مصر توقع عقداً مع شركة أميركية لتحسين صورة السيسي

مصر توقع عقداً مع شركة أميركية لتحسين صورة السيسي

11 نوفمبر 2020
الخطوة تمّت بعد يوم من خسارة ترامب في الانتخابات (Getty)
+ الخط -

وقع السفير المصري لدى الولايات المتحدة، معتز زهران، عقداً بقيمة 65 ألف دولار شهرياً مع شركة "Brownstein Hyatt Farber Schreck" الأميركية، من أجل تحسين صورة النظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، على حساب المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وبحسب موقع "فورين لوبي" الأميركي، فإن الحكومة المصرية لم تهدر أي وقت في التحضير لحقبة ما بعد ترامب، إذ جمعت فريق ضغط قوياً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يضم عضو الكونغرس المتقاعد إد رويس، ومساعداً كبيراً سابقاً لزعيمة الأغلبية في مجلس النواب الأميركي، النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي.

ومن المتوقع أن يتعاون مع رويس الرئيس السابق لموظفي بيلوسي، نديم الشامي، وهو من مواليد الولايات المتحدة، ولكنه قضى طفولته المبكرة في مصر، واثنان من شركاء الشركة، وهما عضو الضغط الجمهوري المخضرم مارك لامبكين، الذي يدير مكتب الشركة في العاصمة واشنطن، وجامع التبرعات الديمقراطي ألفريد موتور، فضلاً عن مدير السياسات في الشركة دوغلاس ماغواير.

 

وأشار الموقع إلى تقديم الشركة "خدمات العلاقات الحكومية والاستشارات الاستراتيجية بشأن الأمور المعروضة على حكومة الولايات المتحدة"، وفقاً لما ورد في ملفها لدى وزارة العدل الأميركية، بحيث يكون العقد لمدة أولية قدرها عام واحد، مع إعادة تقييم العقد بعد ذلك.

ويأتي العقد في وقت تخشى فيه القاهرة من عودة بعض اللاعبين الأميركيين أنفسهم إلى السلطة، الذين يلومونهم على انتفاضة الربيع العربي، وسقوط الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك. وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ميشيل دن: "من الواضح أنهم قلقون"، في إشارة إلى السيسي وحكومته.

وعندما اتضح أن بايدن هو الفائز بمنصب رئيس الولايات المتحدة، أرسل السيسي برقية لتهنئته، في حين يستدعى جميع وزراء الخارجية السابقين، والشخصيات المصرية البارزة في البرامج الحوارية، لطمأنة مؤيدي الحكومة في مصر بأن كل شيء سيكون على ما يرام مع إدارة بايدن الجديدة.

الحكومة المصرية بعد اطمئنانها للعلاقة الوثيقة بين السيسي وترامب، انفصلت بشكل مفاجئ عن شركة الضغط "غلوفر بارك غروب "

 

وعزل ترامب، الذي أطلق على السيسي لقب "الديكتاتور المفضل لدي" في قمة مجموعة السبع العام الماضي في فرنسا، القاهرة إلى حد كبير عن جهود الكونغرس لمعاقبة الحكومة المصرية على انتهاكاتها في ملف حقوق الإنسان، بما في ذلك وفاة المواطن الأميركي مصطفى قاسم في الحجز في وقت سابق من هذا العام.

في السياق نفسه، دعمت الإدارة الأميركية الأولويات الدبلوماسية لمصر، لا سيما الضغط على إثيوبيا بشأن خططها لملء "سد النهضة" الضخم على نهر النيل، الذي يهدد مستويات المياه في مصر. واستأجرت أديس بابا شركة المحاماة Barnes & Thornburg في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، إثر تورط إدارة ترامب في نزاع النيل بطريقة "كان يُنظر إليها إلى حد كبير على أنها مواتية لمصر".

إلى ذلك، نقل الموقع عن صحيفة "ميدل إيست آي"، حث جماعة الإخوان المسلمين، التي وصفتها حكومة السيسي بأنها "جماعة إرهابية"، بايدن على "إعادة النظر في السياسات السابقة لدعم الديكتاتوريات في جميع أنحاء العالم". وقالت في بيان: "نناشد إدارة بايدن نبذ الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة الاستبدادية ضد حقوق الشعوب".

ووفقاً لموقع "فورين لوبي"، فإن الحكومة المصرية بعد اطمئنانها للعلاقة الوثيقة بين السيسي وترامب، انفصلت بشكل مفاجئ عن شركة الضغط "غلوفر بارك غروب" في يناير/ كانون الثاني 2019، بعد مقابلة كارثية للسيسي مع برنامج 60 دقيقة على قناة "سي بي إس"، حيث ضغط المذيع على الرئيس المصري بسبب سجله السيئ في ملف حقوق الإنسان.