مظلوم عبدي: اتفاق مبدئي على دمج "قسد" ضمن وزارة الدفاع السورية

13 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 14:06 (توقيت القدس)
مظلوم عبدي خلال مقابلة صحافية في الحسكة، 26 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توصلت "قوات سوريا الديمقراطية" والسلطات السورية إلى اتفاق مبدئي لدمج قوات قسد ضمن وزارتَي الدفاع والداخلية، بهدف دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام.

- تجري محادثات في دمشق بحضور وفدين عسكري وأمني من قسد، حيث سيتم إعادة هيكلة قسد ضمن وزارة الدفاع مع الحفاظ على اسمها التاريخي. أكد مظلوم عبدي على أهمية دور تركيا في نجاح المفاوضات.

- طالب مظلوم عبدي بتعديل الإعلان الدستوري لضمان حقوق الشعب الكردي، مشيداً بدور الولايات المتحدة وفرنسا كوسيط، وأكد على ضرورة توزيع عائدات النفط بشكل عادل.

أعلن قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" التوصل مع السلطات السورية إلى "اتفاق مبدئي" حول آلية دمج قواته ضمن وزارتَي الدفاع والداخلية، لافتاً إلى محادثات تجري حالياً بين الطرفَين في دمشق. ووقّع مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع اتفاقاً في 10 مارس/ آذار، تضمّن بنوداً عدّة على رأسها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لـ"لإدارة الذاتية" في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام، إلّا أن تبايناً في وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم في تطبيقه.

وعقد عبدي والشرع الأسبوع الماضي اجتماعاً في دمشق، بحضور المبعوث الأميركي الى سورية توم برّاك وقائد القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) براد كوبر، في إطار مساعي واشنطن لدفع المحادثات قدماً. وفي مقابلة داخل قاعدة عسكرية في مدينة الحسكة (شمال شرق)، قال عبدي لـ"فرانس برس"، في وقت متأخر أمس الأحد، "الجديد في مباحثاتنا الأخيرة في دمشق هو الإصرار المشترك والإرادة القوية للإسراع بتطبيق بنود" الاتفاق، وأضاف "النقطة الأهم هي التوصل إلى تفاهم مبدئي في ما يتعلق بآلية دمج قوات قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وقوى الأمن الداخلي (الكردية) في إطار وزارتَي الدفاع والداخلية".

ويوجد حالياً، وفق عبدي، وفدان؛ عسكري وأمني من قواته في دمشق لبحث آلية اندماجهما ضمن وزراتَي الدفاع والداخلية. وتضم "قوات سوريا الديمقراطية" وقوى الأمن التي بنتها "الإدارة الذاتية" تباعاً في مناطق نفوذها في شمال شرق سورية قرابة مئة ألف عنصر، وأوضح عبدي "ستجري إعادة هيكلة قسد أثناء دمجها ضمن بنية وزارة الدفاع"، ضمن تشكيلات عدة، على أن تكون لها "تسمية جديدة"، بما يتناسب مع النظام المتبع في وزارة الدفاع، مؤكداً في الوقت ذاته أن اسم قواته سيبقى "اسماً تاريخياً" بعدما سطرت "ملاحم بطولية ضد داعش وجميع المعتدين" على المنطقة.

مظلوم عبدي: لم نتفق على نظام لا مركزي

خلال سنوات النزاع في سورية، بنى الأكراد إدارة ذاتية تتبع لها مؤسسات عسكرية واقتصادية وخدمية، وتمكنوا من السيطرة على مساحات واسعة بعد طرد تنظيم داعش منها، تضم أبرز حقول النفط والغاز في سورية. ورداً على سؤال عن دور تركيا، والتي زارها وزيرا الدفاع والداخلية السوريان الأحد، أكد عبدي أن "أي نجاح للمفاوضات سيكون بالتأكيد مرهوناً بدور تركيا"، آملاً في أن تلعب "دوراً مساعداً ومساهماً في عملية التفاوض الجارية".

وحضّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء "قوات سوريا الديمقراطية" على أن "تلتزم وعودها... وتُتمّ اندماجها" ضمن مؤسسات السلطة الجديدة. وشنّت تركيا هجمات عدّة خلال السنوات الماضية في شمال شرق سورية لإبعاد المسلحين الأكراد عن حدودها، لا سيّما أنها تصنف "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، منظمة "إرهابية".

وإثر إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، أظهر الأكراد نيّات بحكم لامركزي منفصل عن دمشق، ما حال دون تطبيق الاتفاق الموقع بين الطرفين، كما دارت مناوشات عسكرية محدودة. وقال مظلوم عبدي "نطالب بنظام لامركزي في سورية، وهذا غير مقبول حتّى الآن، لم نتفق عليه"، مضيفاً "ما زلنا نتباحث حول إيجاد صيغة مشتركة ومقبولة من الجميع".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وشدد على أن "النقاط المشتركة التي تفاهمنا عليها أكثر من النقاط الخلافية"، موضحاً "متفقون على وحدة أراضي سورية، ووحدة الرموز الوطنية، وعلى استقلال القرار السياسي في البلد، وعلى محاربة الإرهاب"، وتابع "جميعنا متفقون على ألّا نعود بسورية إلى عهد الحروب، وأن يكون هناك استقرار وأمن، وأظن أن هذه العوامل كافية لأن نصل إلى اتفاق دائم".

تعديل الإعلان الدستوري

وقال مظلوم عبدي إنّه طالب خلال اللقاء الأخير مع الشرع "بتغيير أو إضافة بعض البنود إلى الإعلان الدستوري المعمول به"، لا سيّما ما يتعلق "بضمان حقوق الشعب الكردي في الدستور"، مضيفاً "كان هناك تجاوب إزاء هذا الأمر ونأمل أن يجري ذلك في القريب العاجل".

وأثنى على دور الولايات المتحدة خصوصاً، وكذلك فرنسا، كوسيط في المحادثات مع السلطة الانتقالية في دمشق، التي تحاول ترسيخ الأمن وإطلاق عملية إعادة الإعمار. وتحتاج دمشق بشكل خاص إلى إدارة أبرز حقول النفط والغاز الواقعة في مناطق سيطرة المليشيا الكردية. ورداً على سؤال لـ"فرانس برس"، قال عبدي "لم نناقش بعد ملف النفط، ولكن بالتأكيد سيجري تناوله في الاجتماعات المقبلة"، وتابع "نعتبر ملف النفط والثروات الباطنية الأخرى الموجودة في شمال شرق سورية ملك لكل السوريين، ويجب توزيع عائداتها ووارداتها على نحوٍ عادل على كل المحافظات السورية".

(فرانس برس)

المساهمون