مصر والمغرب: تقارب لحشد الدعم في ليبيا

مصر والمغرب: تقارب لحشد الدعم في ليبيا

09 مايو 2022
شكري (وسط) في اجتماع النقب، مارس الماضي (جاكلين مارتان/فرانس برس)
+ الخط -

رأت مصادر دبلوماسية أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للمغرب، المقررة اليوم الاثنين، "محاولة مصرية لحشد الدعم لموقف القاهرة في القضايا الإقليمية، وعلى رأسها ليبيا".

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أنه "في ظل الضغوط التي تمارسها واشنطن على القاهرة، بسبب موقف الأخيرة من الحرب الروسية الأوكرانية، ودعمها للمعسكر الروسي، يسعى النظام المصري للاصطفاف مع الدول العربية التي تنتمي إلى ذات معسكره".

وأضافت أن "النظام المصري يتعرض لضغوط أميركية شديدة في الفترة الأخيرة، بسبب موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية، وأنه يقوم بمواجهة ذلك بخطوات دبلوماسية لتلافي هذا الضغط، من بينها التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الإقليميين".

وتمارس الولايات المتحدة ضغطاً على النظام المصري، ولا سيما في ملف حقوق الإنسان، وصرّحت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين الماضي، بأن وفاة الباحث الاقتصادي المصري أيمن هدهود تتطلب "تحقيقاً شاملاً وشفافاً ويتسم بالصدقية"، وذلك بعد وفاته في مستشفى للأمراض النفسية بالقاهرة، حيث أحالته الأجهزة الأمنية التي احتجزته.

شكري في الرباط اليوم

ويبدأ شكري، اليوم الاثنين، زيارة رسمية للرباط، يلتقي خلالها نظيره المغربي ناصر بوريطة. وكشفت مصادر دبلوماسية مغربية لـ"العربي الجديد"، الأسبوع الماضي، أن اللقاء بين بوريطة وشكري سيكون مناسبة لبحث آفاق تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين مصر والمغرب على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وتبادل الرؤى في القضايا الإقليمية بالمنطقة والساحة الأفريقية والعربية.

وتأتي الزيارة بعد نحو 4 أشهر من المباحثات الهاتفية التي جمعت الوزيرين، غداة زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة للقاهرة في 16 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وباستثناء بعض التوترات التي تشهدها العلاقات الاقتصادية بين مصر والمغرب، بين الحين والآخر، بإعلان كل طرف حظر دخول بعض البضائع الواردة من الدولة الأخرى، تعرف العلاقات بين البلدين تحسناً منذ عام 2015، إثر تمكّن البلدين من تجاوز الأزمة الصامتة التي سادت علاقات البلدين، بعد إطاحة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.


القاهرة تسعى للحصول على الدعم المغربي لموقفها في ليبيا

وقالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" إن "القاهرة تسعى للحصول على الدعم المغربي لموقفها في ليبيا، المتمثل بدعم الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، بينما يلتزم المغرب الحياد تجاه الأطراف المتصارعة".

ويرى المغرب بحسب التصريحات الرسمية أن حل الأزمة الليبية "لا يمكن إلا أن يكون ليبياً، ولا يمكن أن يأتي من الخارج"، وأن التدخلات والمبادرات الأجنبية "تعقّد الوضع وتخلق مشكلات أكثر"، وأن الأمم المتحدة هي "المظلة الوحيدة المناسبة لإيجاد حل للأزمة الليبية".

ورجحت المصادر أن يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة منطقة الشرق الأوسط قريباً، وقالت إن "الإدارة الأميركية كانت تفكر في أن تبدأ الزيارة بالمملكة العربية السعودية، لكن الأوضاع تشير إلى أن الرأي استقر على أن تكون الزيارة لإسرائيل".

ولفتت المصادر إلى أنه "في حال قيام الرئيس الأميركي بزيارة إسرائيل، فإن الأخيرة ستدعو الدول الحلفاء بالمنطقة للاجتماع معه، في سياق التحالف المعلن سابقاً بين إسرائيل ودول عربية، على رأسها الإمارات والمغرب ومصر والبحرين".

تأثير اجتماع النقب

وكانت مصادر قد كشفت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، أن "مشاركة مصر باجتماع النقب (يومَي 27 - 28 مارس/آذار الماضي) الذي رتبت له بالأساس كل من إسرائيل والإمارات، بمباركة أميركية، كانت سبباً في فتح أبواب الدعم للنظام المصري على مصراعيها، إذ تدفقت الاستثمارات الخليجية على مصر بعدها.

ليس ذلك فقط، بل فتحت المجال للتوسع في مشروعات إعادة الإعمار في ليبيا". وعن تحقيق بعض المصالح المصرية في المنطقة، قالت المصادر إنه "يمكن اعتبار أن إسرائيل هي كلمة السر وراء هذه الترتيبات الجديدة، فالتحركات المصرية الأخيرة في ملف العلاقات معها، التي منها ما هو سياسي كاجتماع النقب، وما هو اقتصادي كالاتفاق على إحياء اتفاقية الكويز (تشريع للكونغرس الأميركي يسمح بتصدير منتجات من الشرق الأوسط من دون تعرفات، شرط تضمنها مواد إسرائيلية. وقّع الأردن الاتفاقية في عام 1996 ومصر في عام 2004) بين البلدين، التي دخلت مرحلة الموت الإكلينيكي منذ فترة، جعلت من إسرائيل داعماً قوياً للنظام المصري في الكثير من الملفات الخاصة بالإقليم".


إسرائيل ستدعو قادة دول عربية للقاء بايدن فيها

ولكن في الوقت ذاته واجهت المصالح المصرية في ليبيا الكثير من الصعوبات، التي أرجعتها المصادر إلى "عدم الرضى الأميركي عن الموقف المصري من الحرب الروسية الأميركية"، وهو ما دفع النظام المصري للبحث عن داعمين إقليميين بينهم المغرب.

وكان لافتاً، في يناير الماضي، تأكيد السفير المصري في الرباط، ياسر مصطفى كمال عثمان، في تصريحات صحافية، أن بلاده "تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية"، وأنها لا تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" ولا تقيم أي علاقات معها.

ويأتي ذلك في ظل خلافات بين مصر والجزائر بشأن الملف الليبي. ففي الوقت الذي تدعم فيه الجزائر حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، وتحظى بدعم دولي وأممي، تساند مصر الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، فيما تتقاطع معلومات من القاهرة والجزائر وتفيد بتحذير الجزائر لمصر من خطورة اتخاذ أي خطوات تعزز الانقسام وتحاول فرض خيارات محددة في ليبيا.