مساعٍ إيرانية لزيادة مدى الصواريخ

الاختبارات الصاروخية الإيرانية الجديدة: مساعٍ لزيادة مدى الصواريخ

15 يناير 2022
أطلقت إيران صاروخاً إلى الفضاء لوضع ثلاثة أجهزة بحثية في المدار (Getty)
+ الخط -

في خضم المفاوضات النووية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المترنح، لم تكتف إيران بصناعة أوراق ضغط من خلال تطوير برنامجها النووي وتقريبه إلى "العتبة النووية"، لكنها سعت أيضاً إلى زيادة جرعة هذه الضغوط من خلال القيام باختبارات صاروخية في الآونة الأخيرة. 

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في 31 الشهر الماضي، أنها أطلقت صاروخا إلى الفضاء لوضع ثلاثة أجهزة بحثية في المدار. 

على الرغم من أن الصاروخ فشل في وضع المركبة في المدار لأن السرعة كانت 7350 متراً في الثانية ولم تبلغ السرعة المطلوبة المقدرة بـ7600 متر في الثانية، حسب إعلان وزارة الدفاع الإيرانية، لكن الخطوة أثارت اعتراضات غربية، وسط اتهامات لطهران بالسعي إلى إنتاج صواريخ بالستية تحمل رؤوسا نووية. 

في الأثناء، أعلن قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد علي أكبر حاجي زادة، الخميس الماضي، عن "إطلاق ناجح" لصاروخ حامل للأقمار الصناعية يعمل بالوقود الصلب. وتحمل تصريحات حاجي زادة دلالات مهمة في التوقيت والمضمون. 

واليوم السبت، كشفت صحيفة "فرهيختغان" الإيرانية المحافظة، بالإشارة إلى تصريحات حاجي زادة، عن لغز هذه التصريحات، مؤكدة أن إعلان إيران لأول مرة عن اختبارات صاروخية جديدة من خلال محركات ثقيلة تعمل بالوقود الصلب، فضلا عن استخدام مواد مركبة في أجزاء هذه الصواريخ، يأتي بعد أن كانت تستخدم في برنامجها الفضائي محركات تعمل بالوقود السائل. 

وأضافت الصحيفة أن إيران "منذ عقدين تقوم بتطوير محركات صاروخية بالوقود الصلب"، مشيرة إلى أن "هذه المحركات لها استخدامات عسكرية وحتى عام 2020 كانت تستخدم فقط في صواريخ بمدى أقل من ألفي كيلومتر". 

ولفتت "فرهيختغان" إلى أن تصريحات القائد العسكري الإيراني "تكتسب أهمية كبيرة لأنه بحسب مزاعم الدول الغربية، فإن هذه الاختبارات تمثل خطوة كبيرة نحو إنتاج صواريخ بالستية عابرة للقارات". 

وأشارت إلى أن تقارير غربية سبق أن ادعت أن صاروخ "سيمرغ" الإيراني لحمل الأقمار الصناعية قادر على حمل رأس بوزن 700 كيلوغرام لمدى 7500 كيلومتر، مؤكدة أن تصريحات حاجي زادة حول "إطلاق ناجح لصاروخ بالوقود الصلب لحمل أقمار صناعية تكتسب أهميته الكبيرة في كون الطبيعة العسكرية للوقود الصلب". 

وتابعت الصحيفة أنه "على الرغم من أن إيران لا تعتزم إنتاج صواريخ بالستية بمدى أكثر من ألفي كيلومتر، لكن المحركات الجديدة (التي تعمل بالوقود الصلب) تمنح طهران القدرة على تخطي هذا المدى" لصواريخها. 

وفي السياق، أشارت الصحيفة الإيرانية إلى تصريحات سابقة للقائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عندما هدد أوروبا بأن طهران ستزيد مدى صواريخها لتصل إلى القارة الخضراء إن أصرت أوروبا على التفاوض بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني. 

اعتراضات غربية

وبعد قيام إيران بإطلاق صاروخ حامل لمركبة إلى الفضاء، نهاية ديسمبر/كانون الأول، سجلت أطراف غربية اعتراضها على الخطوة الإيرانية، إذ أعربت واشنطن، عن قلقها حيال إطلاق طهران مركبة إلى الفضاء. وأفادت الخارجية الأميركية حينها بأن "الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق حيال تطوير إيران مركبات إطلاق فضائي، وهو أمر يمثّل مصدر قلق كبير في ما يتعلق بانتشار "الأسلحة، لكن في ظل انعقاد محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء اتفاق 2015 النووي، أكدت قائلة: "نسعى للعودة إلى امتثال كامل للاتفاق". 

كما أعربت فرنسا عن قلقها من قيام إيران بتجربة إطلاق صاروخ إلى الفضاء، مشيرة إلى أن تزامن هذه الخطوة مع مفاوضات فيينا أمر "يدعو للأسف". ودعت الخارجية الفرنسية، في بيان لها، إيران إلى تجنب إطلاق صواريخ بالستية تكون قادرة على حمل رؤوس نووية.

المساهمون