مطالبات حقوقية في بريطانيا بعدم محاكمة معتقلي بالستاين أكشن قبل الطعن القانوني في حظرها
استمع إلى الملخص
- تشهد بريطانيا احتجاجات ضد الإبادة الجماعية في غزة ودعمًا لحركة بالستاين أكشن، مع اعتقال أكثر من 700 متظاهر. ومن المتوقع تنظيم تجمع كبير في لندن في سبتمبر.
- أعربت شخصيات بارزة عن دعمها لحركة بالستاين أكشن وانتقدت استخدام قانون الإرهاب ضدها، مشيرة إلى ضرورة التركيز على ما لا تفعله الحكومة للفلسطينيين.
دعت منظمات حقوقية بريطانية إلى تأجيل مقاضاة مؤيدي حركة بالستاين أكشن المحظورة حاليًا إلى حين البت في طعن قانوني على الحظر، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة البريطانية 13 شخصًا خلال مظاهرة في نورفولك يوم السبت. وجاء ذلك في رسالة وجهتها منظمات مرموقة، منها غرينبيس وهيومن رايتس ووتش، إلى المدعي العام ريتشارد هيرمر.
وذكرت الرسالة، التي وقّعتها أيضًا منظمات أصدقاء الأرض والكويكرز وغلوبال ويتنس، وأرسلت نهاية هذا الأسبوع، أن "مقاضاة الأفراد على الجرائم المرتبطة بهذا الحظر قبل أن تقرر المحكمة قانونيته يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية جوهرية"، وأن تأجيل الملاحقات القضائية "سيُظهر ضبط النفس والإنصاف واحترام العملية القانونية الجارية".
وأضافت الرسالة أيضاً أن المدعي العام "هو من يقرر ما إذا كان ينبغي المضي قدمًا في القضايا بموجب قانون الإرهاب بدلاً من هيئة الادعاء الملكية"، مشيرةً إلى أن اللورد هيرمر يجب أن يتصرف "بما يخدم المصلحة العامة" ويتخذ إجراءً بشأن مسألة المقاضاة.
وتشهد بريطانيا موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات على الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وعصيانًا مدنيًا دعمًا لحركة بالستاين أكشن التي حظرتها حكومة حزب العمّال الشهر الماضي بموجب قانون الإرهاب، بعد أن اقتحم أعضاؤها منشأة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وألحقوا أضرارًا بطائرتين عسكريتين. وقبل اقتحام القاعدة العسكرية، نفذت بالستاين أكشن أكثر من 330 نشاطًا استهدف مصانع السلاح الإسرائيلي في بريطانيا والشركات المتعاونة معها.
وشهدت احتجاجات الأسبوع الماضي لدعم حركة بالستاين أكشن اعتقال 552 شخصًا، أُفرج عن معظم المعتقلين بكفالة، بينما وُجهت اتهامات إلى 10 أشخاص على الأقل، وأعلنت شرطة العاصمة أن 60 شخصًا على الأقل سيُحاكمون بتهمة "إظهار الدعم". وقد أُلقي القبض على أكثر من 700 متظاهر بموجب قانون الإرهاب. ويوم أمس اعتقلت شرطة نورفولك 15 شخصًا، بعد تجمّع مجموعة خارج مبنى البلدية في شارع سانت بيترز بمدينة نورويتش، حاملين لافتات تشير إلى بالستاين أكشن.
BREAKING 🚨
— Defend Our Juries (@DefendourJuries) August 16, 2025
More than a dozen arrested at an autonomous action in Norwich today for holding signs with the words:
“I Oppose Genocide - I Support Palestine Action”
This comes a day after Mark Rowley states that he is “proud” of how policing is going.https://t.co/xHyNnPti3B pic.twitter.com/CZWn6vpXMn
ومن المقرر عقد جلسة استماع للطعن في حظر الحركة في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أن فازت الناشطة والمؤسسة المشاركة لبالستاين أكشن هدى عمّوري في دعوى قضائية تُمكنها من تقديم طعن بحق القانون. وبدأ عدد من الأصوات داخل حزب العمّال تعبّر عن "ندمها" في حظر الحركة بموجب قانون الإرهاب، وأعربت ليزا سمارت، المتحدثة باسم الشؤون الداخلية في حزب الديمقراطيين الأحرار، عن مخاوفها بشأن استخدام قانون الإرهاب لاعتقال أعداد كبيرة من الأشخاص.
وفي تصعيد مرتقب جديد ضد القانون، من المتوقع مشاركة ألف مشارك في تجمع جديد في العاصمة البريطانية لندن ضد حظر الحركة وللاحتجاج على موقف الحكومة البريطانية من الإبادة الجماعية في غزة، في السادس من سبتمبر/أيلول القادم، بحسب ما أعلنته مجموعة "دافعوا عن هيئة المحلفين" التي تقود الاحتجاج على حظر بالستاين أكشن.
ونشرت الكاتبة الإيرلندية سالي روني مقالًا أمس السبت، في صحيفة "آيرش تايمز"، قالت فيه إنّها تدعم بالستاين أكشن، مؤكدة أنه إذا كان هذا يجعلها "داعمة للإرهاب" بموجب القانون البريطاني "فليكن". وقالت الروائية المعروفة: "عندما يُعتقل مواطنونا في ظل أنظمة استبدادية في أماكن أخرى، تميل الدولة وأجهزتها القنصلية إلى التحرك، أو على الأقل تدّعي ذلك، للدفاع عن حقوق الإنسان لحاملي جوازات السفر الأيرلندية. والآن وقد أصبحت السلطة القضائية المعنية مجاورة - بل أقرب - يبدو قادتنا، بشكل غريب، غير راغبين في التحرك. إذا كانت حكومة دبلن تعتقد حقًا أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، فكيف يمكنها أن تنظر إلى مكان آخر بينما يُموّل جارها الأقرب هذه الإبادة الجماعية ويدعمها، ويُعتقل مواطنوها لمجرد التعبير عن آرائهم؟".
وأضافت صاحبة رواية "أيها العالم الجميل، أين أنت؟"، الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة لعام 2021، في مقالها: "لا تزال كتبي، على الأقل حتى الآن، تُنشر في بريطانيا، وهي متوفرة على نطاق واسع في المكتبات وحتى في محلات السوبر ماركت. في السنوات الأخيرة، بثّت هيئة الإذاعة البريطانية الحكومية أيضًا نسختين مقتبستين رائعتين من رواياتي، وبالتالي تدفع لي بانتظام رسومًا متبقية. أودّ أن أوضح أنني أنوي استخدام عائدات أعمالي هذه، بالإضافة إلى منصتي العامة بشكل عام، لمواصلة دعم بالستاين أكشن والعمل المباشر ضد الإبادة الجماعية بكل الطرق الممكنة. إذا اعتبرت الدولة البريطانية هذا إرهابًا، فربما عليها التحقيق في المنظمات المشبوهة التي تواصل الترويج لأعمالي وتمويل أنشطتي، مثل دبليو إتش سميث وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)".
وكان من بين المعتقلين عدد من الشخصيات المعروفة في المجتمع البريطاني، منهم القاضية السابقة ديبورا هينتون الحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية عام 1994 لخدماتها المجتمعية، التي قالت في مقابلة لصحيفة "ذا غارديان": "من وجهة نظري، بالستاين أكشن ليست منظمة إرهابية. لقد شهدتُ أحداث الجيش الجمهوري الأيرلندي وتفجيرات لندن، حيث كان علينا مغادرة المتاجر والمتاحف خوفًا من انفجارات محتملة في أي لحظة. بصراحة، هذا جوهر المنظمة الإرهابية. هذه ليست منظمة إرهابية، إنها منظمة عمل مباشر، مثل حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت، وحركة نساء غرينهام كومون، والعديد من المنظمات الأخرى".
بينما أكد الكاهن الكاثوليكي جون ماكجوان، كاهن رعية القديس يوسف في تشالفونت سانت بيتر، للصحيفة أنه "لا ينبغي أن يكون التركيز على بالستاين أكشن. يجب أن يكون التركيز على ما لا تفعله الحكومة للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية". وقال ماكجوان، وهو أحد المعتقلين، إنه لم يكن يتوقع أي اتهامات من الكنيسة الكاثوليكية، وقد لاقى رد فعلٍ مؤثرًا من رعيته، مضيفًا: "كنتُ مترددًا بشأن إخبار الناس في كنيستي بما فعلته، لكنني من النوع الذي يُحب مشاركة هذه الأمور، وهكذا فعلت. كنتُ متوترًا للغاية، لكن في نهاية القداس قلتُ: "انظروا، لقد ذهبتُ إلى المظاهرة، واعتُقلت"، وصفقوا لي. كدتُ أبكي".