مساعٍ إيطالية لعقد قمة طارئة لمجموعة العشرين بشأن أفغانستان

مساعٍ إيطالية لعقد قمة طارئة لمجموعة العشرين بشأن أفغانستان

19 اغسطس 2021
إيطاليا تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (Getty)
+ الخط -

بالتزامن مع مساعٍ تقودها إيطاليا لتنظيم قمة لمجموعة العشرين بشأن الوضع في أفغانستان بعد سيطرة "طالبان" على البلاد، أطلق الاتحاد الأوروبي ناقوس الخطر، واصفاً الأمر هناك بـ"الكارثة والكابوس".
وذكرت صحيفتا "لا ريبوبليكا" و"إل ميساجيرو" الإيطاليتين، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، يسعى لتنظيم قمة لمجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات في العالم بشأن التطورات بأفغانستان.
وذكرت "لا ريبوبليكا"، من جهتها، أن من المتوقع عقد اجتماع قبل الموعد المقرر للقمة المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول في روما.
وقالت الصحيفتان إنّ من المتوقع أن يناقش دراجي الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس.
ولم يتسنّ الوصول إلى متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء للتعقيب.

ومن المنتظر عقد اجتماع عبر الإنترنت لزعماء مجموعة دول السبع الكبرى في الأسبوع المقبل لمناقشة استراتيجية مشتركة ونهج للتعامل مع الوضع في أفغانستان.
يشار إلى أنّ إيطاليا تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين هذا العام.
في السياق، قال ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن تطور الوضع في أفغانستان "كارثة وكابوس"، وإنّ استبعاد عودة "طالبان" إلى السلطة، ينمّ عن فشل المخابرات.
وأبلغ بوريل البرلمان الأوروبي بنقل أول دفعة مؤلفة من 106 من موظفي الاتحاد الأوروبي جواً من أفغانستان إلى مدريد.
وأشار إلى إجلاء نحو 400 أفغاني يعملون مع الاتحاد الأوروبي وعائلاتهم إلى أوروبا، بينما ما زال 300 آخرون يحاولون الوصول إلى مطار كابول.
وأضاف أنّ "من واجبنا الأخلاقي" إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأفغان الذين كانوا يعملون في مكاتب الاتحاد الأوروبي في أفغانستان، لكن لن يتسنى إجلاؤهم جميعاً.

وحول التطورات الأفغانية، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الخميس، إن مصير أفغانستان بعد حرب قادتها الولايات المتحدة واستمرت 20 عاماً يعني أن خصوم الغرب مثل روسيا باتوا ينظرون إلى عزم الغرب على أنه متراخٍ.
وحصدت الحرب في أفغانستان أرواح مئات الآلاف، وكلفت مليارات الدولارات، لكن حركة "طالبان" عادت إلى السلطة الآن، وتسارع القوى الغربية لإجلاء دبلوماسييها وموظفين أفغان من مطار كابول.
وقال والاس لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "ما يشعرني بعدم الراحة، أن هناك نظاماً عالمياً الآن بات ينظر إلى عزم (الغرب) على أنه متراخٍ".
وأضاف: "هذا أمر ينبغي أن يقلقنا جميعاً.. إذا اعتبر أن الغرب مفكك ولم يعد يمتلك عزيمة، فإن خصومنا مثل روسيا قد يجدون ذلك مشجعاً".

وتخشى بريطانيا من أن عودة "طالبان" والفراغ الذي خلفه انسحاب الغرب الفوضوي سيتيحان لمتشددين من تنظيم "القاعدة" اكتساب موطئ قدم في أفغانستان بعد 20 عاماً من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت حركة "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الحالي. وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على معظم أفغانستان تقريباً، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
في 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنّى هجمات بالولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول من ذلك العام.

(العربي الجديد، رويترز)