مستشار ترامب: الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء لا لبس فيه

20 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 16:36 (توقيت القدس)
مسعد بولس، 4 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد المستشار الخاص للرئيس الأميركي، مسعد بولس، على وضوح موقف الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، مجددًا دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي لعام 2007.
- أشار نبيل الأندلوسي إلى أن الدعم الأميركي لسيادة المغرب ليس جديدًا، بل يعود لإعلان ترامب في ديسمبر 2020، ويحظى بدعم دولي من دول مؤثرة مثل فرنسا وإسبانيا.
- ساهم الاعتراف الأميركي في تشجيع دول أخرى على دعم سيادة المغرب وفتح قنصليات، مع تكثيف الرباط لتحركاتها الدبلوماسية لتعزيز الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي.

قال المستشار الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية والشرق الأوسطية، مسعد بولس، إن موقف الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء "صريح جداً ولا يتخلّله أي شك أو أي لبس". وأضاف بولس في اتصال هاتفي مع قناة "ميدي 1 تي في " وإذاعة "ميدي 1" المغربيتين أمس السبت أن "هذا الموقف عبّرنا عنه تكراراً بشكل واضح، وعبر عنه وزير الخارجية ماركو روبيو بوضوح الأسبوع الماضي، وهو نفسه الموقف الذي عبر عنه الرئيس دونالد ترامب للملك محمد السادس بخصوص اعتراف الولايات المتحدة التام والكامل بسيادة المغرب على الصحراء".

وجاء هذا فيما كان تصريح أدلى به بولس لقناة "العربية قد أثار جدلاً، بشأن أن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء "ليس مطلقاً، وأنه مرتبط بالتوافق حول الحل".

وجدد المستشار الأميركي دعم بلاده مخطط الحكم الذاتي الذي تقدّم به المغرب في عام 2007 حلّاً للنزاع، مبرزاً أن هذا الموضوع "واضح جداً وأي خبر آخر يروج هو مجرّد تقديرات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة". وقال بولس إن "إعلان الرئيس ترامب عام 2020 والولايات المتحدة واضح جداً ولا لبس فيه ويجب عدم أخذ أي كلام خارج سياقه، أو تأويل، أو تحريف، أو تفسير أي شيء خارج هذا السياق الواضح.. وكما أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أننا ندعم بشكل كامل مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي باعتباره الحل العادل والدائم لهذا النزاع"

وجدد مستشار ترامب تأكيد "الانخراط في موضوع الحل الدائم من دون تأخير باستخدام مقترح الحكم الذاتي المغربي إطاراً وحيداً للتفاوض على حل مقبول للطرفين"، وكشف أن مناقشة الموضوع ستجري بتفصيل مع الرباط.

وبحسب رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية والنائب السابق لرئيس لجنة الخارجية في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية البرلمان المغربي)، نبيل الأندلوسي، فإن الموقف الأميركي "لا لبس فيه بشأن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، واعتبار مقترح الحكم الذاتي بمثابة الأساس الواقعي لحل هذا المشكل الذي عمّر عقوداً". مؤكداً أنه موقف رسمي للبيت الأبيض، والإدارة الأميركية بجناحيها الديمقراطي والجمهوري تتبناه منذ أزيد من أربع سنوات.

وقال الأندلوسي لـ"العربي الجديد" إن هذا الموقف لم تتخذه الإدارة الأميركية اليوم، بل في الولاية الأولى للرئيس ترامب، وتحديداً في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، في سياق الرؤية الأميركية لتطورات هذا الملف وترجيح واقعية (وجدّية) المقترح المغربي، الذي بات يحظى بدعم دولي، خاصة بالنسبة للدول المؤثرة، كفرنسا وإسبانيا وطبعاً الولايات المتحدة". وأضاف أن "محاولة تحريف قراءة تصريحات لتوهيم الرأي العام الداخلي بشكل أساسي مجرد مناورات لا أثر لها، وسرعان ما تصطدم مع الواقع، مثل محاولة قياديين في جبهة بوليساريو تحريف تصريحات لمسعد بولس الذي ردّ بنفسه بكل وضوح"، مؤكداً أن تجديد الولايات المتحدة دعمها السيادة المغربية على الصحراء "لا لبس فيه"، وأن "أي خبر آخر مجرّد تقديرات مغلوطة لا أساس لها من الصحة، فهل بعد هذا التوضيح لبس؟".

وأضاف الأندلوسي أنه "بكل الواقعية المطلوبة، قيادة بوليساريو مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن تقرأ جيداً تطورات هذا الملف، ومستجداته وآفاق الحل الممكن، وأن تتحرّر من القبضة الجزائرية، بما يخدم مصالح الصحراويين، ويحسم حل هذا الملف الذي طال".

الأندلوسي: بكل الواقعية المطلوبة، قيادة بوليساريو مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن تقرأ جيداً تطورات هذا الملف

وكان إعلان ترامب، في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، اعتراف بلاده بمغربية الصحراء وفتح تمثيلية قنصلية في مدينة الداخلة، واعتبار أن "إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية ليست خياراً واقعياً لحل الصراع"، مؤشّراً على بداية "مرحلة جديدة"، إذ ساهم الاعتراف في تشجيع عدة دول أوروبية وأفريقية على الاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء، ودعم مقترحها للحكم الذاتي، وفتح عدد منها قنصليات في مدينتي العيون والداخلة. كما شكل الاعتراف الأميركي في عهد إدارة ترامب، أول مرة، ترجيحاً لكفّة المغرب في نزاع الصحراء، وكسراً لقاعدة التوازن التي كانت تسلكها الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الشأن.

وكان لافتاً قبل أيام تكثيف الرباط تحركاتها الدبلوماسية في اتجاه عواصم غربية، في خطوة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مسار نزاع الصحراء من خلال محاولة تعزيز الاعتراف الدولي بسيادة الرباط على المنطقة، والحشد لتوسيع نطاق الدول الداعمة لمبادرة "الحكم الذاتي".

وجاءت التحركات المغربية في ظل مؤشرات إلى دخول النزاع الذي عمّر نحو نصف قرن مرحلة حاسمة، بعد تأكيد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن، الاثنين الماضي في نيويورك، أن المرحلة المقبلة، وتحديداً الأشهر الثلاثة المقبلة، قد تمثل فرصة حقيقيّة لتحقيق تهدئة إقليمية، تمهد لوضع خريطة طريق جديدة باتجاه الحل.