مصر تعلّق لقاءات مع "روساتوم": الخيبة من روسيا تكبر

مصر تعلّق لقاءات مع "روساتوم": الخيبة من روسيا تكبر

19 يوليو 2021
خلال توقيع اتفاقية بناء محطة الضبعة بين مصر و"روساتوم"، ديسمبر 2017 (ميخائيل ميتزل/Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، عن تعليق مصر اجتماعات فنية بين وزارة الكهرباء المصرية، وشركة "روساتوم" الروسية للطاقة النووية المسؤولة عن تنفيذ محطة الضبعة للطاقة النووية، قائلة "إن التوتر الذي يخيّم على العلاقات بين البلدين، بسبب ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، وإعلان موسكو موقفاً داعماً واضحاً لإثيوبيا، أثّر سلباً على الاجتماعات واللقاءات الفنية الخاصة بإنشاء محطة الضبعة النووية".

جهات سيادية منعت سفر وفد من وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة النووية إلى موسكو

وقالت المصادر إن جهات سيادية منعت سفر وفد فني رفيع المستوى من وزارة الكهرباء، وهيئة الطاقة النووية إلى العاصمة الروسية موسكو، بعدما كان مقرراً سفره في مهمة عمل متعلقة بالاتفاق الخاص بإنشاء محطة الضبعة، وذلك في أعقاب الموقف الروسي الأخير، وإعلان روسيا موقفاً صادماً لمصر في قضية سد النهضة، وكذا إعلان موسكو توقيع اتفاقية عسكرية مع أديس أبابا.

ولفتت المصادر إلى أن الجمود الذي يسيطر على العلاقات بين القاهرة وموسكو، يعود إلى ما قبل جلسة مجلس الأمن الخاصة بسد النهضة في 8 يوليو/تموز الحالي، والتي جاء الموقف الروسي فيها معبّراً عن الخلافات بين الطرفين، كاشفة أن السعي المصري لاسترضاء الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة جو بايدن، كان سبباً أساسياً في التوتر، بعد أن أبلغت القاهرة، موسكو، بتعليق صفقة مقاتلات "سوخوي 35"، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من تسلم أول دفعة منها. وتابعت المصادر، أن حالة عدم الثقة الروسية في القيادة المصرية، بشأن العلاقات بين البلدين، كانت سبباً أساسياً في تغليب موسكو مصالح متوقعة في منطقة القرن الأفريقي، على حساب مصالح حالية مع القاهرة، مشيرة إلى أن المسؤولين الروس، يعتقدون أن تطور العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الخمس الماضية، كان في إطار المناورة مع الأميركيين.

وحول مصير مشروع محطة الضبعة النووية، في أعقاب توتر العلاقات حالياً، رجحت المصادر أن الأمر لا يعدو كونه مناورة فقط للضغط على الجانب الروسي، في محاولة لتوفيق موقفه مع المصالح المصرية، وعدم التسبّب بإحراج للنظام المصري، في ظل تعقد المشهد في أزمة السد، مع اقتراب أديس أبابا من الانتهاء من الملء الثاني للسد.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أعرب في وقت سابق خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري، عن قلق واشنطن بشأن احتمال شراء مصر مقاتلات "سوخوي 35" من روسيا، وكانت مصر قد وقّعت اتفاقية مع روسيا عام 2019 بقيمة ملياري دولار تهدف إلى شراء نحو 20 طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي 35". وأثار ذلك غضب الولايات المتحدة، ولوّح مسؤولون أميركيون باحتمال فرض عقوبات على مصر في حالة الإصرار على إتمام صفقة شراء الطائرات الروسية. ويمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات بموجب قانون يعرف باسم "مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات"، المعروف اختصاراً بقانون "كاتسا"، والذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي في 2 أغسطس/آب 2017 ووقّع عليه الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو قانون يستهدف في الأساس المبيعات العسكرية الروسية.

القاهرة أبلغت موسكو بتعليق صفقة مقاتلات "سوخوي 35"

وفي 2017 وقّعت مصر وروسيا اتفاقاً لبدء العمل في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، وذلك أثناء اجتماع بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقالت شركة "روساتوم" النووية الروسية، إن محطة الطاقة التي ستبنيها في مصر ستتكلف ما يصل إلى 21 مليار دولار. وأوضحت الشركة، في بيان، إنها ستقوم وفقاً للعقود الموقعة ببناء محطة الضبعة للطاقة النووية من أربع وحدات للطاقة من طراز 1200VVER ، بالقرب من مدينة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما ستقوم بتزويدها بالوقود النووي الروسي طوال فترة تشغيل المحطة النووية، مما يضمن التكلفة التنافسية للطاقة الكهربائية لمدة 60 عاماً، بالإضافة إلى أن شركة "روساتوم" ستقوم بإعداد وتدريب الموظفين وستساعد الشركاء المصريين في عملية تشغيل وصيانة محطة الضبعة في السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة. كما يتضمن الاتفاق قيام الجانب الروسي ببناء مرفق خاص وتوريد حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد، مضيفاً أنه سيتم تشغيل وحدة الطاقة الأولى لمحطة الضبعة للطاقة النووية سنة 2027.

وفي 12 يوليو الحالي، أعلنت وزارة الدفاع الإثيوبية توقيع اتفاقية للتعاون العسكري مع روسيا، تشمل تعزيز قدرات الجيش الإثيوبي المهارية والتكنولوجية. وأكدت مسؤولة الشؤون المالية في وزارة الدفاع الإثيوبية، مارثا ليويج، أن هذه الاتفاقية ستكون لها أهمية كبرى في أخذ العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى"، وأضافت أنها تركز على تعزيز قدرات قوات الدفاع الوطني الإثيوبية المهارية والتكنولوجية. وجاء الإعلان عن توقيع الاتفاقية بعد أيام قليلة من الموقف الروسي الذي عبر عنه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، بقوله إن بلاده تشعر بالقلق من تنامي الخطاب التهديدي في أزمة سد النهضة، مشيراً إلى أن روسيا تتابع بدقة تطورات الأحداث حول سد النهضة، مصرحاً: "نتفهم تماماً الأهمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في القارة الأفريقية بالنسبة إلى سكان إثيوبيا التي يقطنها ملايين الأشخاص وتعاني من نقص كبير في الكهرباء".