مسؤول إسرائيلي يزعم استهداف موقع بالغ الأهمية لـ"حماس"

مسؤول عسكري إسرائيلي: استهدفنا موقعاً بالغ الأهمية لـ"حماس" وإيران تقترب من إنتاج قنبلة نووية

27 ابريل 2022
المسؤول الإسرائيلي: الاستهداف سيمسّ كثيرا من قدرة حماس على إنتاج الصواريخ (فرانس برس)
+ الخط -

زعم رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي "أمان"، العميد عميت ساعر في تصريحات لموقعي "والاه" و"يسرائيل هيوم"، نشرت اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "استهدف قبل أسبوع رداً على الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة، باتجاه مدينة سدروت، هدفا عسكرياً بالغ الأهمية لحركة حماس".

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن هذا الاستهداف "من الأهداف التي لا نقوم بضربها عادة عند الرد على إطلاق قذائف من قطاع غزة. وقد كان ردنا غير تناسبي".

وقال ساعر في التصريحات المذكورة التي نشرت مقاطع منها اليوم، إن "ردنا كان كبيرا ومهما جدا لا سيما في الليلة الثانية لإطلاق صواريخ، عندما أطلق الجهاد الإسلامي صاروخا أصاب مدينة سديروت".

وأضاف أن ما تم استهدافه هو "مجمع تحت الأرض له وظيفة مهمة جدا في صنع القذائف الصاروخية التي تصنعها حماس، وهو مجمع ثمين لا بديل له ولا مثيل له في قطاع غزة، مما سيمس كثيرا في قدرة حماس على إنتاج الصواريخ، وهذا جزء من سياستنا في الفترة الأخيرة، عندما نرد بشكل غير تناسبي".

وكرر ساعر تقديرات وتصريحات سابقة نسبت مؤخرا لجهات أمنية وعسكرية إسرائيلية عندما قال إن "حماس لا تريد الآن خوض مواجهة مع إسرائيل، وهذا ما يظهر عندنا في كل الوسائل الممكنة لاستيضاح نوايا حماس، وهذا ما نراه أيضا في أداء حماس على الأرض، الأمر غير الاعتيادي الذي تقوم به حماس هو قيامها بكبح جماح الفصائل وتنفيذ اعتقالات. لقد وقع حادثان لإطلاق نيران، وكانت هناك محاولات أخرى تم بسببها تشغيل صافرات الإنذار، وكلا الحدثين كانا من منطقتين مختلفتين".

وبحسبه، فإن "أحد الحادثين كان من قبل واحد من التنظيمات الصغيرة في القطاع لا حماس ولا الجهاد الإسلامي، وهؤلاء لا يملكون ترسانة صاروخية كبيرة، ويمكنهم تنفيذ عمليات إطلاق بين الحين والآخر، ولا يمكنهم إنتاج الصواريخ، والحادث الآخر كما نرصد كانت وراءه حركة الجهاد الإسلامي، لكن ما نرصده هو أن الجهاد الإسلامي أيضا غير معنية بالدخول في مواجهة. هم لم يغيروا استراتيجيتهم، لكنهم يعتقدون أن بمقدورهم تنفيذ عمليات من حين لآخر على افتراض أنه بما أن حماس غير معنية بمواجهة وكذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل فلن تتفاقم الأمور".

ووفقا للمسؤول الإسرائيلي، فإنه من المحتمل أن تطلق صواريخ أخرى من غزة، "وعندها سنرد، لكن أعتقد الآن أن كلا من حماس والجهاد مرتدعتان وغير معنيتين بالدخول في معركة مع إسرائيل. لا يمكن لحماس أن تبسط سيطرة كاملة كليا على قطاع غزة، لكنها تسيطر على الأمور بنسبة عالية وإن كانت غير كاملة، فهناك أيضا جهات متمردة". 

سيناريوهان للتصعيد

وقال العميد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الجيش سيواصل أيضا عمليات الاغتيالات في الضفة الغربية، معتبرا أن أحد أمرين يمكن لهما التسبب في تصعيد الأوضاع مقابل قطاع غزة، الأول في حال تغيّرت الأوضاع في القدس ووقع حدث خطير "سقوط قتلى في المسجد الأقصى بعد غد الجمعة، عندها أعتقد أن حماس ستبادر للتصعيد، وذلك كي تحافظ على الربط الذي نجحت في تكريسه بين القطاع والقدس، وإن كانت غير معنية بتطور كهذا.

والحدث الثاني هو ديناميكية تطور الأوضاع مثلا لجهة إطلاق الجهاد الإسلامي لصاروخ باتجاه سديروت، يوقع إصابات أو قتيلا، عندها يمكن أن نصل للتصعيد، لكن حماس غير معنية الآن بالمبادرة للتصعيد".

وادعى المسؤول العسكري الإسرائيلي أن الجيش يقدِر أن من يقفون وراء إطلاق صواريخ من لبنان، هم على ما يبدو نشطاء فلسطينيون، وقد يكونون مرتبطين بحماس أو لا، لكن الرد الإسرائيلي كان واضحا، وبالأساس مسموعا، وأن مثل هذا السيناريو كان متوقعا من قبل إسرائيل، وهو ما قد يتكرر لاحقا أيضا في حال مواجهة عسكرية في القطاع.

إيران تقترب من إنتاج القنبلة النووية

وتطرق العميد ساعر، في مقابلة أخرى نشرت مقاطع منها، في صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى الملف الإيراني، مع تزايد التقديرات بتعثر مسار التفاوض مع إيران، قائلاً إن "الإيرانيين يواصلون تخصيب اليورانيوم على ثلاث مستويات: 4% و20% و60%".

وبحسب ما أبلغ الصحيفة فإن الانتقال للتخصيب للأهداف العسكرية بمستوى 90% المطلوب لصنع القنبلة النووية يحتاج وقتاً قصيراً فقط.

وأضاف ساعر: "لا توجد عندهم مشكلة تكنولوجية، المسألة هي مسالة اتخاذ القرار لذلك. لقد سيطروا تماما على تقنيات أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وهم يعرفون إنتاج وتفعيل هذه الأجهزة، وإذا توصلنا الآن لاتفاق مثل المرة السابقة -سيحتاجون وقتا قصيرا من لحظة انتهاء فترة سريان الاتفاق وحتى مراكمة الكميات اللازمة لصناعة القنبلة".

تحذير من انتشار واسع للمسيّرات الهجومية

إلى ذلك، حذر المسؤول الإسرائيلي من انتشار كبير للطائرات المسيرة القتالية والصواريخ الموجهة ووصولها لأطراف كثيرة في المنطقة بكرم إيراني.

وقال في هذا السياق: "في الماضي كانت القدرة على نقل 50 كيلوغراما من المواد المتفجرة ونقلها لمسافة 1500 كيلومتر والمس بنقطة محددة محفوظة (متوفرة) فقط للدول العظمى. اليوم هذا الأمر متاح لجماعات في اليمن أو العراق، وهي تشنّ هجمات كهذه بوتيرة أسبوعية. نحن نتابع هذا الأمر ونستعد له استخباراتيا وعملياتيا".

وادعى العميد ساعر أن إيران "مرتدعة من إسرائيل، وأنه لا ينبغي لنا أن نقيد أنفسنا وتحديد المناطق التي يمكن لنا أن نوجه لها ضربات. وضرباتنا توجعهم في كل مكان ننفذها فيه. وإذا سألتم تجدون أن الميزان يميل لصالحنا كثيرا، وأنا لا أتحدث فقط عن العمليات التي ننفذها في سياق المعركة بين الحروب".

مع ذلك، حذر ساعر من "أن إيران هي دولة كبيرة وواسعة وبعيدة وتوجيه ضربات لها هناك ليس مثل النشاطات التي نقوم بها هنا (في إشارة للهجمات في سورية) فهذا يتطلب قدرات مغايرة كليا، والطرفان يدركان أن الدخول في مواجهة علنية ستقودنا بسرعة كبيرة نحو التصعيد".

أما في ما يتعلق بالتوقيع على الاتفاق النووي فقال العميد عميت ساعر إنه "تم حل غالبية المسائل العالقة، وما يعيق التوقيع هو بالأساس مسألة الموافقة على رفع العقوبات، وهي مسألة لم تكن مطروحة في قلب المباحثات في البداية، وهي مسألة لها بعد رمزي بالأساس، وهناك ضغوط على كل طرف بعدم التنازل، أعتقد أن هذا الأمر سيحل في نهاية المطاف".

المساهمون