مطالبة إسرائيلية بتجريد سناء سلامة جنسيّتها وتهجيرها

04 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 18:03 (توقيت القدس)
سناء سلامة، زوجة الأسير الشهيد وليد دقة، 14 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ممارسات الاحتلال ضد عائلة الشهيد وليد دقة: السلطات الإسرائيلية تحتجز جثمانه وتجمّد حياة عائلته، وتسعى لتجريد زوجته سناء سلامة من جنسيتها وتهجيرها.
- وليد دقة وطفلته ميلاد: تمكن من تهريب نطفة من السجن، وولدت طفلته "ميلاد المستقبل" في 2020، لكنه لم يلمسها إلا من وراء زجاج، واستشهد في الأسر بعد معاناة مع المرض.
- استهداف سناء سلامة: حركة "رغيفيم" الاستيطانية تطالب بتجريدها من الجنسية بسبب احتفالها بعيد ميلاد ابنتها مع زكريا زبيدي، في تعدٍ على خصوصيتها.

لا حدود للساديّة، ولا قعر يمكن أن تحطّ عليه رغباتُ الانتقام. هذا ما يمكن أن يخلُصَ المرء إليه إذا ما تتبع ممارسات الاحتلال بحقّ عائلة الشهيد الأسير وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية في الأراضي المحتلة عام 1948. فالسلطات الإسرائيلية، لم تكتفِ باحتجاز جثمانه في ثلاجة الموتى بدرجة حرارة 40 تحت الصفر، مُجمّدةً بذلك أيضاً حياة عائلته ومحبيه، بل جديدها هذه المرّة محاولة تجريد زوجته سناء سلامة من جنسيّتها التي لا تملك غيرها، وتهجيرها من أرضها.
سناء التي ارتبطت بوليد في "الزمن الموازي" الذي أوجده الأخير، وتزوجته في 10 أغسطس/ آب 1999 بعدما تعرّفت إليه لمّا كانت تزوره في سجنه، حُرمت معه من أن تعيش حياة أي زوجَين حبيبَين بعدما رفض الاحتلال عشرات المرّات إتاحة الخلوة الشرعية، التي تحقّ لهما قانونياً كونهما يحملان الجنسية الإسرائيلية، المفروضة على من تبقى من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بعد نكبة العام 1948.

يوسف الدموكي
يوسف الدموكي

يوسف الدموكي

كاتب وصحافي مصري، مدوّن في موقع "العربي الجديد".

قبل نحو ست سنوات، تمكّن وليد من تهريب نُطفٍ من وراء أسوار سجنه، السجن الإسمنتي الجامد، الذي لم تتمكن رتابته النيل من روحه، فطالما حلم بتلك الطفلة وكتب لها متجاوزاً الحاضر، حتى قبل أن تولد بعقد، متقلباً بخفّة ريشة فوق "أوتار" الكون، أو كأنه كويكب يبتلعه ثقب فيسحبه من عالم إلى آخر برشاقة. 
تمكّن من فعل كل ذلك مخترقاً دائرة السجن المُحكمة الإغلاق، والتي ظل يدور فيها نحو أربعة عقود من الزمن، قبل أن تأتي إلى الدنيا "ميلاد المستقبل" كما سمّاها وكما أراد لهذا المستقبل أن يعرفه ويعرف سناء، فاخترقه وتحرر عندما انطلقت صرخة ميلاد الأولى في المستشفى الإنكليزي في الناصرة في الثالث من فبراير/شباط 2020. 
مضت سنوات مذّاك، لم يلمس وليد طفلته خلالها إلا من وراء نافذة زجاجية، في زيارتين شهرياً لـ 45 دقيقة فقط من الزمن الذي كان "يسرقه" من زمننا. كبرت الطفلة، واستشهد والدها في الأسر بعدما أصيب بمرض عضال؛ حيث تركته إدارة سجون الاحتلال ليموت في قلب الدائرة الرتيبة، وفي مسالخها الحداثية حيث الأطباء جلّادون ينتشون بتعذيب مرضاهم.  
 في الأمس، أتمّت ميلاد سنتها الخامسة، احتفلت رفقة والدتها ورفيق أسر والدها الأسير المحرر زكريا زبيدي، في عيدٍ متواضع، وعلى طاولة صغيرة، أطفأت "ملودة" شمعتها. لم ترتكب أمها ذنباً، ولا الطفلة حتّى. 
لكن كيف يجرؤ هؤلاء على الاحتفال وإزعاج سُكان "الفيلا" الإسرائيلية بسعادتهم المنقوصة أصلاً؟ على هذه "الجُرأة" قرّرت حركة "رغيفيم" الاستيطانية التوجه رسمياً لوزير الداخلية الإسرائيلي، موشيه أربيل، بطلب تجريد سناء من جنسيّتها. 
الحركةُ التي يُعد أحد مؤسسيها وزير المالية ورئيس "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، لم تكتفِ فقط بطلب سحب الجنسية وإنما أمعنت في وقاحتها لتطالب بتهجير سناء، كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".
أمّا السبب وراء الطلب فعائد إلى أن "ملودة" وأمها قضيا العيد مع الزبيدي؛ حيث اختارت الحركة الصهيونية ترجمة الفيديو الذي وثق "الجريمة"، والذي تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي دون علم سناء ولا إذنٍ منها، في تعدٍ صارخ على خصوصيتها وخصوصية طفلتها.

المساهمون