"معاريف": هجوم سفن الاحتلال على اليمن جزء من خطة احتلال غزة
استمع إلى الملخص
- تستعد إسرائيل لاحتلال غزة، مع توقعات بتحديات من الحوثيين أو الإيرانيين، مما قد يدفع الجيش لعمليات ردع.
- يخطط الجيش لهجوم كثيف على غزة باستخدام المدفعية والصواريخ، مع تحديات في حي الزيتون بسبب الأنفاق وتعهد بعدم المس بالمختطفين.
ترى صحيفة معاريف أن الهجمات التي شنّتها، أمس الأحد، بوارج الصواريخ الحربية الإسرائيلية مقابل سواحل اليمن مستهدفة محطات القوّة تتجاوز حركة "أنصار الله" (الحوثيين)؛ إذ إنها "رسالة لليمن ولجيرانها في الشرق الأوسط"، وهي "جزء من مخطط احتلال غزة".
وبحسب ما أوردته الصحيفة اليوم الاثنين، فإن جيش الاحتلال ومن خلال هجومه "يستعرض أمام كل اللاعبين في المنطقة سلّة أدواته العسكرية المختلفة، التي تضم، إلى جانب طائرات سلاح الجو والمسيّرات، السفن الحربية كذلك". أمّا الرسالة من كل ما تقدّم فهي أن "الطرف الآخر مكشوف ولا يحظى بالحماية، ولن يتوقع الطريقة التي سيتحداه فيها الجيش".
استهداف ساحل اليمن أتى بالتوازي مع استعدادات الجيش لاحتلال مدينة غزة. والتقديرات في إسرائيل، كما تنقلها الصحيفة، هي أنه "كلما تقدمت العملية العسكرية في غزة، وفي حال حاول الحوثيون أو الإيرانيون تحدي إسرائيل بإطلاق الصواريخ، وعمليات من الضفة وحتّى محاولات لتسخين جبهات إضافية؛ فإن الجيش (وكما دأب في الأيام الأخيرة) سيبادر إلى سلسلة عمليات لتعزيز الردع؛ وخصوصاً كما يجري الأمر في لبنان". وذلك بهدف "تقليص قدرات الطرف الآخر"، والحؤول دون تأثيره في سياق إشغال الجيش الإسرائيلي عن معركة احتلال مدينة غزة.
وفي هذا السياق، تلقى رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، أمس، خطة القيادة الجنوبية لمهاجمة مدينة غزة واحتلالها، على أنه في الأيام القريبة، "سيعرض الجيش بشكل مفصل الخطة على وزير الأمن والمستوى السياسي"، وفقاً للصحيفة.
في غضون ذلك، توعد زامير بمواصلة استهداف حركة حماس "حتّى إخضاعها"، مؤكداً أن ما سبق "يجري بينما المختطفون نُصب أعيننا". وشدد على أنه "سنعمل باستراتيجية ذكية، ومسؤولة"، لافتاً إلى أن الجيش "سيشغل كل قدراته في البر والجو والبحر من أجل ضرب حماس بقوة". وطبقاً لوصف زامير، فإن "المعركة الحاليّة ليست نقطويّة، بل طبقة إضافية بعيدة المدى ومخططة، انطلاقاً من رؤية متعددة الساحات لضرب كل مُركبات المحور وعلى رأسها إيران".
وبحسب الصحيفة، يستعد الجيش لهجوم بنيران كثيفة على مدينة غزّة، يشمل تشغيل نيران المدفعية الدقيقة، وصواريخ "براك" التي طوّرتها شركة "إلبيت سيستيمز"، والمعدة لإصابة أهداف صغيرة تقع على بعد 30 كلم وأكثر، من خلال إطلاق هذه الصواريخ من البوارج الحربية. وأكدت أنه "منذ اليوم، سيعمل سلاح البحر بموازاة الطائرات الحربية التي ستؤمن مظلة هجومية من الجو" خلال احتلال مدينة غزة.
ومن الواضح منذ الآن، بحسب الصحيفة، أنه عقب دخول الجيش مدينة غزة، لن تظل الأخيرة كما كانت في السابق؛ إذ يخطط جيش الاحتلال، بحسبها، إلى تحويلها لمدينة خراب شاسع، كما رفح وجباليا وخانيونس وبيت حانون.
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الحرب في غزة متوقع أن تبدو "معقدة لما تشكله من تحدٍ للجيش". ومنذ الآن، يُلاحظ هذا التعقيد، بحسب الصحيفة، في حي الزيتون، حيث يقوم جنود لواء ناحال ومقاتلو المدفعية بمواجهة مقاتلي حماس الذين يخرجون من الأنفاق للقتال، حيث يزرعون العبوات، ويطلقون صواريخ مضادة للدروع باتجاه قوات الجيش. وحسب ما أكّدت مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن "القتال في حي الزيتون لا يُشبه القتال في بيت حانون"، في إشارة إلى تعقيداته.
إلى جانب ما سبق، ذكرت الصحيفة أنه "سيتطلب الأمر من الجيش العمل تحت الأرض (في الأنفاق). ولكن ثمة تقييدات صعبة هنا، والسبب أن الجيش تعهد بعدم المس بالمختطفين"، وهي، بوصفها، "مهمة مستحيلة" حالياً. وتقاطعاً مع ما تقدّم، عاد زامير في محادثاته مع قادة جيشه أمس مشدداً على أن "على الجيش مهمة أخلاقية وهي إعادة جميع المختطفين الأموات والأحياء على حدٍ سواء".