معركة البيضاء اليمنية: مكاشفة واتهامات للانفصاليين بالخيانة

معركة البيضاء اليمنية: مكاشفة واتهامات للانفصاليين بالخيانة

15 يوليو 2021
المجلس الانتقالي منع وصول كتيبتين عسكريتين لجبهة الزاهر (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

فتحت الانتكاسة التي تعرض لها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في معركة البيضاء، باب المكاشفة في أوساط الأطراف المناهضة للانقلاب الحوثي، وذلك بعد استعادة جماعة الحوثيين كافة المناطق التي كانت قد خسرتها الأسبوع الماضي، مستفيدة من دعم كبير قدّمته مليشيات انفصالية مدعومة إماراتياً.  
وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية قد أطلقت الأسبوع الماضي، عملية عسكرية في محافظة البيضاء تحت مسمى "النجم الثاقب" من أجل تخفيف الضغط على محافظة مأرب، حيث تمكنت خلالها من استعادة مناطق واسعة في وقت قياسي، لكن جماعة الحوثيين شنت هجوماً معاكساً واستعادت تلك المناطق كما توغلت إلى مناطق جديدة للمرة الأولى.
واتهم ناشطون وقادة في ألوية العمالقة السلفية التي شاركت في المعركة، المليشيات الانفصالية المدعومة إماراتياً بخيانة مقاومة البيضاء والتواطؤ مع جماعة الحوثيين بعد منع وصول الإمدادات والمقاتلين عبر منفذ يافع الوحيد بين محافظتي لحج والبيضاء.  

وأكد الناشط السياسي والصحافي كامل الخوذاني، أن قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، منعت بالفعل وصول كتيبتين عسكريتين وإمدادات بالذخيرة، كانت قادمة لدعم المقاومة الشعبية في جبهة الزاهر بالبيضاء أثناء الهجوم الحوثي.
وأشار الخوذاني في تغريدة له عبر تويتر، إلى أنه "لا داعي للنفاق على حساب الوطن"، قائلًا: "الحزام الأمني فعلاً منع وصول الإمداد ومنع وصول كتيبتين كانتا قادمتين للدعم (..) ما حصل خيانة تتحمل مسؤوليتها قيادات الحزام الأمني والقيادة الإماراتية المسؤولة عنهم".

الموقف الجريء من الصحافي الخوذاني، لم يكن هو الأول الذي كشف المستور عن خفايا الانتكاسة، حيث سبقه القيادي في ألوية العمالقة حسن فضل بن شيخ الصلاحي، الذي أكد هو الآخر أن قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا، منعت وصول الإمدادات الخاصة بالمعركة.  

وقال الصلاحي في تسجيل صوتي تم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام اليمنية اليوم الخميس، إن قوات الحزام الأمني فرضت حصاراً شديداً على إيصال الذخيرة إلى جبهة البيضاء، وقامت بسجن القادة الذين نزلوا إلى لحج من أجل متابعة استخراجها، وهو ما جعل القوات المرابطة في جبهة الزاهر عاجزة عن مواجهة الهجوم الحوثي.  
وذكر أن المقاومة الشعبية وألوية العمالقة كانت تحقق تقدماً على الحوثيين، ولكن "عند انتهاء ذخيرة مدفع الـ23، بدأت المجاميع الحوثية بالتقدم ودحر المقاومة من الزاهر وقرب مديرية البيضاء حتى انسحابهم إلى منطقة يافع في لحج".
وكشف التسجيل أن قائد ما يسمى بألوية الدعم والإسناد الموالية للانفصاليين صالح السيد، أبلغه في اتصال هاتفي، أنه لن يسمح بدخول أي فرد أو تعزيزات إلى جبهات البيضاء، بعد وصول عدة كتائب كانت تريد الانخراط في المعركة.
وأشار إلى أن المقاتلين في البيضاء تعرضوا للإنهاك بعد مكوثهم 4 أيام في المعارك دون وصول أي من التعزيزات التي تم منعها من الوصول عبر النقاط العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي، رغم وصول مقاتلين من لحج وعدن والضالع والساحل الغربي للمشاركة في المعركة.

وخلافاً للطعنة الانفصالية في ظهر المقاومة الشعبية والتي تسببت بمواجهة غير متكافئة سواء بالمقاتلين أو السلاح، استخدمت جماعة الحوثيين، أسلحة هجومية متطورة في هجومها لاستعادة المناطق التي خسرتها في مديريتي الزاهر والصومعة.

وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان صحافي، اليوم الخميس، إن عملية البيضاء شهدت استخدام 9 صواريخ باليستية من طراز بدر وسعير، فضلاً عن 40 عملية بطائرات هجومية بدون طيار. 
وزعم المسؤول العسكري الحوثي، أن المعركة التي استغرقت منهم 72 ساعة فقط لاستعادة المناطق التي كانوا قد خسروها، أسفرت عن مقتل 350 عنصراً وإصابة 560 من رجال القبائل وألوية العمالقة.

من جهتها، كشفت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن القائد المكلف بقيادة قوات التحالف العربي، الفريق مطلق الأزيمع، عقد اجتماعاً اليوم الخميس، مع قائد العمليات المشتركة الإماراتية، اللواء صالح العامري. 
وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء " استعرض سير العمليات العسكرية بدعم الجيش الوطني اليمني والجهود المشتركة والمبذولة في العمليات الجارية لقوات التحالف في اليمن"، وذلك في إطار التنسيقات المشتركة، لتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة.  

ولم تكشف الوكالة عن مزيد من التفاصيل، لكن الاجتماع يشير إلى أن الهدف من استدعاء الجانب الإماراتي، بعد إعلان أبو ظبي انسحابها من اليمن أواخر العام 2019، هو مناقشة الانتكاسة التي تعرض لها الجيش اليمني والمقاومة في البيضاء.  
ومن المرجح أن السعودية قد طلبت من الجيش الإماراتي ممارسة الضغوط على المليشيات الانفصالية التي دربها جنوبي اليمن بعد الحرب، من أجل عدم تضييق الخناق على القوات والمقاومة التي تنوي التوجه لقتال الحوثيين في البيضاء وغيرها من المحافظات، وخصوصاً في ظل التأكيد على "تحقيق التطلعات المنشودة". 
وشن التحالف السعودي الإماراتي، مساء الخميس، 6 غارات جوية على مواقع الحوثيين في مديرية رحبة، التي سيطرت قوات الجيش اليمني أمس الأربعاء على مناطق واسعة منها.  
ويسعى التحالف إلى عدم تكرار انتكاسة البيضاء، وذلك باستهداف الهجمات الحوثية ومساندة القوات الحكومية في المحافظة على مكاسبها الميدانية التي تحققت للمرة الأولى منذ أشهر. 

المساهمون