مشاورات في مجلس الأمن حول مستقبل بعثة "يونيفيل" في لبنان

19 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 02:24 (توقيت القدس)
جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي، 18 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ناقش مجلس الأمن الدولي تجديد تفويض قوة "يونيفيل" في لبنان، حيث أيدت أغلبية الدول التجديد لعام إضافي، بينما اقترحت الولايات المتحدة أن يكون التجديد لآخر مرة مع العمل على تفكيك البعثة.
- تعمل فرنسا على صياغة مسودة قرار للتجديد، تتضمن انسحاب يونيفيل تدريجيًا ليكون الجيش اللبناني المسؤول عن الأمن، بينما طلب لبنان التجديد دون تغييرات.
- أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة على دور يونيفيل في تنفيذ قرار 1701 ودعم الجيش اللبناني، مع توقع تصويت مجلس الأمن على التجديد بنهاية الشهر.

ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة مشاورات مغلقة الاثنين، تجديد تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة

في لبنان قوات حفظ السلام "يونيفيل". وأكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في مجلس الأمن حضر الاجتماع في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "أغلبية الدول الأعضاء في المجلس، تحدثت عن ضرورة التجديد للبعثة لعام إضافي، باستثناء الولايات المتحدة التي تحدثت عن التجديد لآخر مرة".

وتأسست يونيفيل عام 1978، ويتم تجديد تفويض العملية سنويا وينتهي أجل تفويضها الحالي في 31 أغسطس/ آب. وحول موقف الولايات المتحدة وعدم رغبتها في التجديد إلا لستة أشهر أو سنة على أن يتم العمل على تفكيك البعثة خلال تلك الفترة، قال المصدر الدبلوماسي "لم تتحدث الولايات المتحدة خلال الاجتماع عن فترة التجديد، ستة أشهر أو سنة، ولكنها أعربت عن عدم رضاها عن عمل البعثة (..) كان هناك اقتراح من إحدى الدول أن يتم التجديد لسنة دون شروط لتفكيك البعثة لأن الأوضاع على الأرض ما زالت غير مستقرة، إضافة إلى أن يوكل لمكتب الأمين العام تقديم تقرير حول إجراء تغييرات على عمل البعثة لتكون أكثر نجاعة". وتوقع مصدر دبلوماسي غربي في مجلس الأمن "أن تدور الكثير من المفاوضات خلال الأسبوع الحالي حول المسودة بين فرنسا (التي تصوغ المسودة) والولايات المتحدة". وأشار إلى تداول اقتراحات "حول إعادة تشكيل مهام البعثة مما قد يساعد على استمالة الجانب الأميركي".

يشار إلى أن اجتماعات المشاورات الرسمية المغلقة تحضرها جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإضافة إلى ممثلين عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة ولا تحضرها الدول المعنية. وكانت فرنسا، حاملة القلم اللبناني في مجلس الأمن، والتي تعمل على صياغة المسودة للتجديد، قد وزعت ما يعرف في الأمم المتحدة بالمسودة "صفر" على الدول الأعضاء للتفاوض حولها. وما زالت المشاورات بين الجانب الفرنسي وبقية الدول الأعضاء جارية حول المسودة.

وينص مشروع القرار الفرنسي، على أن يشير المجلس إلى "عزمه العمل على انسحاب يونيفيل بهدف جعل الحكومة اللبنانية الجهة الوحيدة التي توفر الأمن في جنوب لبنان، شريطة أن تسيطر الحكومة اللبنانية بالكامل على جميع الأراضي اللبنانية... وأن تتفق الأطراف على ترتيب سياسي شامل". فيما كان الجانب اللبناني قد طلب التجديد لمهام البعثة في يونيو/ حزيران الماضي دون أي تغييرات على مهامها.

من جهته، شدد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك على الدور الحيوي الذي تلعبه يونيفيل بما في ذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701. وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي معرض رده بداية على السؤال حول موقف الأمين العام من التجديد التفويض لولاية يونيفيل بحلول نهاية الشهر.

وقال دوجاريك "تقوم يونيفيل بدور حاسم، وقد أشرت في بداية الإحاطة اليومية إلى ذلك الدور ليس فقط من حيث المراقبة والإبلاغ، بل أيضًا من حيث دورها الفعال في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 في دعم الجيش اللبناني، ومساعدة الحكومة اللبنانية على إعادة بسط سيطرتها على كامل أراضي الجنوب. وكنا دائماً نشعر ونعرف أن يونيفيل هي حضور الاستقرار على طول الخط الأزرق".

وتحدث دورجاريك في بداية الإحاطة عما أسماه مواصلة القوة الأممية في "دعم الجيش اللبناني في جهوده لتطهير جنوب لبنان من مخابئ الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها"، مشيرًا إلى "تدريبات أجراها جنود قوات حفظ السلام للجنود اللبنانيين على إجراءات الاتصالات التكتيكية". وأشار كذلك إلى مواصلة "يونيفيل مراقبة الأنشطة العسكرية للجيش الإسرائيلي في منطقة عملياته".

ومن المفترض أن يصوت مجلس الأمن بحلول نهاية الشهر الحالي على تجديد التفويض لولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل". وكما في السنوات السابقة فإن الكثير من الجدل يصحب التمديد لهذا العام. ولكن بينما تمحور الجدل في الماضي على إعادة تشكيل البعثة ومهامها بما فيها حرية الحركة لقوات يونيفيل، فإنه يركز هذا العام، من الجانب الأميركي والإسرائيلي، على ما إذا كانت هناك حاجة إليها أصلاً. ويدفع الجانبان الأميركي والإسرائيلي، بحسب مصادر إعلامية ودبلوماسية، إلى التجديد للبعثة لآخر مرة يتم خلالها العمل على إنهاء مهام القوة والعمل على حصر السلاح بيد الجيش اللبناني.

وردا على سؤال متابعة حول الموقف الأميركي الذي لا يرغب بالتجديد ليونيفيل إلا لآخر مرة على أن يتم العمل خلال الفترة على تفكيك البعثة، بحسب تسريبات دبلوماسية وإعلامية مختلفة، قال دوجاريك "لا أعتقد أنه من المفيد أبدًا أن يتدخل الأمين العام ويُعلّق على التسريبات الإعلامية، بينما المفاوضات جارية على قدم وساق". وأشاد دوجاريك مجددا "بعمل يونيفيل الحيوي ودوره في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701".

من جهته، قال نائب السفير الروسي، ديمتري بوليانسكي، في تصريحات لـ "العربي الجديد" قبل حضوره جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن حول موقف بلاده من التجديد للبعثة "يناقش مجلس الأمن هذا الموضوع (جلسة المشاورات المغلقة) ويأتي ذلك في ظلّ سياق مضطرب للغاية في الشرق الأوسط عموماً، لبنان تحديداً. نحن ندعم، إخواننا وأخواتنا اللبنانيين بشدة، ونأخذ في الاعتبار، أولاً وقبل كل شيء، ما يريدونه من البعثة. نعتقد أنها تلعب دوراً بالغ الأهمية، ويجب الحفاظ عليها، وربما تكييفها مع مصالح معينة. ولكن قبل كل شيء يجب مراعاة مصالح الدول اللبنانية المضيفة لهذه البعثة، ستكون هذه نقطة انطلاقنا في المشاورات وسنرى ما سيسفر عنه بنهاية الشهر." وختم بالتشديد على موقف بلاده الداعم للتجديد لعمل البعثة.

المساهمون