مصادر مقربة من "الحشد" تكشف تفاصيل جديدة حول الضربة الأميركية بسورية

مصادر مقرّبة من "الحشد" تكشف تفاصيل جديدة حول الضربة الأميركية شرقي سورية

26 فبراير 2021
قلّلت المصادر من حجم الضربة (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر مقربة من فصائل "الحشد الشعبي" في العراق، اليوم الجمعة، إن الضربات الجوية الأميركية استهدفت مبنى حكومياً سابقاً داخل بلدة البوكمال شرقي سورية، وعلى بعد نحو 20 كيلومتراً من الحدود العراقية، تستخدمه وحدات تابعة لـ"كتائب حزب الله" "وسيد الشهداء" العراقية منذ عام 2019، ويجرى حالياً التثبت من حجم الخسائر جراء الهجوم.

وقال مصدر مقرب من "الحشد الشعبي"، في اتصال هاتفي مقتضب مع "العربي الجديد"، إن الموقع المستهدف مبنى سابق يتبع وزارة الداخلية السورية، ولا يعتبر رئيساً، بل موقع مرابطة منذ عام 2019، وضمن تفاهمات مع القوات السورية (قوات النظام) بشأن مسك الأراضي الحدودية بين العراق وسورية".

وبيّن أن "المكان الذي تعرّض للهجوم ومواقع أخرى مماثلة على الحدود داخل سورية لم تعد تحتوي الكثير من العناصر، ضمن خطط وإجراءات استباقية متبعة منذ مدة بعد تكثيف الكيان الصهيوني غاراته على المنطقة الحدودية. وبهدف تلافي الخسائر، تم انتقاء مواقع مرابطة، ولا وجود لمعسكرات يحتشد فيها المقاتلون مثل السابق"، وفقاً لقوله. وحول الخسائر، قال المصدر ذاته "هناك مبالغة في الحديث عن الخسائر التي نتجت عن الهجوم".

لكن قناة "صابرين نيوز" على منصة تلغرام نشرت صورة لعنصر في مليشيا عراقية، قالت إنه من أهالي مدينة الحلة في محافظة بابل ويدعى راهي الشريفي، قتل في الضربة الأميركية، إضافة إلى جريحين.

في الأثناء، قالت مصادر في قيادة عمليات البادية والجزيرة التابعة للجيش العراقي والمسؤولة عن الشريط الحدودي العراقي السوري ضمن بلدة القائم، أقصى غرب الأنبار، إن عدداً من الشاحنات رباعية الدفع دخلت الحد السوري فجر اليوم بعد الهجوم، ولم تعد لغاية الآن.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن السيارات تتبع فصيلاً عراقياً مسلحاً، ودخلت الأراضي السورية عبر الحدود وليس من خلال معبر القائم الحدودي الرسمي بين البلدين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بمقتل 22 شخصاً على الأقل، بعدما أفاد في وقت سابق بمقتل 17، جميعهم من "الحشد الشعبي"، وخصوصاً "حزب الله" العراقي، بعد أن تم استهداف مواقع وشحنة أسلحة لحظة دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق من معبر عسكري قرب معبر القائم الرئيس ضمن منطقة البوكمال شرقي دير الزور.

ونقلت "فرانس برس" عن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قوله إن الضربات تمّت بإذن من الرئيس الأميركي جو بايدن، رداً على الهجمات الأخيرة في العراق والتهديدات المستمرة لأفراد القوات الأميركية وقوات التحالف.

 وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الغارات استهدفت سبعة مواقع، واستخدمت فيها قنابل ذكية، سعة القنبلة الواحدة من المتفجرات 250 كيلوغراماً.

كما أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أميركية، ثقته بأنه تم ضرب الهدف الصحيح، مضيفاً "متأكدون من أن الهدف الذي استهدف في سورية كان يستخدم من قبل المليشيات التي نفذت الهجمات الصاروخية في العراق".

وكان هجوم صاروخي على مطار في مدينة أربيل شمالي العراق، هذا الشهر، قد أسفر عن مقتل متعاقد مدني مع التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة وإصابة ستة آخرين، من بينهم جندي أميركي وأربعة متعاقدين أميركيين.

في الأثناء، اعتبر الخبير بالشأن الأمني العراقي سعد الحديثي الهجوم الأميركي على موقع لمليشيا عراقية داخل سورية بأنه "رد مدروس ومحدود التأثير من ناحية عسكرية". وأضاف، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المنطقة المستهدفة بالهجوم الأميركي تتعرض بشكل مستمر لغارات جوية يعتقد أنها تتبع الاحتلال الإسرائيلي، وهناك أساساً حالة تأهب واستعداد مستمرة لتلك الفصائل المنتشرة بالشريط الحدودي العراقي السوري، لذا دلالات الضربة الأميركية سياسياً أكبر بكثير من وقعها عسكرياً".

واعتبر أن اختيار واشنطن الردّ داخل سورية يحمل عدة دلالات، من بينها سعي واشنطن لعدم إحراج حكومة مصطفى الكاظمي في حال نفذت الضربة داخل العراق على تلك الفصائل، وكذلك إمكانية أن ينتهج الرئيس الأميركي جو بايدن سياسة ردع عسكرية ضد تلك الفصائل على عكس ما كان يتوقع منه، عدا عن دلالة إمكانية أن تتحول سورية في ظل هذه المعطيات إلى ساحة مواجهة مع إيران.

وتنشط مليشيات عراقية عدة على الحدود مع سورية التي تبلغ أكثر من 600 كيلومتر، ومن أبرز هذه المليشيات "كتائب حزب الله" العراقية، وكتائب "سيد الشهداء"، و"النجباء"، و"عصائب أهل الحق".

ونهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، نفذ الطيران الأميركي ضربة جوبة استهدفت مليشيات عراقية في مدينة القائم الحدودية مع سورية، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعد يومين على استهداف فصائل عراقية مسلحة قاعدة "كي وان" في محافظة كركوك، شمالي البلاد، ومقتل متعاقد مع التحالف الدولي في الهجوم.