معارك استنزاف جنوبي مأرب... وغارات ليلية للتحالف في 3 محافظات يمنية

معارك استنزاف واسعة جنوبي مأرب... وغارات ليلية للتحالف على مواقع للحوثيين في 3 محافظات يمنية

10 نوفمبر 2021
معارك طاحنة على امتداد الأطراف الجنوبية الغربية لمحافظة مأرب النفطية (Getty)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى يوم الأربعاء، في معارك طاحنة على امتداد الأطراف الجنوبية الغربية لمحافظة مأرب النفطية، فيما أعلنت جماعة الحوثيين، مسؤوليتها عن 7 هجمات صاروخية طاولت مواقع في العمق السعودي والجبهات الداخلية اليمنية. 

واحتدمت المعارك بين الجيش اليمني والحوثيين بشكل واسع في صحراء حريب وأطراف مديرية الجوبة وجبهة أم ريش، وسط انحسار نسبي للغارات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف. 

وأكدت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد"، أن المعارك أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً في صفوف الحوثيين، فضلا عن مقتل وإصابة أكثر من 15 من رجال القبائل والقوات الحكومية. 

وتحاول القوات الحكومية تشتيت هجوم الحوثيين على جبال البلق بفتح جبهات مختلفة، ومساء الأربعاء، أعلن الجيش الوطني، أن قواته استدرجت مجاميع حوثية إلى كمين محكم جنوبي مأرب، ما أسفر عن مقتل 17 عنصراً حوثياً واستعادة أسلحة متوسطة وخفيفة. 

وأقرت جماعة الحوثيين بمقتل أكثر من 42 عسكرياً بينهم قياديون بارزون تم تشييعهم خلال الساعات الماضية، فيما كشفت وسائل إعلام حكومية، عن مقتل الشيخ عوض بن صالح معيلي، وعدد من رفاقه من رجال القبائل أثناء المواجهات مع الحوثيين في معارك جنوبي مأرب.

كما أعلنت القوات الحكومية، مقتل المصور الحربي في الجيش اليمني، عبد الله الهدية، وذلك خلال تغطية المعارك التي اندلعت في جبهة أم ريش، جنوبي مأرب. 

وبعيداً عن الجبهات الجنوبية، شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، معارك طاحنة، جراء هجمات واسعة للحوثيين في مديرية صرواح، وجبهات الكسارة. 

وذكرت مصادر حكومية، أن قوات الجيش الوطني، أحبطت هجوماً حوثياً في جبهة صرواح، بعد معارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا، فضلاً عن تدمير دبابة وعربة بي إم بي و5 دوريات عسكرية تابعة للجماعة. 

وشهدت الساعات الماضية، انحساراً نسبياً للضربات الجوية، حيث أحصت وسائل إعلام حوثية، 15 غارة فقط على مديريات الجوبة وحريب وصرواح جنوب وغرب مأرب، فضلاً عن غارة واحدة استهدفت مديرية حرض التابعة لمحافظة حجة. 

وفي سياق التصعيد العسكري، أعلنت جماعة الحوثيين، مساء الأربعاء، مسؤوليتها عن هجمات صاروخية تم تنفيذها صباح الأربعاء في العمق السعودي ومحافظتي مأرب وتعز، شرق وغرب اليمن. 

وأعلن المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، أن 3 صواريخ باليستية استهدفت معسكر الفوج الأول في ظهران الجنوب بمنطقة عسير السعودية، وإطلاق صاروخين باليستيين على تجمعات للقوات الحكومية في جبل البلق الأوسط ومعسكر آخر، لم يسمه، في مأرب، وصاروخين على معسكر تدريبي غربي تعز، في إشارة للهجوم الذي استهدف مدينة المخا بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ. 

وزعم المسؤول العسكري الحوثي، أن الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود اليمنيين والضباط السعوديين بينهم قائد الفوج الأول في ظهران الجنوب، لكن التحالف كان قد أعلن اعتراض الصواريخ الثلاثة على عسير في وقت سابق الأربعاء. 

 طارق صالح: مفتاح الوصول إلى حل سياسي في اليمن، يتمثل بوقف الهجوم الحوثي على محافظة مأرب

سياسياً، قال القائد العسكري طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، إن مفتاح الوصول إلى حل سياسي في اليمن، يتمثل بوقف الهجوم الحوثي على محافظة مأرب، وذلك في تصريحات أطلقها خلال لقائه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في مدينة المخا. 

ودعا طارق صالح، المجتمع الدولي للتدخل بوقف هجوم الحوثيين على مأرب، كما قام بالتدخل لوقف العمليات العسكرية لتحرير مدينة الحديدة بحجة الكلفة الإنسانية، في إشارة إلى اتفاق استوكهولم الذي تم بموجبه وقف معركة الحديدة أواخر العام 2018.

وعرض طارق صالح على المبعوث الأممي، رؤية المكتب السياسي لقواته الذي تم استحداثه مؤخراً، حيث أشار إلى أن لا أحد يريد اجتثاث جماعة الحوثيين أو إلغاءها، ولكن المطلوب هو دولة مدنية ديمقراطية يحتكم فيها الجميع لصندوق الاقتراع. 

 وقال: "إذا أراد عبد الملك الحوثي أن يصبح رئيساً لليمن فليأتِ عبر صندوق الاقتراع، أما ادعاء الحق الإلهي في الحكم والتسلط على رقاب اليمنيين باسم الله والدين، فإن هذا مرفوض من كل اليمنيين"، وفقاً لبيان صحافي. 

غارات ليلية للتحالف على مواقع للحوثيين في 3 محافظات

شنت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، سلسلة غارات جوية على معسكرات ومواقع مفترضة لجماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات عمران وصعدة، وذلك للمرة الأولى خارج مسرح العمليات الرئيسي منذ أسابيع.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن غارتين استهدفتا مقر سلاح صيانة المهندسين في مديرية الثورة وسط العاصمة صنعاء، والذي يُعتقد أنه يحوي على ورش لصناعة وتركيب الطائرات المسيرة بدون طيار والصواريخ الباليستية.

وأشارت المصادر، إلى أن أصوات انفجارات سُمعت في منطقة النهدين ومحيط دار الرئاسة، لكن قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين قالت إن الغارة وقعت في معسكر الحفا الواقع في إطار مديرية السبعين. 

كما شن الطيران غارتين على معسكر "ريمة حُميد" في مديرية سنحان بالريف الجنوبي للعاصمة، وغارة واحدة على مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، فضلا عن 3 غارات على مديريتي سحار ومجزر بمحافظة صعدة، وفقا للقناة الحوثية.

ولا يُعرف ما إذا كانت الغارات قد تسببت بخسائر بشرية أو مادية في صفوف الحوثيين أو المدنيين، كونها جاءت خارج مسرح العمليات الرئيسي في مأرب والجوف.

وتأتي الغارات بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثيين مسؤوليتها عن هجوم بثلاثة صواريخ باليستية استهدف معسكرا للقوات السعودية في منطقة عسير جنوبي المملكة.

وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية، فجر اليوم الخميس، أنه نفذ "ضربات جوية دقيقة" لأهداف عسكرية وصفها بـ"المشروعة" في صنعاء وصعدة، دون أن يذكر توجيه أي ضربات في محافظة عمران.
وذكر المتحدث الرسمي للتحالف تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الضربات "شملت مواقع للصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة ومخازن أسلحة"، زاعما أنها حققت أهدافها في تحييد الهجمات العابرة للحدود ومحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية.

وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، شدد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية لدى اليمن على ضرورة خفض التصعيد العسكري في اليمن، بما في ذلك الوقف الفوري للتصعيد في محافظة مأرب، شرقي البلاد، كما نددوا بالهجمات الحوثية عبر الحدود ضد السعودية. 

وذكر بيان نشره الحساب الرسمي للسفارة البريطانية في اليمن على "تويتر"، أن السفراء التقوا السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وناقشوا دعم جهود المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، والحاجة إلى حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، فضلا عن دعم الحكومة الشرعية.

المساهمون