مسؤول إيراني: فتحنا قناة مباشرة للتواصل مع القيادة الجديدة في سورية

09 ديسمبر 2024
سوريون في ألمانيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد، 8 ديسمبر 2024 (هشام الشريف/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت إيران عن فتح قناة تواصل مع القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، لضمان استقرار العلاقات وتجنب التوترات الإقليمية، خاصة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
- أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أهمية تحقيق مطالب الشعب السوري وصعوبة الوصول إلى اتفاق بشأن الحكم، مشيراً إلى تحركات إقليمية قد تعقد الاستقرار.
- شدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على ضرورة الحوار وإنهاء العنف، مؤكداً على وحدة وسيادة سوريا، مع اتفاق إيران وسوريا وتركيا على وقف الهجمات وفق مسار أستانة.

المسؤول الإيراني: هذا التواصل مفتاح لاستقرار العلاقات

إيران "لست متأكدة أن سورية ستخرج عن طريق المقاومة"

عراقجي قدّم في لقائه الأخير مع الأسد الأحد نصائح

قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز، اليوم الاثنين، إن طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل في القيادة الجديدة في سورية بعد الإطاحة بحليفها، رئيس النظام بشار الأسد. وأضاف المسؤول أن هذا يمثل محاولة "لمنع مسار عدائي" بين البلدين.

وقال المسؤول الكبير إن حكام إيران من رجال الدين، الذين يواجهون الآن فقدان حليف مهم في دمشق وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، منفتحون على التعامل مع القادة السوريين الجدد، لافتاً إلى أن "هذا التواصل مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية".

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن مطلب إيران هو تحقيق مطالب الشعب السوري. ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، عن عراقجي قوله، "نحن نراقب بدقة ما سيحدث. من الصعب بعض الشيء أن يصل السوريون إلى اتفاق بشأن الحكم، لكننا ندعم تغليب إرادة الشعب السوري. نحن نرغب في تحقيق مطالب الشعب السوري". وأضاف أن "المشهد السياسي الحالي في سورية مفتوح على كل الاحتمالات. بعض دول المنطقة غاضبة حالياً، وأعتقد أن تحركات قد تبدأ من بعض الجهات. قد يؤدي تضارب المصالح إلى صعوبة تحقيق الاستقرار بسهولة".

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أكد مساء أمس الأحد، في اجتماع للحكومة الإيرانية، ضرورة إطلاق الحوار بين مختلف شرائح المجتمع السوري، داعياً إلى إنهاء الاشتباكات المسلحة والعنف بأسرع وقت ممكن. وشدد بزشكيان على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، مضيفاً أن الشعب السوري "يجب أن يقرر بشأن مستقبل بلاده ونظامها السياسي وحكومته"، وفق التلفزيون الإيراني.

من جهته، قال عراقجي، الأحد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إن "جميع المؤشرات والتحليلات كانت تدل على أن هذه العملية ستحدث، لكن ما شكل مفاجأة كان عجز الجيش السوري أولاً وسرعة التطورات ثانياً"، مضيفاً: "نحن كنا على اطلاع استخباري تام بالتحركات في إدلب ونقلنا جميع المعلومات إلى الحكومة السورية".

وأوضح عراقجي أنه قدّم في لقائه الأخير مع الأسد، الأحد الماضي، توصيات له بشأن الجيش و"طريقة التعامل مع الشارع"، مؤكداً أن إيران وسورية وتركيا كانت قد اتفقت على وقف الهجمات وفق مسار أستانة. وتابع: "كنا نتحرك في هذا المسار بهدوء، لكن الإقدام لم يكن جيداً لأن حكومة السيد الأسد كانت تبدي مرونة قليلة"، مضيفاً: "لست متأكداً أن سورية ستخرج عن طريق المقاومة"، معتبراً أنها كانت قد لعبت دوراً "مهماً في دعم المقاومة لكن ليس الأمر بأن المقاومة من دون سورية ستتوقف".

وأمس الأحد، أعلنت فصائل المعارضة السورية إسقاط نظام بشار الأسد، وذلك بعد سيطرتها على دمشق، وفراره إلى روسيا حيث مُنح حق اللجوء هناك مع عائلته. وشكل سقوط نظام بشار الأسد لحظة تحول مفصلية في تاريخ سورية الحديث، التي حكم فيها آل الأسد البلاد 54 عاماً، بدأت في عام 1970 بحكم حافظ الأسد، حكم فيها البلاد نحو ثلاثين عاماً أسس خلالها نظاماً استخباراتياً ديكتاتورياً قمعياً، أورثه لابنه بشار بعد وفاته في عام 2000، الذي حكم سورية منذ ذلك التاريخ إلى سقوطه على يد فصائل المعارضة والشعب الثائر في كل أنحاء البلاد.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون