مستوطنون يشرعون بإقامة بؤرة استيطانية والاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين

مستوطنون يشرعون بإقامة بؤرة استيطانية والاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين بالضفة الغربية

23 ديسمبر 2020
اعتداءات للمستوطنين بحق الفلسطينيين ومركباتهم في عدة مناطق من الضفة (حازم بادر/فرانس برس)
+ الخط -

شرع المستوطنون، اليوم الأربعاء، بإقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب بلدة دير جرير شرق رام الله وسط الضفة الغربية، فيما اقتحم مستوطنون آخرون الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس شمال الضفة الغربية، ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال طاولت 7 فلسطينيين خلال اقتحامات لمناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وأفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بأن مستوطنين، بحماية جيش الاحتلال، أقاموا بؤرة استيطانية جديدة شرق رام الله على أراضي بلدة دير جرير بالقرب من مستوطنتي "كوكب الصباح" و"رومنيم" المقامتين على أراضي الفلسطينيين هناك.

من جهة أخرى، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، لتأمين اقتحام المستوطنين للموقع ضمن برنامج اقتحامات أسبوعية للموقع، حيث أطلق جيش الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع خلال اقتحام البلدة، ومنع المواطنين من الوصول إلى الموقع الأثري، وفق ما أفاد به رئيس بلدية سبسطية محمد عازم "العربي الجديد".

مستوطنون، بحماية جيش الاحتلال، أقاموا بؤرة استيطانية جديدة شرق رام الله على أراضي بلدة دير جرير بالقرب من مستوطنتي "كوكب الصباح" و"رومنيم" المقامتين على أراضي الفلسطينيين هناك

وتواصلت اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين ومركباتهم على الطرق الخارجية في عدة مناطق من الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين، حيث نفذ المستوطنون الليلة الماضية والليلة التي سبقتها اعتداءات بعدما كانوا يتجمعون ويرشقون المركبات الفلسطينية بالحجارة، وهو ما أوقع إصابات في صفوف الفلسطينيين كذلك.

إلى ذلك، شرعت جرافات المستوطنين، اليوم الأربعاء، بتجريف مساحات من أراضي بلدة عورتا جنوب نابلس في منطقتي الخربة وخلة مونس، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، مشيرا إلى أن أعمال التجريف جاءت بهدف أعمال توسعة لمستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي المواطنين.

وفي السياق، أدانت الحكومة الفلسطينية، في بيان صحافي على لسان المتحدث باسمها إبراهيم ملحم، اليوم الأربعاء، إرهاب المستوطنين المنظم ضد المواطنين الفلسطينيين في مختلف المناطق، والذي نجم عنه إصابة العديد منهم، وتخريب ممتلكاتهم، وتحطيم السيارات في العديد من القرى والبلدات في الضفة الغربية.

كما أدانت الحكومة الفلسطينية مصادقة الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية على توفير منحة مالية تقدر بـ40 مليون شيقل لدعم المستعمرات في الضفة الغربية، فيما حملت الحكومة الفلسطينية الحكومة الإسرئيلية كامل المسؤولية عن تلك الاعتداءات، والتي تجري بغطاء من قوات الاحتلال، محذرة من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على تكرار مثل تلك الاعتداءات الإرهابية.

واعتبرت الحكومة الفلسطينية الاستيطان بكل أشكاله غير شرعي، داعية المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والاضطلاع بمسؤولياته لإدانة التمدد الاستيطاني باعتباره يشكل جريمة حرب، لأن استمرار الاستيطان وشرعنته من شأنهما أن يقوضا الجهود المبذولة لتطبيق قرارات الشرعية، بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولا سيما القرار الدولي رقم (2334) الذي يدين الاستيطان ويدعو إلى وقفه. 

بدورها، شددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها، على أن صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين، تعبير واضح عن تخاذله هو ومؤسساته الأممية، وتخليه عن مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية إزاء تلك الجرائم.

اعتبرت الحكومة الفلسطينية الاستيطان بكل أشكاله غير شرعي، داعية المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والاضطلاع بمسؤولياته لإدانة التمدد الاستيطاني باعتباره يشكل جريمة حرب

وأكدت الخارجية الفلسطينية، أن المجتمع الدولي مطالب بالتوقف عن الازدواجية في التعامل مع القضايا الدولية، وتطبيق القانون الدولي، في حال أراد الحفاظ على ما تبقى من مصداقيته فيما يتعلق بالأمن والسلم الدوليين، وحل الصراعات بالطرق السلمية، وتنفيذ المبادئ الأممية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، خاصة تلك التي تتعلق بالحالة في فلسطين المحتلة.

وأكدت الخارجية الفلسطينية، كذلك، أن الاعتداءات الاستيطانية الحالية تأخذ طابعاً منظماً ومدروساً، بإشراف من الجمعيات والمنظمات الاستيطانية المتطرفة أو ما تسمى بـ "شبيبة التلال" ومجموعات "تدفيع الثمن"، التي تحميها قوات الاحتلال عند تنفيذها الاعتداءات على أبناء الفلسطينيين، وحذرت الخارجية الفلسطينية من انفجار الأوضاع نتيجة ذلك، وانعكاسها على فرص تحقيق السلام، على أساس مبدأ حل الدولتين.

وحملت الوزارة الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اعتداءات المستوطنين، معتبرة أنها جزء لا يتجزأ من المشروع الاستعماري التوسعي في أرض دولة فلسطين، وتعبير عن عمق انتشار الأيديولوجية اليمينية المتطرفة لديها، وتحكمها بمفاصل صنع القرار فيها في ذات الوقت.

وفي سياق الاعتقالات اليومية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، وفجر اليوم الأربعاء، 7 فلسطينيين من الضفة الغربية،ورافق ذلك تنفيذ اعتداءات على المواطنين، وعمليات تخريب ومواجهات، ومداهمة لعدة منازل، بينها منزل الشهيد محمود كميل في بلدة قباطية جنوب جنين، الذي نفذ عملية إطلاق نار في القدس قبل يومين.

وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، إن "مواطنًا جرى اعتقاله من بلدة قباطية في جنين، ومواطنين من مخيم نور شمس في طولكرم، وهما عاصم الشلبي، ومحمد إبراهيم حمارشة، وهو أسير سابق، فيما جرى احتجاز مدير نادي الأسير في طولكرم إبراهيم حمارشة، وهو والد المعتقل محمد حمارشة، إضافة إلى مجد حمارشة، وجرى الإفراج عنهما لاحقًا بعد استجوابهما لساعات".

ومن بلدتي العروج وتقوع في بيت لحم، اعتقل الاحتلال مواطنين اثنين، ومواطنا آخر من سكان سلفيت، ومواطنا آخر من الخليل جرى إطلاق النار عليه قبل اعتقاله لاحقًا.

وانطلقت في بلدة قباطية جنوب جنين، مساء الثلاثاء، مسيرة تنديدا بإعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيىد محمود عمر صادق علاونة كميل (17 عاما)، واحتجاز جثمانه، حيث جابت المسيرة شوارع البلدة، ورفعت خلالها صور الشهيد كميل وسط ترديد الهتافات والشعارات المنددة بإعدامه والداعية إلى الوحدة الوطنية والمطالبة بتسليم جثمانه.

إلى ذلك، دهم الاحتلال بقالة ومنزلين في بلدة تقوع في محافظة بيت لحم، واستولى على تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بها. في حين، اعتدت قوات الاحتلال على الشابين سلام أشرف زهد وأحمد رائف عودة  بالضرب المبرح، وحطمت زجاج مركبتهما عقب اقتحام سلفيت.

المساهمون