معارك شبوة تربك الحوثيين.. والتحالف يلوّح باستهداف موانئ الحديدة

معارك شبوة تربك الحوثيين.. والتحالف يلوّح باستهداف موانئ الحديدة

04 يناير 2022
سحب الحوثيون مقاتليهم من الأطراف الجنوبية لمأرب بفعل الضغط في شبوة (فرانس برس)
+ الخط -

نجحت المعارك المتصاعدة في الأطراف الغربية لمحافظة شبوة، لليوم الرابع على التوالي، في إرباك الموقف العسكري لجماعة الحوثيين بمحافظة مأرب، فيما لوّح التحالف الذي تقوده السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، باستهداف موانئ محافظة الحديدة على خلفية اختطاف سفينة شحن تحمل علم دولة الإمارات.

وساهم التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش اليمني و"ألوية العمالقة" السلفية في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة في تخفيف الهجوم الحوثي على مدينة مأرب، حيث لجأت الجماعة لسحب مقاتليها من الأطراف الجنوبية لمأرب، ونقلهم للدفاع عن مكاسبها غربي شبوة.

وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد" إن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية من رجال القبائل، تمكنت اليوم الثلاثاء من استعادة السيطرة على مواقع استراتيجية جنوبي مأرب، وتحديدا في جبهات لعيرف ولضاه وصولا إلى منطقة العمود التابعة لمديرية الجوبة.

وأكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني نجحت في تطهير عدد من الجيوب التي تسللت إليها المجاميع الحوثية خلال الأسبوعين الماضيين في مديرية مأرب الوادي، وصحراء أم ريش ووادي ذنة.

وأعلن الجيش اليمني في بيان رسمي أن معارك جنوبي مأرب أسفرت عن تدمير 8 آليات عسكرية للحوثيين ومقتل جميع من كانوا على متنها جراء قصف مدفعي وغارات جوية. 

وفي شبوة، ذكر مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" أن معارك هي الأعنف اندلعت اليوم في جبهات متفرقة من مديرية عسيلان، إثر هجوم واسع للقوات اليمنية المشتركة على مواقع الحوثيين في النقوب وجبل سبيعان.

وتمكنت القوات المشتركة المؤلفة من الجيش اليمني و"ألوية العمالقة" من السيطرة على مواقع مهمة، على رأسها مدينة النقوب وقرية هجيرة ومفرق الحمى وجبل سبيعان في مديرية عسيلان، وسط معارك متصاعدة.

ووفقا للمصدر، فقد تمكنت القوات المشتركة من تطويق المليشيات الحوثية في جبهتي السليم والعلم، فيما شوهدت بعض المجاميع تتراجع باتجاه مديريتي بيحان وحريب.

التحالف يشن أكثر من 90 غارة على تجمعات حوثية في عسيلان

ولعبت الغارات الجوية لمقاتلات التحالف دوراً بارزاً في معارك شبوة، ووفقاً لمصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد شن الطيران الحربي خلال اليومين الماضيين أكثر من 90 غارة على تجمعات حوثية في عسيلان.
وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية أن غاراته الجوية في شبوة أسفرت عن تدمير 23 آلية عسكرية والقضاء على أكثر من 185 من العناصر الحوثية، فضلا عن مقتل أكثر من 55 عنصراً آخرين في الغارات التي طاولت مواقع الحوثيين جنوبي مأرب.  

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة، لكن وسائل إعلام حوثية كشفت عن حصول نزيف بشري واسع في صفوف مقاتلي الجماعة، وذلك بعد تشييع 23 عسكرياً في موكب جنائزي واحد بصنعاء اليوم الثلاثاء.  

في الجهة المقابلة، أكدت مصادر عسكرية وطبية سقوط عشرات القتلى والجرحى من "ألوية العمالقة" السلفية في معارك عسيلان، على رأسهم أركان حرب اللواء الثاني عمالقة، العقيد سميح جرادة الصبيحي، الذي تم الإعلان رسميا عن مقتله. 

ونظرا لضعف إمكانات السلطات الصحية في مواجهة الضغط الهائل، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود الدولية"، اليوم الثلاثاء، إيفاد فريق طبي إلى شبوة لدعم مستشفى عتق الذي يستقبل جرحى الحرب من مناطق الخطوط الأمامية في مديرية عسيلان، وذكرت أن المستشفى استقبل أول الأحد الماضي 39 جريحا في غضون يوم واحد فقط. 

التحالف يلوح باستهداف موانئ الحديدة

وفي سياق التصعيد العسكري، لوّح التحالف الذي تقوده السعودية باستهداف موانئ الحديدة الخاضعة للحوثيين، وذلك على خلفية احتجاز الجماعة لسفينة شحن تحمل العلم الإماراتي، الأحد الماضي. 
ودعا المتحدث الرسمي للتحالف، تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة "واس"، المليشيا الحوثية إلى إخلاء سبيل السفينة "روابي"، من ميناء الصليف بكامل حمولتها ذات الطابع الإنساني غير القتالي.

وأشار المسؤول السعودي إلى أنه "في حال عدم الانصياع، فإن موانئ انطلاق وإيواء عمليات القرصنة والاختطاف والسطو المسلّح وعناصر القرصنة البحرية التي حدثت سيجعلها أهدافاً عسكرية مشروعة وفق نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني وقوانين البحار ذات الصلة".

وذكر المالكي أن عملية القرصنة والاختطاف انطلقت من ميناء الحديدة لاعتراض السفينة "روابي" في الممر البحري الدولي، قبل أن يتم اقتيادها بالقوة إلى ميناء الصليف.

ولفت المالكي إلى أن نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني و(دليل سان ريمو) للقانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة التي تضمن حرية الملاحة البحرية، تصنف اختطاف السفينة ضمن أعمال القرصنة ولا تفور لهم الملاذ الآمن، باعتبار مثل هذه الأعمال الإرهابية تقويضاً لأمن الممرات المائية وتهديداً مباشراً للملاحة البحرية والتجارة العالمية.

وكانت جماعة الحوثيين قد ذكرت أمس الإثنين أن عملية الاستيلاء على السفينة تمت في المياه الإقليمية اليمنية وليس الممر الدولي، كما حذرت التحالف من أي عملية استهداف للسفينة المخطوفة وقالت إن بداخلها طاقماً من جنسيات دولية مختلفة.