مسيرة استيطانية في القدس: شتم للنبي محمد والعرب وتشويش على الأذان
استمع إلى الملخص
- فرضت سلطات الاحتلال إجراءات قمعية على المقدسيين، شملت إغلاق طرق وفصل الكهرباء ونصب حواجز، مما شل الحركة الاقتصادية ومنع دخول أهالي الداخل الفلسطيني إلى البلدة القديمة.
- تزامنت التحركات مع دعوات جماعات "الهيكل" لحشد أنصارها، حيث اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، وسط غياب خطة مواجهة رسمية أو شعبية.
شهدت مدينة القدس المحتلة، مساء اليوم الأحد، تصعيدًا خطيرًا من قبل جماعات "الهيكل" اليهودية المتطرفة، تمثل في تنظيم جولات ومسيرات استفزازية أدوا خلالها طقوسًا تلمودية ورقصات على أعتاب أبواب المسجد الأقصى، تزامنًا مع ما يعرف يهوديًا بـ"رأس الشهر العبري". وكانت المسيرات قد انطلقت بعد أن تجمّع المستوطنون في ساحة حائط البراق، وانتشروا بعدها وسط البلدة القديمة من القدس وتحديدًا في الأحياء الغربية منها، وسط إجراءات قمعية مشددة فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسيين تزامنًا مع صلاتي المغرب والعشاء.
وبدأ توافد أعداد كبيرة من المستوطنين إلى ساحة البراق بعد ساعات عصر اليوم الأحد، استعدادًا لانطلاق الجولة التي دعت إليها جماعات "الهيكل" منذ نحو 5 أيام، وتقدّمتها جوقة موسيقية يرتدي أفرادها زيًّا يشبه زيّ "كهنة الهيكل"، في محاولة لتجسيد طقوس توراتية على أعتاب المسجد الأقصى. وانطلقت المسيرة عند الساعة السابعة مساءً، كما أقيمت حفلة موسيقية دينية أمام باب الأسباط عند الثامنة مساءً، ما أدى إلى تضييق متعمد على دخول المصلين وقت صلاة المغرب، و"تحويل محيط الأقصى إلى مسرح احتفالي تهويدي"، وفق ما يقول عضو تجمّع أهالي البلدة القديمة بالقدس، أحمد دنديس في حديث مع "العربي الجديد".
بالتزامن مع هذه الفعاليات، يوضح دنديس أن سلطات الاحتلال فرضت سلسلة من الإجراءات القمعية بحق المقدسيين، شملت إغلاق طريق باب المغاربة المؤدي إلى بلدة سلوان، وفصل التيار الكهربائي عن طريق الواد في البلدة القديمة، ونصب حواجز حديدية وتفتيش دقيق للمارة، إلى جانب التشويش على صوت أذان المغرب عبر مكبرات صوت وجّهها المستوطنون نحو المسجد الأقصى.
وأشار دنديس إلى أن سلطات الاحتلال نشرت منذ نحو ثلاثة أيام عشرات العوائق الحركية المتمثلة بالحواجز الحديدية، واقتصر دخول البلدة القديمة من مدينة القدس على سكّانها فقط، وتركّزت الحواجز في مناطق شمال سور المسجد الأقصى، خاصّة في مناطق باب الأسباط، وباب الساهرة، وباب العامود. وقال دنديس: "تخللت المسيرات الاستيطانية مشاهد استفزازية تمثلت في رقصات جماعية وغناء صاخب، رافقتها هتافات عنصرية وشتائم بحق النبي محمد، والعرب، أطلقها المستوطنون علنًا وتحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال".
وأضاف دنديس: "فُرض علينا إغلاق محالّنا التجارية قسرًا، بزعم شرطة الاحتلال أن هذا الإجراء يهدف إلى حمايتنا من اعتداءات المستوطنين، غير أن هذا الادعاء لا يعدو كونه ذريعة مكشوفة لتكريس سياسة الإغلاق الممنهج للبلدة القديمة، وشلّ الحركة التجارية فيها، وقطع الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، ومن يرفض الانصياع لتلك الأوامر يُعاقب بإغلاق محله لفترات متفاوتة، أسبوعًا أو شهرًا، وقد طاولت هذه الإجراءات التعسفية نحو سبعة محالّ تجارية أُغلقت جزئيًا منذ بداية الشهر".
وأوضح دنديس أن سلطات الاحتلال منذ الساعة الرابعة من عصر اليوم أجبرت أصحاب المحلّات التجارية على إغلاق أبوابها، ما شلّ الحركة الاقتصادية والتجارية، وانعكس على ضعف حركة المارّة والزوّار من مختلف مناطق القدس في البلدة القديمة صوب طريق المسجد الأقصى، لا سيّما بعد أن منع الاحتلال أيضًا دخول أهالي الداخل الفلسطيني المحتلّ عام 1948 البلدة القديمة وأسواقها والمسجد الأقصى.
وشهدت البلدة القديمة من مدينة القدس والحي المجاور لها استنفارًا واسعًا لشرطة الاحتلال، بالتزامن مع مسيرات للمستوطنين في طريق الواد ورأس العامود، تخللتها صلوات جماعية وموسيقى صاخبة، وسط إغلاق بعض الطرقات وتوقيف المركبات والمواطنين عند الحواجز. وأشار دنديس إلى أن غياب أيّ خطة مواجهة بشكل رسمي وشعبي أدى إلى هذا الحال الذي تمادت فيه جماعات المستوطنين بتنفيذ اقتحامات يومية للبلدة القديمة ومسيرات استفزازية.
وتأتي هذه التحركات ضمن دعوات أطلقتها جماعات "الهيكل" المتطرفة منذ خمسة أيام، لحشد أنصارها وتنظيم فعالية مركزية بمناسبة رأس الشهر العبري، في محاولة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى ومحيطه، وتجسيد رواية الهيكل المزعوم على الأرض. وفي وقت سابق من اليوم، اقتحم 428 مستوطنًا المسجد الأقصى، بالإضافة إلى 154 آخرين تحت غطاء "السياحة"، حيث أدوا طقوسًا تلمودية ورقصات جماعية قبالة قبة الصخرة من الجهة الشمالية، في انتهاك صارخ لقدسية المكان، بحسب ما نشرته محافظة القدس. كما شهد المسجد الأقصى اقتحامًا احتفاليًا من قبل مستوطنين بمناسبة زفافهم، وسط رقصات تهويدية علنية وحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.