مستوطنون يقتحمون مسجد النبي يونس.. واستدعاء أطفال مقدسيين للتحقيق

مواجهات إثر اقتحام مستوطنين مسجد النبي يونس... واستدعاء أطفال مقدسيين للتحقيق

05 يوليو 2021
الاحتلال يواصل اعتداءاته اليومية (إيمانويل دوناند/فرانس برس)
+ الخط -

أصيب عدة فلسطينيين بجروح كما أصيب العشرات منهم بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، فجر اليوم الإثنين، بلدة حلحول، شمال الخليل، جنوب الضفة الغربية، في وقت استمرت فيه المواجهات مع الاحتلال والاقتحامات والاعتقالات اليومية بمناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية.
وقال رئيس بلدية حلحول حجازي متعب، لـ"العربي الجديد"، إن "المستوطنين وبحماية قوات الاحتلال اقتحموا مسجد النبي يونس في حلحول لأداء صلوات تلمودية فيه". وأشار إلى أن مواجهات اندلعت بالتزامن بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز باتجاههم، ما أوقع بينهم عدة إصابات بجروح والعشرات بحالات اختناق، واصفا الإصابات بالطفيفة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن مئات المستوطنين اقتحموا، فجر اليوم، وبحماية قوات الاحتلال بئر مياه قديمة يطلق عليها "بير موسى" في بلدة تقوع، شرق بيت لحم، يعتقد المستوطنون أنها مقام ديني، وأدوا طقوسًا تلمودية فيها.
كذلك أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بقيام شرطة الاحتلال منذ ساعات الصباح بعرقة عمل آلية إعمار المسجد الأقصى ومنعتها من إتمام عملها، بحجة عدم وجود ترخيص من شرطة الاحتلال، بالتزامن مع اقتحام مجموعات من المستوطنين باحات الأقصى من باب المغاربة بحراسة شرطة الاحتلال مؤدين طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
على صعيد منفصل، رفضت عائلة الطفل المقدسي عديّ علاء الحداد، من حارة السعدية بالبلدة القديمة من القدس، تسليم نجلها البالغ من العمر 9 أعوام لشرطة الاحتلال.
وأفاد الناشط المقدسي علاء الحداد، والد الطفل عدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنه رفض إرسال طفله للتحقيق بسبب صغر سنه وبعد استشارة أحد المحامين، وقال إن "قوة من شرطة الاحتلال لاحقت طفله عدي بينما كان عائداً من مخيم صيفي في حي الواد بالقدس القديمة حتى المنزل محاولة اعتقاله بادعاء التعرض لمستوطنين هناك، لكن الأهالي تصدوا للقوة ومنعوها من ذلك، فسلمت جده أمر الاستدعاء".
وفي حادثة مماثلة قبل عدة سنوات كانت شرطة الاحتلال قد استدعت طفلاً في الخامسة من عمره من بلدة العيسوية بالقدس بدعوى إلقاء حجارة على جنود الاحتلال، وقد أثارت تلك الحادثة في حينه ردود فعل، ما دفع شرطة الاحتلال في حينه إلى إلغاء أمر الاستدعاء.
من ناحية أخرى، اعتقلت شرطة الاحتلال، فجر اليوم، المسن خير الشيمي (أبو بكر)، من أمام باب حطة، أحد أبواب المسجد الأقصى، خلال مشادات كلامية مع شرطة الاحتلال، علماً أنه من مدينة عكا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وهو من المرابطين في الأقصى وقد تم إبعاده عدة مرات عن المسجد الأقصى والقدس. كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر عبادة دنديس بعد اقتحام منزله في رأس العامود بالقدس.
وأصدرت محكمة إسرائيلية، أمس الأحد، حكماً بالسجن الفعلي لعامين ونصف العام بحق الشابة ياسمين جابر، من البلدة القديمة من القدس، بينما أبعدت قوات الاحتلال الشاب نضال النتشة من بلدة سلوان عن المسجد الأقصى لمدة 4 أشهر.
إلى ذلك، أفاد مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي بأن قوات الاحتلال اعتقلت، أمس، أحد الفتية بعد الاعتداء عليه بالضرب في حي الشيخ جراح بمدينة القدس بعد محاولة الاعتداء على الأهالي أيضًا.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت حي بئر أيوب ببلدة سلوان، جنوب القدس، أطلقت خلالها قنابل الصوت باتجاه الشبان، بينما ألقى شبان مفرقعات باتجاه البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى ببلدة سلوان وسط انتشار لقوات الاحتلال في البلدة.
وأضرم مستوطنون النار، مساء الأحد، بمساحات واسعة من أراضي قرية جالود، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، ما أدى لاحتراق عدد من أشجار الزيتون و"بالات قش"، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس.
من جانب آخر، أجبرت سلطات الاحتلال، أمس الأحد، عائلة المقدسي محمد عدنان درويش في العيسوية على هدم منزله قيد الإنشاء والمتاخم لمستوطنة "التلة الفرنسية" ذاتياً بواسطة جرافة خاصة تحت ضغط بلدية الاحتلال في القدس، تجنباً لدفعه مبلغ 300 ألف شيقل (نحو 90 ألف دولار) في حال هدمته جرافات الاحتلال.
وأفادت بلدية دير إستيا بمحافظة سلفيت، شمال الضفة الغربية، في بيان صحافي، بأن سلطات الاحتلال أخطرت بمصادرة نحو عشرة آلاف دونم من أراضي بلدتي دير إستيا وقراوة بني حسان، لتوسعة مستوطنتي "نوفيم" و"ياكير" المقامتين على أراضي البلدتين، فيما أشارت البلدية إلى أن سلطات الاحتلال أمهلت للاعتراض مدة 20 يومًا.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، الشاب عودة عوض أثناء رعيه الماشية في قرية لتوانة بمسافر يطا، جنوب الخليل، جنوب الضفة، وفق ما أفاد به منسق لجان "التحدي والصمود" في جبال جنوب الخليل ومسافر يطا فؤاد العمور.
واعتقلت الشاب نمر جوابرة بعد الاعتداء عليه على مدخل مخيم العروب، شمال الخليل، بينما اعتقلت، فجر اليوم، شابين من بلدة بيتا، جنوب نابلس.

من جهة ثانية، أفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين، شمال الضفة، منتصر سمور لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتقلت، اليوم، الأسير المحرر طه الشرقاوي من بلدة الزبابدة، جنوب جنين، والأسير المحرر بكر أبو عبيد، والشاب وائل عريدي من بلدة عرابة، جنوب جنين.
في شأن آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، خربة حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية، وشرعت بتصوير خيام المواطنين التي تم بناؤها بعد عملية الهدم الأخيرة للخربة، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات.
وخربة حمصة الفوقا تعرضت للهدم ست مرات منذ أواخر العام الماضي وبداية العام الجاري، وتعرضت لاقتحامات يومية، حيث تهدد سلطات الاحتلال سكانها بالتهجير القسري.
واقتلعت قوات الاحتلال أكثر من 200 شجرة زيتون مزروعة على مساحة 15 دونماً في قرية بيت دجن، شرق نابلس، حيث كانت قد أخطرت صاحبها باقتلاعها بحجة وقوعها في مناطق مصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو، بحسب ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، رئيس مجلس قروي بيت دجن منجد أبو جيش.

الاتحاد الأوروبي: سياسة الاستيطان الإسرائيلية غير قانونية
في غضون ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وكذلك الإجراءات أحادية الجانب، كعمليات النقل القسري والإخلاء وهدم ومصادرة المنازل، محذراً من أنها "لن تؤدي إلا إلى تصعيد بيئة متوترة بالفعل وتؤدي إلى مزيد من العنف والمعاناة الإنسانية".
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فون برغسدورف، في بيان أصدره اليوم الإثنين، بالاتفاق مع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، إن "على السلطات الإسرائيلية أن توقف هذه الأنشطة فوراً وأن تقدم تصاريح مناسبة للبناء القانوني وتطوير التجمعات الفلسطينية".
وشدد الاتحاد الأوروبي على أنه ما زال ملتزمًا بتحقيق حل الدولتين استنادًا إلى المعايير المنصوص عليها في استنتاجات المجلس في يونيو/ حزيران 2014، وهو الحل الذي يلبي التطلعات الفلسطينية بإقامة دولة وسيادة، وينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، ويحل جميع قضايا الوضع الدائم من أجل إنهاء الصراع.


وأكد الاتحاد الأوروبي أنه يعارض بشدة جميع الإجراءات التي تقوض جدوى حل الدولتين، وحث على إظهار التزام حقيقي به من خلال السياسات والإجراءات من أجل إعادة بناء الثقة وخلق طريق العودة إلى مفاوضات هادفة.
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه في 29 يونيو/ حزيران الماضي، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي متجراً فلسطينياً في حي البستان في سلوان بالقدس المحتلة، كما أخطرت العديد من المباني في الحي أخيرًا بالهدم، وهناك نحو 20 منزلا معرضاً لخطر الهدم الوشيك، بينما يواجه أكثر من 1000 فلسطيني في حي البستان خطر هدم منازلهم.

المساهمون