها وكالة "سبأ" الخاضعة للجماعة.

ميدانياً، واصلت القوات المشتركة ورجال القبائل العمليات العسكرية في جبهات محافظة البيضاء لليوم الرابع على التوالي، والتوغل نحو أولى مديريات البيضاء، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

وأشار مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إلى أن وحدات من ألوية العمالقة وقبائل آل حميقان بدأت، مساء الثلاثاء، بالسيطرة على مناطق في مديرية البيضاء، وعلى رأسها الضحاكي وبرم والعيوف.

وذكر المصدر أن وحدات من ألوية العمالقة السلفية وقبائل يافع التحقت بالمعركة، التي تعول الحكومة الشرعية عليها في قلب الموازين وتخفيف الضغط الحوثي على مدينة مأرب.

وأعلن الجيش اليمني، في بيان رسمي مساء الثلاثاء، أن قواته مسنودة بالمقاومة استكملت اليوم تحرير مديرية الزاهر بالكامل، وأصبحت طلائع الجيش والمقاومة على أطراف مديريتي ذي ناعم والبيضاء.

وأشار البيان إلى أن القوات المشتركة استكملت تحرير عزلة آل مسحر بالكامل ومفرق عوين، وقطع طريق الإمداد الذي يربط بين مكيراس وعقبة ثرة، وباتت تحاصر بقايا المجاميع الحوثية في مدينة عوين، آخر مناطق المديرية.

وتتمتع البيضاء بموقع استثنائي، إذ تتشارك حدودها مع ثماني محافظات يمنية مهمة، هي شبوة وأبين ولحج والضالع من محافظات الجنوب، وإب وذمار ومأرب وصنعاء من محافظات الشمال، وإذا ما واصلت القوات الحكومية المشتركة توغلها صوب المديريات الحدودية بين البيضاء ومأرب؛ فستكون "الشرعية" قد نجحت في تغيير موازين المعركة، بعد أن ظلت طيلة أشهر في موقع الدفاع غربي محافظة مأرب.

وجاء تحريك معركة البيضاء بعد انتقادات وجهها رئيس مجلس الشورى الموالي للشرعية أحمد عبيد بن دغر لأداء القوات الحكومية، والذي أشار إلى أن أساليب الجيش الوطني في المواجهة مع الحوثيين "ما زالت دون مستوى الاستجابة المطلوبة للحدث".

وطالب بن دغر بـ"إعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية للمواجهة"، لافتاً إلى أن ذلك أمرٌ مقدورٌ عليه وكان متاحاً قبل معارك مأرب، ولا يزال متاحاً حتى اليوم.