مسيرة حاشدة في الرباط مع الذكرى الثانية لطوفان الأقصى: تنديد بجرائم الاحتلال والتواطؤ الأميركي

05 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 17:09 (توقيت القدس)
مسيرة في المغرب في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، 5 أكتوبر 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الرباط مسيرة ضخمة بمشاركة مئات الآلاف من المغاربة، رفضاً لجرائم الاحتلال في غزة والتواطؤ الأميركي، ودعماً للمقاومة الفلسطينية، بتنظيم من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع".

- أكد أحمد ويحمان أن المسيرة تعكس إجماع القوى الوطنية على اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية، مطالباً بوقف العدوان الإسرائيلي وفتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية.

- اعتبر عبد الصمد فتحي أن المسيرة تجدد العهد مع فلسطين وتدين الاحتلال، مشدداً على أن الدفاع عن فلسطين جزء من معركة الأمة ضد الصهيونية.

خرج مئات آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة شعبية بالعاصمة الرباط، رفضاً لجرائم الاحتلال في قطاع غزة والتواطؤ الأميركي، معبرين عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. ولم تمنع المسافات البعيدة آلاف المواطنين من أن يأتوا من مختلف أنحاء المغرب على متن الحافلات والسيارات الجماعية والخاصة للمشاركة في مسيرة الأحد، التي نظمت في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى تحت شعار"مقاومة وصمود حتى تحرير فلسطين وإسقاط التطبيع".

ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من ساحة باب الأحد التاريخي مروراً بالبرلمان المغربي، الأعلام الفلسطينية والكوفيات، وصوراً لرموز المقاومة الفلسطينية، وأخرى لضحايا الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ سنتين. وبحضور عدد من الوجوه الحقوقية واليسارية والإسلامية وممثلين عن هيئات الأطباء ومهنيي الصحة، والمحامين، والأساتذة، ردد المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية) ومجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين"، شعارات مؤيدة  للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأخرى منددة بجرائم الإبادة الجماعية والتواطؤ الأميركي وبالتطبيع المغربي مع دولة الاحتلال.

مسيرة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بالرباط (العربي الجديد)
مسيرة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بالرباط (العربي الجديد)

إلى ذلك، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إن المسيرة تجسد إجماع القوى الحية في البلاد—أحزاباً من مختلف المشارب، مركزيات نقابية، وجمعيات المجتمع المدني— على اعتبار قضية الشعب الفلسطيني قضية وطنية لا تقبل المهادنة، وعلى رفض التطبيع بكل أشكاله، وتأكيداً على دعم خيار المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني. وأكد ويحمان أن حضور الجماهير المغربية في الرباط هو رسالة وطنية واضحة: تضامن لا يتزعزع مع الشعب الفلسطيني، ورفض قاطع للتطبيع والتمرير الرسمي للإجرام، ومطالبة عملية بحماية المدنيين وبتحرك حكومي للدفاع عن المواطنين المغاربة والمطالبة بحقوق الضحايا.

وأوضح أن المسيرة تأتي للتنديد بالعمل الهمجي الذي ارتكبه جيش الاحتلال الصهيوني ضد سفن الإغاثة المدنية من أسطول الصمود العالمي، والتي كانت تحمل متطوعين سلميين ومساعدات إنسانية قادمة من أكثر من 44 دولة ومن مختلف الديانات واللغات والألوان والمشارب الفكرية والسياسية. وطالب بوقف العدوان الإسرائيلي فوراً من دون شروط، وكسر الحصار عن قطاع غزة وفتح ممر دولي آمن لمرور الغوث الإنساني بشروط تضمن توصيل المساعدات بشكل فعّال وآمن، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المتطوعات والمتطوعين الذين تم احتجازهم، ومحاسبة مجرمي جيش الحرب الصهيوني على اختطافهم وانتهاكهم الصريح للقوانين الإنسانية الدولية والقانون الدولي للبحار.

 ولفت إلى أن أصل كل المشكلات والمآسي في المنطقة يكمن في إفلات كيان الاحتلال من المحاسبة والعقاب، محملاً، من جهة أخرى، السلطات المغربية مسؤولياتها الكاملة في الدفاع عن مواطنيها والسعي الفوري لتحرير المحتجزين، ولا سيما المواطنات والمواطنين المغاربة. من جهته، قال نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ورئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عبد الصمد فتحي، إن المسيرة تأتي لتجديد العهد مع فلسطين وشعبها الصامد، ولتأكيد أن المغاربة بكل فئاتهم وانتماءاتهم ما زالوا على العهد ثابتين في موقفهم التاريخي إلى جانب المقاومة الفلسطينية، رافضين للاحتلال ومناهضين للتطبيع، مؤمنين أن فلسطين قضية وطنية بقدر ما هي قضية أمة.

مسيرة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بالرباط (العربي الجديد)
مسيرة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بالرباط (العربي الجديد)

وأكد، في حديث مع "العربي الجديد" أنه "من خلال هذه المسيرة نوجه رسائل واضحة وصريحة أولها رسالة وفاءٍ وصمودٍ إلى الشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ سنتين أبشع صور الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري، نقول له إن نبض الشارع المغربي ما زال معكم، ولن تخمد فيه جذوة التضامن والمساندة رغم كل محاولات الإلهاء أو التطبيع".

واعتبر أن المسيرة هي رسالة إدانة قوية للاحتلال الصهيوني على جرائمه المتواصلة، وللدعم الأميركي الذي يغذي هذه الإبادة سياسياً وعسكرياً، ويمنح الكيان المحتل غطاءً دولياً لارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين الأبرياء. كما أنها رسالة احتجاج للمجتمع الدولي الذي يقف صامتاً أمام هذه الجرائم، متواطئاً بصمته، مما عرّى زيف الشعارات المرفوعة حول حقوق الإنسان والعدالة، وكشف الازدواجية الصارخة في التعاطي مع قضايا الشعوب المقهورة.

كما أن هذه المسيرة تأتي في سياق دعم أسطول الصمود العالمي الذي تعرض لقرصنة صهيونية في المياه الدولية، واعتُقل جميع ركابه في خرق سافر للقانون الدولي، ما يؤكد مرة أخرى أن الكيان الصهيوني كيان خارج عن القانون، وأن إرهابه لم يعد مقتصراً على الأرض الفلسطينية، بل امتد إلى كل من يتضامن مع فلسطين في العالم.

مسيرة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بالرباط (العربي الجديد)
مسيرة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى بالرباط (العربي الجديد)

 وأضاف: "هذه المسيرة ليست حدثاً عابراً، بل تعبير شعبي عميق واستفتاء وطني واضح ضد التطبيع بكل أشكاله، وضد الاختراق الصهيوني الذي تسلل إلى بعض مفاصل الدولة وساهم في نشر الفساد والإفساد والتبعية، وهو ما يرفضه المغاربة بكل وضوح وإصرار. وأضاف: "نؤكد أن هذه المسيرة ترمز إلى جوهر المعركة الحضارية التي نخوضها جميعاً؛ فالصراع مع الصهيونية ليس صراعاً على أرض فقط، بل هو صراع ضد كل أشكال الاستبداد والفساد التي تعيق نهضة الأمة وتحول دون تحررها". واعتبر أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الحرية والكرامة والعدالة في أوطاننا، كما أن الدفاع عن قضايا الوطن من حرية وتنمية وديمقراطية هو جزء لا يتجزأ من معركة الأمة ضد الصهيونية ومشاريعها التخريبية. فالقضية واحدة، والمصير واحد، والحرية لا تتجزأ".

يشار إلى أن الاحتجاجات المغربية ضد العدوان الإسرائيلي تجددت منذ 18 مارس/ آذار الماضي، وشهدت عشرات المدن فعاليات ميدانية تعبّر عن غضب شعبي واسع. ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لم تتوقف مظاهر التضامن مع فلسطين، حيث باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف مناطق المغرب، ويعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.

المساهمون