مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيام "عيد العرش"
استمع إلى الملخص
- في الضفة الغربية، تعرض المزارعون الفلسطينيون لاعتداءات أثناء قطف الزيتون، حيث أصيب أحدهم في نابلس، ومنع آخرون من الوصول لأراضيهم في رام الله، مع إتلاف محاصيل في قرية المغير وإضرام النار في خيمة بمسافر يطا.
- شهدت الضفة الغربية اعتداءات عنيفة، حيث تعرض مواطنون للضرب والسرقة، وأصيب فتية بالرصاص في الخليل، وشاب وطفل في جنين خلال اقتحامات لتأمين مواقع أثرية.
اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، في ثالث أيام ما يُعرف بـ"عيد العرش" اليهودي، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي فرضت إجراءات أمنية واسعة في محيط المسجد وأبوابه.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية وصلوات جماعية علنية في المنطقة الشرقية من المسجد، تخللها غناء ورقص برفقة عدد من حاخامات اليهود، في مشهد استفزازي.
وأكدت المصادر أن المستوطنين قدموا ما يُعرف بـ"القرابين النباتية" داخل باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، فيما نفذوا جولات استفزازية في أزقة البلدة القديمة من القدس وهم يحملون القرابين النباتية.
وقدّرت مصادر محلية ومراكز إعلامية مقدسية بأن 1765 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك اليوم، إضافة إلى 316 تحت مسمى السياحة. وبالتزامن، شددت قوات الاحتلال من انتشارها داخل البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ودفعت بتعزيزات كبيرة من جنودها وشرطتها لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وفي سياق متصل، سلّمت سلطات الاحتلال اليوم الخميس، المرابطة المقدسية خديجة خويص قرارًا جديدًا يمنعها من التواصل مع ثمانية أشخاص لمدة ستة أشهر، عقب استدعائها للتحقيق صباح اليوم، في إطار سياسة التضييق الممنهجة بحق المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى.
وفي تطور آخر، أكدت محافظة القدس، في بيان لها، أن قوات الاحتلال ومخابراته اقتحمت مقر اتحاد الجمعيات الخيرية في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة، واحتجزت رئيس الاتحاد مجدي الزغير والرئيس السابق يوسف قري، لمنع إقامة فعالية اجتماعية كان الاتحاد قد أعلن عنها مسبقًا، بزعم أنها تُنظم برعاية السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأوضحت المحافظة أن هذا الاقتحام جرى تنفيذًا لأوامر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي أصدر قرارًا يقضي بمنع عقد أي اجتماعات أو فعاليات للأندية والجمعيات الثقافية والرياضية في القدس.
وفي الضفة الغربية، أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، بأن مستوطنين هاجموا صباح اليوم، عددًا من المزارعين الفلسطينيين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في بلدتي حوارة وبورين جنوب نابلس، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح في أنحاء متفرقة من جسده نقل على أثرها لتلقي العلاج.
إلى ذلك، أكد مليحات أن قوات الاحتلال منعت صباح اليوم، مزارعين في قرية دير عمار، غرب رام الله، من الوصول إلى أراضيهم لقطف الزيتون، وأغلقت الطرق الزراعية المؤدية إلى أراضي القرية، رغم حصول المزارعين على التصاريح اللازمة، في إطار سياسة التضييق المستمرة خلال موسم الحصاد.
في حين، أشار مليحات إلى أن مجموعة من المستوطنين اقتحموا أراضي المواطنين في قرية المغير شرق رام الله برفقة أغنامهم، وتسببوا بإتلاف مساحات من المحاصيل الزراعية، بعد أن رعوها داخل الأراضي الفلسطينية.
من جانب آخر، بيّن مليحات أن مستوطنين تسللوا فجر اليوم إلى تجمع وادي الجوايا في مسافر يطا جنوب الخليل، وأضرموا النار في خيمة سكنية تعود للمواطن علي محمد الشواهين، ما أدى إلى تدمير محتوياتها بالكامل وتلف الأعلاف الخاصة بالمواشي، متسببين بخسائر مادية كبيرة للعائلة.
وفي حادثة أخرى، أشار مليحات إلى أن مستوطنين اعتدوا بالضرب على المواطن محمود عبد الرحمن رداد وزوجته أثناء عملهما في أرضهما الواقعة بين بلدتي الزاوية ورافات غرب سلفيت شمال الضفة الغربية، وسرقوا محصول الزيتون الذي كان يجمعه الزوجان وعربة جر خاصة بهما.
واعتدى مستوطنون على المسن عودة علي عودة غزال (75 عامًا)، في أثناء عودته من أرضه في منطقة أم زوتينة القريبة من قرية كيسان شرق بيت لحم، ما أدى إلى إصابته برضوض وكدمات مختلفة في جسده، وفق ما أفادت مصادر محلية. وفي الخليل، أصيب ثلاثة فتية فلسطينيين بالرصاص في الأطراف، خلال اقتحام قوات الاحتلال وسط المدينة، لتأمين اقتحام المستوطنين موقعًا أثريًّا، بحسب المصادر ذاتها.
وفي جنين، أصيب شاب وطفل بالرصاص في الأطراف السفلية خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة يعبد جنوب المحافظة، وفق ما ذكرت مصادر محلية، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال انتشرت بكثافة في البلدة وأطلقت النار بشكل عشوائي في أثناء الاقتحام، ما أوقع تلك الإصابات.