استمع إلى الملخص
- انطلقت المظاهرات من جامع كتشاوة في العاصمة، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات داعمة لفلسطين، لكن قوات الأمن فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.
- طالبت أحزاب جزائرية برفع الحظر عن التظاهر، وعقدت اجتماعات لمناقشة سبل دعم الشعب الفلسطيني، مع نية تنظيم مسيرة شعبية مشتركة يوم الجمعة.
كسر متظاهرون في الجزائر الحظر الذي تفرضه السلطات منذ فترة على الوقفات والمسيرات، ونظّموا مظاهرات، اليوم الجمعة، للتنديد بالجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتعبير عن موقف مساند ومؤيد للحق الفلسطيني، رغم التشديد الأمني الكبير الذي فرضته السلطات في ساحات وشوارع العاصمة وعدد من المدن الجزائرية.
وأصرّ المتظاهرون على الخروج إلى الشارع مباشرة بعد صلاة الجمعة، ففي العاصمة سار المتظاهرون انطلاقاً من جامع كتشاوة، ورفعوا الأعلام والرايات الفلسطينية، وردّدوا هتافات "بالدم بالروح نفديك يا فلسطين"، و"من العار ألّا نستطيع إدخال قطرة ماء وخبز إلى غزة"، وقامت قوات الأمن بمنع المسيرة قبل أن تقوم بتفريق المشاركين فيها بالقوة واعتقال عددٍ منهم، ما خلّف استياءً لدى المتظاهرين، خاصّة وأن المظاهرة كانت موجهة لصالح فلسطين.
وكان واضحاً منذ صباح اليوم وجود تشديد أمني كبير في العاصمة الجزائر، إذ نشرت السلطات أعداداً من قوّات الشرطة في النقاط الحيوية والساحات والتقاطعات الكبرى، تحسباً لخروج المتظاهرين عقب صلاة الجمعة.
وتحظر السلطات الجزائرية التظاهر في الشارع، وتمنع أيّ تجمعات شعبية مهما كان عنوانها ومطالبها منذ انتهاء مظاهرات الحراك الشعبي، بسبب التخوّف من أن يجري استغلال المظاهرات الداعمة لفلسطين والمقاومة، لرفع شعارات سياسية ضدّ السلطة. وتعود آخر مظاهرة شعبية سمحت بها السلطات في الجزائر إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ورفضت مؤخراً الترخيص بمسيرة كانت تقدمت بطلبٍ لتنظيمها "حركة مجتمع السلم"، كبرى الأحزاب المعارضة، لنصرة فلسطين.
وفي مدينة قسنطينة كبرى مدن الشرق الجزائري، خرج متظاهرون في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في محنته الحالية، ورفعت شعارات تطالب السلطات الجزائرية بإغلاق السفارة الأميركية في الجزائر وطرد العاملين فيها، بسبب الموقف والدعم الذي تبديه واشنطن لحرب الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ونظم متظاهرون في مدينة غليزان غربي الجزائر وناشطون وقفة وسط المدينة لنصرة الشعب الفلسطيني، طالبوا فيها الأنظمة العربية والإسلامية بالتحرك لردع الكيان وإبداء موقف أكثر صرامة، وردّدوا شعارات "السكوت خيانة، و"لا خضوع ولا استسلام "، كما طالبوا بإغلاق السّفارة الأميركية في الجزائر. وجرت في مدينة مسيلة وسط البلاد وقفة تضامنية مماثلة مع الشعب الفلسطيني، رفعت فيها الأعلام والرايات الفلسطينية.
وكانت حركة مجتمع السلم وحزب جبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال، قد طالبت السلطات برفع الحظر عن التظاهر وفتح الفضاءات العمومية لتنظيم المسيرات الداعمة لنصرة الشعب الفلسطيني. وتواصل أحزاب جزائرية، منذ الثلاثاء الماضي مساءً، سلسلة لقاءات واجتماعات، لمناقشة سبل التحرك السياسي وكيفيات الدعم المادي لصالح الشعب الفلسطيني، إذ تنوي تنظيم مسيرة شعبية مشتركة تكون في يوم جُمعة.