استمع إلى الملخص
- تطعن إسرائيل في سلوك المدعي العام كريم خان، مدعية عدم اتباعه للإجراءات المتوقعة بموجب معاهدة روما.
- أكد المدعي العام كريم خان على ولاية المحكمة للتحقيق، مطالبًا بقرار عاجل لإصدار مذكرات الاعتقال، مشيرًا إلى تأثير التأخير على حقوق الضحايا.
بعد مرور خمسة أشهر على مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية في لاهاي كريم خان إصدار مذكرات اعتقال عاجلة ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بتهمة انتهاك القانون الدولي في الحرب على غزة، نشرت القناة 12 العبرية عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، الوثائق المقدّمة من قبل تل أبيب ضدّ الطلب، في "عملية دبلوماسية استثنائية للغاية، تقرر خلالها لأول مرة في إسرائيل المثول أمام المحكمة".
وكانت الوثائق قد قُدّمت في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي من قبل فريق مشترك من عدة وزارات إسرائيلية، بقيادة وزارتي القضاء والخارجية، إلى مسجّل المحكمة، لكن القضاة فرضوا على الفور أمراً بالسرية على تقديمها ومضمونها، وتم إجراء جميع المناقشات حول الموضوع سراً وخلف أبواب مغلقة، وفق القناة العبرية، على الرغم من أن الوثائق الأخرى في القضية التي تتم إدارتها كانت مكشوفة للجمهور.
ومارست تل أبيب ضغوطاً كبيرة لإزالة أمر السرية، وتمكّنت من ذلك يوم أمس. وفي أكثر من 60 صفحة، تعرض إسرائيل حججها ضد أوامر الاعتقال، على الرغم من أنها ليست عضواً في المحكمة الدولية ولا تعترف بسلطتها وصلاحياتها. ووفقاً للوثائق، فإن إسرائيل لا تشير على الإطلاق إلى الاتهامات والمخالفات الخطيرة التي ينسبها المدعي العام في لاهاي كريم خان إلى رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن غالانت، ولكن ادّعاءها موجّه بالأساس ضد الإجراء القضائي نفسه.
ويتضمن خط الدفاع الإسرائيلي مسارين رئيسيين، الأول يدّعي عدم اختصاص المحكمة في مناقشة القضية، فيما يطعن الآخر بسلوك المدّعي العام خان وقانونيته. وتزعم دولة الاحتلال بتوسّع أن المحكمة الجنائية الدولية لا تتمتع بالاختصاص القضائي للنظر في القضية الحالية، ويرجع ذلك إلى أن إسرائيل ليست طرفاً في معاهدة روما، التي تمنح المحكمة اختصاصها، والتي وقّعت عليها 123 دولة، وبطبيعة الحال ليست عضواً في المحكمة. وتزعم إسرائيل أيضاً أن السلطة الفلسطينية وافقت في إطار اتفاقيات أوسلو على التخلّي عن إمكانية محاكمة الإسرائيليين الذين ارتكبوا مخالفات (جرائم) على أراضيها، وبالتالي لا يمكنها نقل هذه الصلاحية إلى المحكمة.
أما الادعاء الاسرائيلي الثاني، والمركزي بالنسبة لتل أبيب، فموجّه بالأساس ضد المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان نفسه. وتزعم إسرائيل أن خان لم يتصرف وفقاً لمعاهدة روما، من خلال عدم تصرفه وفقاً للإجراء المتوقّع منه وفقاً للمادة 18 من الاتفاقية. وبموجب الإجراء، كما تدّعي دولة الاحتلال، يجب على المدّعي العام أن يوجه إنذاراً منظماً إلى الدولة التي ينوي فتح تحقيق ضدها، وأن يعرض الحجج والشبهات، فضلاً عن منح 30 يوماً لتلك الدولة تتيح لها جلب التحقيق إليها والتحقيق في القضية بنفسها، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة.
وزُعم أيضاً أن خان اعتمد على تحذير سابق وجهه لإسرائيل قبل بضع سنوات في أمور أخرى، وتصرّف بناءً عليها لطلب أوامر الاعتقال، وبذلك فاجأ إسرائيل دون أن يمنحها حتى القدرة على فحص التفاصيل المتعلّقة بها والتحقيق فيها. وتتوزع ادّعاءات إسرائيل على أكثر من 60 صفحة تم تقديمها إلى القضاة في القضية، وستنضم إلى المرافعات السابقة التي قدّمتها عدّة دول، زعمت أيضاً عدم اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في القضية، كما تطالب دولة الاحتلال بنشر ادعاءاتها على الملأ، إذ تعتقد أنها قوية من الناحية القانونية.
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، أعلن كريم خان أن المحكمة تسعى إلى إصدار مذكرتي اعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وقال خان، في حديث إلى شبكة "سي أن أن" الأميركية في تلك الفترة، إن مذكرات الاعتقال ستشمل أيضاً قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، والرئيس الراحل لحركة حماس إسماعيل هنية.
ورغم الادعاءات الإسرائيلية، أكد المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في أغسطس/ آب الماضي، أن المحكمة تتمتع بالولاية القضائية للتحقيق مع الإسرائيليين، وطلب من القضاة اتخاذ قرار عاجل بشأن إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت. وفي طلب للمحكمة، في حينها، حث خان القضاة الذين ينظرون في مذكرات الاعتقال المطلوب إصدارها بحق مسؤولين إسرائيليين وقادة من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على اتخاذ قرارهم بسرعة ومن دون تأخير. وقال خان إن "أي تأخير غير مبرر في هذه الإجراءات يؤثر سلباً على حقوق الضحايا".