مصر تستهلّ حملة استمالة إدارة بايدن في أزمة سد النهضة

مصر تستهلّ حملة استمالة إدارة بايدن في أزمة سد النهضة

02 فبراير 2021
تبنت الكتلة السوداء في الكونغرس موقفاً مضاداً من القاهرة (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" عن أن "القاهرة بصدد تنفيذ حملة دبلوماسية، تستهدف إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن للتعريف بعدالة القضية المصرية في أزمة سد النهضة، وحجم التعنت الذي تتبناه أديس أبابا تجاه دولتي المصبّ مصر والسودان، والأخطار التي قد يسببها النهج الإثيوبي على الاستقرار في المنطقة".

وأوضح المصدر أن هناك جهات في الدولة المصرية تسلّمت ملفات مجموعة من شركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل التعاقد مع إحداها خلال الفترة القادمة بشأن ملف أزمة سد النهضة، لتوضيح الرؤية المصرية لدوائر صناعة القرار الأميركي، بعد وصول الديمقراطيين إلى الحكم.

وأكد المصدر أن التوجه المصري الجديد جاء بسبب تبني الكتلة السوداء في الكونغرس موقفاً مضاداً من القاهرة في أزمة سد النهضة، نتيجة تأثرهم بتحركات إثيوبية من جانب حكومة آبي أحمد خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وذلك في وقت تعوّل القاهرة على وساطة دولة الكونغو التي انتقلت إليها رئاسة الاتحاد الأفريقي من جنوب أفريقيا، والتي لم تكن تحظى وساطتها بارتياح من الجانب المصري، نظراً لما كانت تؤكده مصادر مصرية من انحياز جنوب أفريقيا إلى الموقف الإثيوبي، وعدم التعاطي بجدية مع الملاحظات المصرية والسودانية.

في غضون ذلك، تجاهلت إثيوبيا التحذيرات المصرية والسودانية بضرورة الوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة، مؤكدة أن بناء السد يسير كما هو مخطط له.

ووفقاً لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية، قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي: "إن بناء سد النهضة الإثيوبي يسير كما هو مخطط له"، مؤكداً أن "دعم الإثيوبيين في الداخل والخارج لسد النهضة هو في أفضل حالاته".

وأوضحت الوكالة أن "وفداً برئاسة وزير المياه والطاقة قام بزيارة إلى موقع بناء السد، وأجرى مناقشات مع المقاولين والاستشاريين وأعضاء مجلس الإدارة وأصحاب العمل حول التقدم المحرز في بناء السد"، مؤكدة أن الوفد لاحظ أن بناء السد يتم كما هو مخطط له، وأن عملية البناء جارية على قدم وساق.

تقارير عربية
التحديثات الحية

في غضون ذلك، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسكيدى، بقصر الاتحادية، في أول زيارة له لمصر، حيث أكد السيسي خلال اللقاء أن نهر النيل مصدر للتعاون والتنمية، لافتاً إلى أنه تم استعراض التطورات الخاصة بسد النهضة بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، وذلك على ضوء اعتزام الكونغو قيادة الوساطة بين مصر والسودان وإثيوبيا، بعد انتقال رئاسة الاتحاد الأفريقي إليها من دولة جنوب أفريقيا.

وعقدت السفارة المصرية في واشنطن، مساء أمس الاثنين، جلسة افتراضية موسعة، ضمّت مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي من مجلسي النواب والشيوخ حول سد النهضة.

واستعرض السفير المصري معتز زهران، خلال افتتاحه الجلسة، الموقف المصري من مفاوضات سد النهضة والتأثير السلبي له على الأمن المائي لكل من مصر والسودان، موضحاً جهود بلاده للتوصل إلى اتفاق شامل حول ملء وتشغيل السد، ومنبهاً إلى التداعيات السلبية للسد على مصر في ظل افتقاد الجانب الإثيوبي الرغبة السياسية.

وأكد أهمية التوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً بين الأطراف المعنية وعدم اتخاذ أي طرف إجراءات أحادية، مشدداً على أن مصر ليست ضد حق إثيوبيا في التنمية، شرط ألا تؤثر تطلعاتها التنموية على المصالح المصرية وأمنها المائي، مشيراً إلى أن الجلسة تهدف إلى تقديم شرح دقيق لأعضاء الكونغرس لموقف مصر من المفاوضات وتطوراتها.

وقدّم أعضاء الفريق التفاوضي المصري، خلال مداخلاتهم من القاهرة، عرضاً متكاملاً عن سير المفاوضات والجهود التي بذلتها مصر للتوصل إلى اتفاق، وتناولوا بشكل تفصيلي على المستوى الفني التداعيات الوخيمة للسد على الأمن المائي وتغير المناخ والأوضاع البيئية.

وشارك في الجلسة عدد كبير من مساعدي أعضاء الكونغرس في لجان الشؤون الخارجية والخدمات العسكرية والاعتمادات من مجلسي النواب والشيوخ، فضلاً عن عدد من المتخصصين في الشؤون الأفريقية باللجنة الفرعية لأفريقيا.

وتأتي الجلسة في إطار سلسلة من الجلسات الافتراضية التي تنظمها السفارة لمساعدي أعضاء الكونغرس، مع بدء دورته الـ117، حول القضايا الإقليمية ذات الأولوية بالنسبة للأمن القومي المصري، فضلاً عن استعراض التطورات المشجعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مصر.

المساهمون