مصر توظف حفتر كورقة ضغط في العلاقة مع تركيا

مصر توظف حفتر كورقة ضغط في العلاقة مع تركيا

19 ابريل 2021
وقفت القاهرة وراء إجراء مليشيات حفتر مناورات (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

شهد الملف الليبي أخيراً تطورات عدة، أعادته مجدداً إلى صدارة اهتمام صانع القرار المصري، في ظل حراك دولي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، واتهامات من جانب قوات تابعة إلى غرب ليبيا للقاهرة بتزويد زعيم مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر بالأسلحة.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن موقف مصر الحالي من حفتر لا يعدو كونه ورقة مهمة لم تلق بها القاهرة من يدها حتى الآن، بحسب تعبير المصادر، التي كشفت توظيف النظام المصري ورقة حفتر في ملفات أخرى، أهمها ملف شرق المتوسط، والضغط على تركيا للوصول إلى أكبر قدر من التنازلات قبل التوصل إلى اتفاق تهدئة.

زوّدت مصر مليشيات حفتر بكميات من الذخائر والمقذوفات

وكشفت المصادر عن تطور مفاجئ على مستوى العلاقة بين القاهرة وحفتر خلال الأيام الماضية، مؤكدة صحة ما نشره المكتب الإعلامي لقوات غرب ليبيا التابعة لحكومة الوحدة، بشأن تزويد مصر حفتر مؤخراً بكميات من الذخائر والمقذوفات، عبر طائرتين عسكريتين، أعلنت مصر رسمياً أنهما كانتا تحملان مساعدات طبية متعلقة بمواجهة جائحة كورونا.

وكشفت المصادر أن الخطوة المصرية جاءت بعد تنسيق قاده نائب رئيس جهاز المخابرات الحربية، الذي زار حفتر في مقر قيادته بقاعدة الرجمة شرق ليبيا بشكل غير معلن قبل أيام قليلة من شهر رمضان، وذلك من أجل تنسيق مرتقب، تبعه إرسال مصر شحنة الذخائر. وقالت المصادر إن "الخطوة المصرية جاءت رداً على مخالفة تركيا لتفاهمات أمنية مع مصر، ونقلها شحنة معدات عسكرية متطورة وأسلحة نوعية للقوات في غرب ليبيا الشهر الماضي". وكشفت أن القاهرة كانت وراء خطوة تحريك حفتر لتنظيم مناورات بالذخيرة الحية في شرق ليبيا أخيراً، رداً على التباطؤ التركي بشأن تفاهمات متعلقة بالأزمة الليبية، مشيرة، في الوقت ذاته، إلى أن الأمر ليس صراعاً بين القاهرة وأنقرة كما كان في السابق، لكنه يأتي في إطار الشد والجذب لإنجاز التفاهمات التي يسعى إليها النظام المصري.

زيارة لافروف إلى القاهرة هدفت لمناقشة ملف مرتزقة فاغنر
 

وبحسب المصادر، فإن تركيا عطلت، أخيراً، خروج دفعات جديدة من المقاتلين السوريين في ليبيا الداعمين لحكومة الوحدة، وذلك في ظل مماطلة روسيا في ملف مرتزقة "فاغنر"، بعدما أبدت أنقرة، في وقت سابق، ترحيبها بإخلاء ليبيا من المرتزقة، وبدأت فعلياً بنقل نحو 200 مقاتل سوري وإعادتهم إلى مناطقهم، بعد ترتيبات بين عدد من اللاعبين البارزين والقوى الإقليمية الفاعلة في الملف الليبي بشأن إنهاء وتصفية ملف المرتزقة، والذي بات "فاغنر" أكبر عقباته. وكشفت المصادر أن زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى القاهرة أخيراً، كانت في المقام الأول لمناقشة ملف مرتزقة "فاغنر"، وجاء "تعظيم الحديث عن أزمة سد النهضة ليكون بمثابة غطاء".

المساهمون