مصر: إرجاء إجراءات اقتصادية وخطوات سياسية

19 ديسمبر 2024
مصنع مصري في مدينة السادات بالمنوفية، 21 نوفمبر 2024 (فريد قطب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية وعي الشعب في مواجهة التحديات الداخلية، مشيداً بدورهم منذ 2011، مع استمرار الدولة في الإصلاح لمواجهة التهديدات.
- صدرت توجيهات بإرجاء إجراءات اقتصادية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وتوسيع برنامج "تكافل وكرامة"، ووقف تدشين حزب سياسي جديد لتجنب إرباك المشهد السياسي.
- أشار علاء الخيام إلى اعتماد النظام على القبضة الأمنية، مع دعوات لتوحيد الصف الوطني، بينما شدد سعيد صادق على أهمية الإصلاحات والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

في لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمجموعة من الصحافيين قبل أيام، أطلق الرئيس تصريحات مطوّلة حول ما حدث في سورية، محذراً من أخطار داخلية تتهدد مصر رغم الجهد الأمني الكبير الذي تبذله الدولة، إذ لم يكتفِ بالإشادة بدور المصريين ووعيهم منذ 2011، بل شدد على أن الشعب المصري هو "حصن مصر". ورأى السيسي أن ردود أفعال الشعب المصري واعية تجاه التطورات التي مرت بها البلاد، مختتماً اللقاء بالتأكيد على استمرار الدولة في مواجهة التحديات والعمل على إصلاح السلبيات لبناء دولة قوية قادرة على التصدي لأي اعتداءات أو تهديدات.


عمر هاشم ربيع: الأوضاع تعكس اختلالات جسيمة في المنظومة 

إرجاء إجراءات اقتصادية في مصر

وأشارت معلومات لـ"العربي الجديد" إلى توجيهات رئاسية صدرت أخيراً تتضمن إرجاء إجراءات اقتصادية كانت مقررة منتصف ديسمبر/كانون الأول الحالي، في إطار ما وصف باستراتيجية الدولة للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتجنب أية ارتدادات قد تؤثر على الشارع المصري. ووفقاً للمعلومات، تم إخطار منظمي جلسات الحوار الوطني بعدم عقد أي نقاشات تتعلق بتصورات إلغاء منظومة الدعم العيني للفقراء ومحدودي الدخل. وعلى العكس، كُلفت وزارة التضامن الاجتماعي بالإعلان عن التوسع في إضافة أعداد جديدة من الأسر المستفيدة من برنامج "تكافل وكرامة"، الذي يهدف إلى دعم الفئات الأكثر احتياجاً في البلاد.

وعلمت "العربي الجديد" أن توجيهات عليا، صدرت بوقف الإجراءات المتعلقة بتدشين حزب سياسي جديد بقيادة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، وأن هذه التوجيهات جاءت عقب تحذيرات متعددة، تضمنت مخاوف من إرباك المشهد السياسي بسبب انتقال محتمل لقيادات ونواب من أحزاب داعمة للانضمام إلى الحزب الجديد الذي ترددت أنباء عن كونه "حزب الدولة". في السياق، تحدث الأكاديمي يحيى القزاز لـ"العربي الجديد" عن أنه "في رسائل النظام إيجابيات تحث على مزيد من الحرص على وحدة وتماسك الشعب حتى لا ينفذ بينهم عدو يفرقهم. ومن أهم هذه الرسائل التأكيد على أن الشعب هو صمام الأمان". بدوره، رأى المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع في مصر تعكس اختلالات جسيمة في المنظومة السياسية والاقتصادية، وتستدعي مراجعة عاجلة من أجل تحقيق التوازن والاستقرار المنشود.


سعيد صادق: بإمكان الأنظمة تجنب تداعيات الثورات إذا تبنت سياسات إصلاحية

الاعتماد على القبضة الأمنية

من ناحيته أشار منسق تيار الأمل، علاء الخيام، إلى اعتماد النظام على القبضة الأمنية والإعلام الموالي. وتساءل الخيام في حديثٍ لـ"العربي الجديد" عن السلبيات التي أشار إليها السيسي، موضحاً أن الملفات الشائكة تشمل الديون، بيع شركات القطاع العام، أزمة سد النهضة، والتنازل عن تيران وصنافير، إضافة إلى غلق المجال العام وتقييد الحريات. واستنكر الخيام ما وصفه بالتضارب بين دعوات الحوار واعتقال السياسيين بنفس التهم المكررة، مؤكداً أن مصر تمر بمرحلة خطيرة في ظل مشروع الشرق الأوسط الجديد، ودعا إلى توحيد الصف الوطني وظهور صوت العقلاء قبل فوات الأوان. كما أشار أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق إلى أن تأثير الثورات لا يعني بالضرورة نسخها حرفياً في بلدان أخرى، لكنه يُشجع على المعارضة. وأكد في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن بإمكان الأنظمة تجنب تداعيات الثورات إذا تبنت سياسات إصلاحية، خصوصاً في المجال الاقتصادي، وأفرجت عن المعتقلين السياسيين السلميين. كما شدد على أهمية السعي نحو ضمان دعم دولي وإقليمي قوي ومتجدد لتجنب وقوع الأزمات.

المساهمون