مسيرة حاشدة في الرباط دعماً لفلسطين للأسبوع الثاني على التوالي

13 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 16:57 (توقيت القدس)
جانب من مسيرة الرباط دعماً لفلسطين، 13 إبريل 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الرباط مسيرة حاشدة دعماً للقضية الفلسطينية ورفضاً للتطبيع مع إسرائيل، بمشاركة آلاف المغاربة من مختلف الأطياف السياسية والنقابية والحقوقية، تحت شعار "مسيرة المغاربة.. ضد الإبادة ضد التطبيع".

- تميزت المسيرة بمشاركة تنظيمات سياسية وحقوقية ونقابية، مثل حزب العدالة والتنمية وفيدرالية اليسار الديمقراطي، حيث رفع المشاركون صوراً لشخصيات داعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدين على رفض التطبيع.

- تأتي المسيرة في سياق احتجاجات مستمرة ضد التطبيع وعبور شحنات عسكرية عبر الموانئ المغربية، مع دعوات لوقفات احتجاجية ومسيرات شعبية رفضاً لمرور سفن "ميرسك".

خرج آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة شعبية حاشدة في قلب الرباط، هي الثانية من نوعها في ظرف أسبوع، بعد المسيرة الضخمة التي شهدتها عاصمة المملكة دعماً لفلسطين ورفضاً لجرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي وللتطبيع مع تل أبيب. ومنذ الساعات الأولى للصباح، توجه آلاف المغاربة من مناطق مختلفة إلى العاصمة الرباط للمشاركة في المسيرة التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) تحت شعار "مسيرة المغاربة.. ضد الإبادة ضد التطبيع".

ولم تحل الأجواء الماطرة دون احتشاد المشاركين في المسيرة في ساحة "باب الأحد" التاريخي بالأعلام الفلسطينية والمغربية والكوفيات واللافتات، قبل الانطلاق باتجاه "باب الرواح" مروراً بشارع محمد الخامس ومقر البرلمان المغربي. في حين كان لافتاً تأكيد الواقفين وراء المسيرة أن مسيرة الرباط هي "صرخة الأمة ضد إبادة الفلسطينيين، ودعماً للمقاومة وضد التطبيع مع الكيان الإجرامي"، و"تأكيداً لموقف الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية".

وشهدت مسيرة الرباط مشاركة مختلف الأطياف السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والطلابية، بالإضافة إلى جموع المواطنين الذين لبوا نداء "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" للتعبير عن تضامنهم الراسخ مع القضية الفلسطينية وللتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ومن أبرز التنظيمات السياسية والحقوقية والنقابية والدعوية والطلابية التي شاركت في مسيرة الرباط، حزب العدالة والتنمية، وحركة التوحيد والإصلاح، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بالإضافة إلى نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، إلى جانب منظمة التجديد الطلابي والمبادرة الطلابية لنصرة قضايا الوطن والأمة.

إلى ذلك، ردد المشاركون في المسيرة شعارات وهتافات مؤيدة لغزة وللمقاومة الفلسطينية، وأخرى منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وبالتطبيع، من بينها : "كلنا فدى غزة الصامدة"، و"يا صهيوني يا ملعون غزة في العيون"، و"هذا عيب هذا عار غزة تحت الحصار"، و"لا سلام لا استسلام المقاومة إلى الأمام"، و"المقاومة حق والاحتلال إرهاب"، و"تحية مغربية لشهداء القضية"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"سور الأقصى من حديد ما يفتحو ( لا يفتحه) إلا الشهيد"، و"إدانة شعبية جرائم صهيونية"، و"يكفينا من الحروب أميركا عدوة الشعوب"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"لا تطبيع لا تركيع فلسطين ما شي ( ليست) للبيع".

ورفع المشاركون في مسيرة الرباط صور مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، والرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وعدد من القيادات الفلسطينية، بالإضافة إلى صور عدد من الشخصيات المغربية التي تعرضت لانتقادات أو مضايقات بسبب مواقفها الداعمة لفلسطين، من بينهم المهندسة السابقة في "مايكروسوفت" ابتهال أبو السعد، والطبيب المغربي زهير لهنا، والوزيرة السابقة في الحكومة الهولندية من أصل مغربي نورة أشهبار. كما رفعوا لافتات كتب عليها "الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني.. مع المقاومة الفلسطينية.. ضد حرب الإبادة الجماعية.. ضد التطبيع"، و"ساكنة سلا.. ضد الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة.. مع المقاومة الفلسطينية وضد التطبيع مع العدو الصهيوني"، و"لا سلام مع المحتل".

الصورة
وقفة الرباط دعما لفلسطين، 13 إبريل 2025 (العربي الجديد)
رفع المشاركون في التظاهرة صور القادة والشهداء الفلسطينيين، 13 إبريل 2025 (العربي الجديد)

إلى ذلك، اعتبر المستشار البرلماني والمسؤول الإعلامي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (اتحاد عمالي) خالد السطي أن مسيرة اليوم "هي أقل شيء يمكن فعله تجاه القضية الفلسطينية التي تمر بأحلك وأصعب مراحلها، حيث يشهد العالم بأسره، وفي ظل صمت المنتظم الدولي، حرب إبادة جماعية ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية بحق الفلسطينيين في غزة والضفة، وهي الحرب التي لم تترك لا بشراً ولا حجراً ولا شجراً، من خلال قصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمدنيين والمسعفين والممرضين والأطباء بشكل همجي، وبدعم من الإمبريالية الغربية".

وأضاف السطي في حديث مع "العربي الجديد": "مسيرة اليوم وباقي المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي تنظم في المغرب، أو في عدد من الدول العربية والغربية وباقي دول العالم، هي دعوة بصوت واحد إلى وقف حرب الإبادة والتقتيل في فلسطين، وأنه آن الأوان لذلك. أتمنى أن تصل الرسالة إلى من يهمهم الأمر".

من جهته، قال الكاتب العام لـ"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عزيز هناوي، لـ"العربي الجديد"، إن مسيرة اليوم "تأتي في سياق مواصلة الفعاليات الشعبية الداعمة للمقاومة الفلسطينية منذ بدء طوفان الأقصى"، معتبراً أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "خنجر يطعن صدر المجتمع والدولة المغربية". وأكد هناوي أن الشعب المغربي يرفض التطبيع لأنه "يسيء إلى تاريخ وموقع وموقف وأرشيف وذاكرة ومصير الشعب المغربي، قبل أن يسيء إلى فلسطين".

وتأتي مسيرة الرباط في وقت يحشد فيه مناهضو التطبيع في المغرب للمشاركة في مسيرة شعبية في اتجاه ميناء البيضاء، احتجاجاً على عبور سفن "ميرسك" من موانئ الدار البيضاء وطنجة، في ظل الاتهامات بتورطها في نقل معدات عسكرية موجهة نحو إسرائيل.

وكشفت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية) أنه يتوقع مرور شحنة "تحمل قطعاً من طائرات إف-35 قادمة من شركة السلاح الأميركية "لوكهيد مارتن" إلى قاعدة نيفاتيم العسكرية، حيث يوجد الأسطول الجوي لهذه الطائرات "التي يستخدمها جيش الاحتلال في ارتكاب المجازر الواحدة تلو الأخرى، وحيث يوجد مركز الصيانة الذي تديره الشركة الأميركية".

وحذرت الجبهة المغربية، في بيان لها، من كون عبور هذه الشحنات عبر الموانئ المغربية "يعني بالضرورة صيانة الطائرات المقاتلة، واستمرار إبادة الشعب الفلسطيني في غزة"، معلنة عن عزمها تنظيم وقفة احتجاجية أمام ميناء الدار البيضاء، يوم الجمعة القادم، عند الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، حيث سترسو سفينة "Nexoe Maersk"، قبل توجهها نحو طنجة. كما دعا مناهضو التطبيع إلى مسيرة شعبية رفضاً لرسو "سفن الإبادة"، يوم الأحد المقبل، عند الساعة الخامسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، انطلاقاً من ساحة ماريشال في اتجاه ميناء الدار البيضاء.

وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.

المساهمون