مصر تقود القوة البحرية المشتركة 153: تطوير التعاون العسكري الإقليمي

مصر تقود القوة البحرية المشتركة 153: تطوير التعاون العسكري الإقليمي

16 ديسمبر 2022
بارجة "أنور السادات" العسكرية بفرنسا، سبتمبر 2016 (لويك فينانس/فرانس برس)
+ الخط -

استقبل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، مساء أول من أمس الأربعاء، وذلك في إطار مشاركة الرئيس المصري في فعاليات القمة الأميركية الأفريقية التي أقيمت في واشنطن، بين الثلاثاء الماضي وأمس الخميس.

وحسب بيان للبنتاغون، قال أوستن في الاجتماع إن "الإدارة تقدر تقديراً عالياً قيادة مصر وتعاونها وتحقيق أهدافنا الأمنية المشتركة"، وأضاف: "لقد رأينا تلك القيادة وشجاعة مصر في أن تصبح أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومسؤوليتكم وإشرافكم على قناة السويس، والمساعدة الحيوية التي قدمتها مصر وتأمين وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة".

وشكر أوستن السيسي لتولي مصر قيادة قوة المهام المشتركة 153، التي تضمن أمن خطوط المواصلات البحرية في البحر الأحمر، وشدّد على أنه "سنواصل العمل مع مصر وجيرانكم لتعزيز التشغيل البيني والدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري".

من جانبه، أكد السيسي "حرص مصر على دعم شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خصوصاً بما يتعلق بالشق العسكري، وكذلك على الصعيد الأمني في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة والعالم".

وقبل ساعات من سفر الرئيس المصري إلى الولايات المتحدة للمشاركة في القمة، سلمت البحرية الأميركية قيادة فرقة القوة الدولية البحرية المُشكّلة حديثاً في البحر الأحمر إلى القوات البحرية المصرية، خلال حفل أقيم في البحرين، حيث المقر الرئيسي للقوات متعددة الجنسيات، الاثنين الماضي.

مصر تقود قوة المهام المشتركة 153

وبحسب بيان للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، فقد سلم النقيب بالبحرية الأميركية روبرت فرانسيس، الذي شكل قوة المهام المشتركة 153 في إبريل/ نيسان الماضي القيادة إلى العميد البحري المصري محمود عبد الستار. ومثّل هذا الانتقال المرة الأولى التي تتولى فيها مصر قيادة طاقم عمليات القوات البحرية المشتركة منذ انضمامها إلى الشراكة البحرية المكونة من 34 دولة في عام 2021.

وبحسب البيان الأميركي، فإن قوة المهام المشتركة 153، هي واحدة من أربع فرق عمل للقوات البحرية المشتركة، وتم تأسيسها في 17 إبريل الماضي، لتعزيز الأمن البحري الدولي وجهود بناء القدرات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.


قوة المهام المشتركة 153 تشكّلت في 17 إبريل الماضي، لتعزيز الأمن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن

من جهته، قال عبد الستار إنه "يشرفني أن أعمل كقائد لقوة المهام المشتركة 153، وسينصب تركيز جهودي على العمل بشكل وثيق مع الدول الإقليمية والشركاء والدول المشاركة للحفاظ على الأمن البحري والاستقرار في المنطقة".

وفي السياق، جاء في بيان للجيش المصري أن القوات البحرية المصرية تولت "قيادة قوة المهام المشتركة 153 والتي تتمثل مهامها في مكافحة أعمال التهريب والتصدي للأنشطة غير المشروعة، خصوصاً الأنشطة الإرهابية في مناطق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن".

وأضاف أن "مصر تتولى قيادة القوة انطلاقاً من دورها المحوري وتعاونها الوثيق مع القوات البحرية للدول المشاركة، لتحمّل مسؤولياتنا المشتركة نحو تحسين البيئة الأمنية بكافة المناطق والممرات البحرية وتوفير العبور الآمن لحركة تدفق السفن عبر الممرات الدولية البحرية، والتصدي لكافة أشكال وصور الجريمة المنظمة التي تؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ومصالح الدول الشريكة".

وشدّد بيان الجيش المصري على أن "قوة المهام المشتركة (153) إحدى أهم الآليات المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي ومجابهة التهديدات بكافة أنماطها".

وفي الأول من فبراير/ شباط الماضي، انطلق تدريب بحري بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة 60 دولة، بينها إسرائيل، التي شاركت للمرة الأولى في هذه التدريبات إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول مايكل كوريلا، قد أكد في تصريحات سابقة أن علاقة بلاده مع السعودية استراتيجية وقوية، مضيفاً أن القيادة "لديها التزام ثابت بأمن الشرق الأوسط"، وأن إيران "هي القوة الأكثر زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة "لن تسمح بإيران نووية"، مؤكداً أن "التهديد الإيراني يتطلب جهداً حازماً من واشنطن وشركائها في المنطقة". 

وحول التطورات الجديدة، يقول العقيد المصري المتقاعد أيمن سلامة، الذي عمل ضابط اتصال في حلف شمال الأطلسي سابقاً، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "القيادة المصرية لهذه القوة تعد نتاجاً لأوجه مختلفة من التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها القوات البحرية المصرية مع صديقاتها من العديد من الدول المشاطئة للبحر الأحمر وفي الصدارة منها المملكة العربية السعودية".

ويضيف سلامة أن "التدريبات العسكرية المشتركة التي زادت وتطورت في العقدين الأخيرين، زادت المكاسب السياسية والاقتصادية والجيوسياسية لمصر، كما أنها عززت المكانة المتميزة التي اكتسبتها مصر أخيراً ليس في البحر الأحمر فقط ولكن في شرق البحر المتوسط".

ويرى أن "المهام التي تضطلع بها القوة البحرية العسكرية المشتركة، خبرت بها القوات البحرية المصرية أكثر من مرة من خلال أوجه مختلفة للتدريب العسكري المشترك مع الدول الصديقة، سواء كانت هذه الدول في البحر الأحمر أو البحر المتوسط أو خارجهما، مثل الولايات المتحدة".


أيمن سلامة: مصر تسعى لاستخدام قواتها البحرية على النحو الذي يحمي مصالحها الحيوية

تأمين المصالح الحيوية المشتركة

ويوضح ضابط الاتصال السابق في الأطلسي أن "المهام التي تضطلع بها القوة هي: مكافحة أعمال التهريب، والتصدي للأنشطة غير المشروعة، تحديداً الأنشطة الإرهابية في مناطق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأيضاً تأمين الملاحة العالمية التجارية عبر مضيق باب المندب".

ويضيف سلامة أن "90 في المائة من التجارة العالمية تتمّ في المناطق الدولية في المحيطات والسواحل، لذلك فإن كل دول العالم، خصوصاً البحرية منها، وبينهما مصر التي تمتد على بحرين (المتوسط) و(الأحمر)، تسعى لاستخدام قواتها البحرية على النحو الذي يحمي مصالحها الحيوية".

ويتابع: "قد يكون ذلك الاستخدام انفرادياً أو من خلال تكتل جماعي متعدد الجنسيات كما في الحالة المصرية، وذلك من أجل تأمين المصالح الحيوية المشتركة، وعلى الأخص المصالح الاقتصادية والأمنية للدول المشتركة في هذه القوة بقيادة مصر".

ويشير سلامة إلى أن "العولمة زادت من انتشار تكنولوجيا المعلومات والأسلحة، وعززت قدرات الدول والمنظمات العابرة للحدود القومية، من أجل أن تكون قادرة على الحد من التدخلات البحرية من سائر الدول".