مستوطنون يقيمون بؤرة استيطانية جديدة على أراضي دير دبوان شرقي رام الله 

17 فبراير 2025
مستوطنون إسرائيليون يتجمعون على تلة قرب رام الله، 13 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة في دير دبوان بحماية قوات الاحتلال، مما يهدد بفقدان الفلسطينيين لأراضيهم، في إطار سياسة توسيع المستوطنات.
- في رأس العين، دمر المستوطنون مزروعات الأهالي برعي مواشيهم وحولوا مياه نبع العوجا لمنع استفادة الفلسطينيين، بهدف تهجير السكان البدو.
- تسعى سلطات الاحتلال لدفع البدو لمغادرة أراضيهم عبر مصادرة الأراضي وتجريف المراعي وفرض قيود على التنقل، مما يعكس محاولة للسيطرة على الموارد وفرض الهيمنة.

أكدت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، مساء اليوم الاثنين، إقامة مستوطنين بؤرة استيطانية جديدة في منطقة العليا على أراضي بلدة دير دبوان شرق رام الله وسط الضفة الغربية، تحديداً بمنطقة العليا، في خطوة تهدف إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية على حساب الأراضي الفلسطينية.

وأفادت منظمة البيدر في بيان صحافي، بأن المستوطنين قاموا بنصب خيام ومساكن متنقلة (كرافانات) على أراضٍ خاصة، بحماية قوات الاحتلال، مما يهدد أصحاب الأرض الأصليين بفقدان ممتلكاتهم. وأكدت منظمة البيدر أن هذه البؤرة في دير دبوان تأتي في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع المستوطنات وفرض أمر واقع جديد، داعيةً الجهات الحقوقية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

وأشارت البيدر إلى أن بلدة دير دبوان الواقعة شرق رام الله تشهد تصاعداً في اعتداءات المستوطنين، من بينها إحراق مركبات المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم، في محاولة لتهجير السكان والاستيلاء على أراضيهم.

وفي سياق آخر، رعى مستوطنون مواشيهم، اليوم الاثنين، في مزروعات أهالي منطقة رأس العين شمال أريحا شرقي الضفة الغربية، ما أدى إلى تدمير المزروعات، وألحق أضراراً جسيمة بها مما يشكل انتهاكاً للحقوق الفلسطينية في تلك المنطقة، بحسب منظمة البيدر.

في سياق آخر، كشفت منظمة البيدر عن قيام مستوطنين بتحويل مياه نبع العوجا في أريحا، الذي يُعد مصدراً رئيسياً للمياه في المنطقة، بهدف منع المواطنين الفلسطينيين في التجمعات البدوية من الاستفادة منها، وأن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسات الاحتلال الهادفة إلى ممارسة أقصى الضغوط على سكان التجمعات البدوية، لتهجيرهم من أراضيهم وإفراغ المنطقة من الوجود الفلسطيني.

ووفقاً لمنظمة البيدر، فقد أقدم المستوطنون على استحداث طرق وتقنيات لتحويل مياه النبع من مسارها الطبيعي، مما أدى إلى حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى هذه المياه التي يعتمد عليها بشكل أساسي سكان التجمعات البدوية في حياتهم اليومية، كما أن النبع، الذي يقع في منطقة العوجا بالضفة الغربية، يُعتبر المصدر الوحيد للمياه في تلك المنطقة، إذ يستخدمه سكان التجمعات البدوية لري مزارعهم وتلبية احتياجاتهم المنزلية. في الوقت نفسه، تُعاني هذه التجمعات من حصار وقيود مستمرة على وصولهم إلى الموارد الطبيعية.

وأوضحت منظمة البيدر أن هذا التحرك جزء من سياسة ممنهجة تمارسها سلطات الاحتلال والمستوطنون في محاولة لدفع سكان البدو إلى مغادرة أراضيهم، وتعتبر هذه الإجراءات بمثابة جزء من مخطط أكبر يهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض يتماشى مع الأهداف الاستيطانية.

وأوضحت منظمة البيدر أن هذه الهجمات على المصادر المائية ليست حدثاً منفصلاً، بل تأتي في سياق مستمر من الضغوط القصوى على الفلسطينيين في المناطق المستهدفة، والتي تشمل مصادرة الأراضي، تجريف المراعي، والاعتداءات المستمرة على الممتلكات، بالإضافة إلى فرض قيود على حرية التنقل. وتابعت المنظمة أن هذه الضغوط تهدف إلى دفع الفلسطينيين، خاصة البدو، إلى مغادرة أراضيهم في إطار سياسة التهجير القسري التي تتبناها إسرائيل.

وأكدت المنظمة أن هذه الأعمال تأتي في وقت حساس، إذ تشهد المنطقة تصاعداً في الأنشطة الاستيطانية، التي تستهدف بالخصوص الأراضي الزراعية والمناطق الريفية، مشيرة إلى أن الاحتلال لا يكتفي بمصادرة الأراضي بل يسعى أيضاً إلى القضاء على كل مصدر للمياه، وهي من أبسط الحقوق التي يمكن أن يتمتع بها المواطن الفلسطيني.

وأكدت منظمة البيدر أن تحويل مياه نبع العوجا من المستوطنين لا يعكس فقط محاولة للسيطرة على الموارد الطبيعية، بل هو جزء من حرب شاملة تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين وفرض هيمنة الاحتلال على كل جوانب حياتهم.