مسؤول إسرائيلي: المواجهة المقبلة مع "حزب الله" ستستمر عدة أشهر

مسؤول إسرائيلي: المواجهة المقبلة مع "حزب الله" اللبناني ستستمر عدة أشهر

01 أكتوبر 2020
أيشل: إسرائيل ستكون عاجزة عن حسم المعركة نهائياً (شاؤول شفارتز/Getty)
+ الخط -

توقع مسؤول عسكري إسرائيلي بارز أن تستغرق مهمة طرد "حزب الله" اللبناني من مواقعه في أي مواجهة مقبلة عدة أشهر.

وقال أمير أيشل، الوكيل العام لوزارة الأمن الإسرائيلية، إنه إذا قاتلت إسرائيل بالطريقة نفسها التي قاتلت بها في الحروب السابقة، فإن "هذه المهمة لن تستغرق أياماً أو أسابيع، بل عدة أشهر، قبل أن تتمكن من طرد الحزب من مواقعه".

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن أيشل، الذي عمل قائداً لسلاح الجو، قوله أمام مؤتمر نُظِّم في تل أبيب، إنه في الوقت الذي تحاول فيه إنجاز مهمة "تنظيف" المنطقة من "حزب الله"، فإن الحزب سيواصل في هذه الأثناء إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.

وحسب تقديرات أيشل، ستتمكن إسرائيل، في أحسن الأحوال، من تحييد 80% من الصواريخ التي بحوزة "حزب الله"، والتي يقدَّر عددها بـ150 ألف صاروخ، عبر القصف، وهذا يعني أن "هناك احتمالاً لأن يسقط 30 ألف صاروخ في العمق الإسرائيلي".

ولفت إلى أن سقوط هذا العدد الكبير من الصواريخ في العمق الإسرائيلي سيخلّف أضراراً اقتصادية ومادية وبشرية كبيرة مقارنة بحجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في الحروب السابقة.

أيشل: إسرائيل ستتمكن، في أحسن الأحوال، من تحييد 80% من الصواريخ التي بحوزة "حزب الله"، والتي يقدر عددها بـ150 ألف صاروخ، عبر القصف، وهذا يعني أن "هناك احتمالا بأن يسقط 30 ألف صاروخ في العمق الإسرائيلي"

وهدد أيشل بأنه في الوقت الذي يقوم فيه "حزب الله" بإطلاق الصواريخ، ستقصف إسرائيل المناطق المدنية اللبنانية التي زعم أن الحزب يحتفظ بترسانته الصاروخية فيها.

واستدرك المسؤول الإسرائيلي بأنه على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اتهم "حزب الله" بتخزين السلاح في مناطق سكنية لبنانية، إلا إن إسرائيل ستجد صعوبة كبيرة في تجنيد شرعية دولية لاستهداف هذه المناطق.

وأوضح أن تجاوز هذا التحدي يلزم إسرائيل بإحداث جملة من التغييرات الكبيرة على الطريقة التي تمارس بها القتال خلال الحرب المقبلة.

ومن بين التغييرات التي يجب على إسرائيل تبنيها، كما يرى أيشل، إدراكها أنها ستكون عاجزة عن حسم المعركة نهائياً في المواجهة المقبلة، وأن هناك حدوداً لما يمكن أن تحققه القوة العسكرية.

وأوضح أن القناعة بعدم القدرة على حسم المواجهة عسكرياً بنحو نهائي "لا تعني أن هناك تحولات سلبية على قدرات إسرائيل العسكرية، إلى جانب أن هذا لا يعني أن إسرائيل لن توجّه ضربات قوية"، معتبراً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيظل قادراً على توجيه ضربات "قوية جداً".

وشدد على أن "إسرائيل لن تمارس أسلوب الحرب القديم المتمثل بتعقب عناصر "حزب الله" في الأماكن التي يختبئون فيها، بل ستعمل بشكل خاص على استهداف البنى التحتية التابعة للحزب والدولة اللبنانية".

وحسب المسؤول الإسرائيلي، يتخوف "حزب الله" من اضطراره إلى إمضاء وقت طويل في إعادة تشييد بناه التحتية نتاج القصف الإسرائيلي أكثر من خوفه من اضطراره إلى خوض حرب عصابات مصحوبة بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على العمق الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن أيشل شدد على أهمية تقصير أمد المواجهة القادمة مع "حزب الله"، إلا أنه شدد، في المقابل، على ضرورة تأمين الجبهة الداخلية المدنية في مواجهة الهجمات الصاروخية.

وأبرز أهمية دور الدبلوماسية في تحسين قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في المواجهة القادمة مع الحزب، مشدداً على ضرورة التعاون مع القوى العالمية المؤثرة قبل بدء هذه المواجهة، على اعتبار أن علاقات إسرائيل مع هذه القوى "يمكن أن تساعد في دفع "حزب الله" إلى الموافقة على وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن".

وضمن العوامل الأخرى التي يمكن أن تساهم في تحسين قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في الحرب المقبلة مع الحزب، لفت أيشل إلى أهمية استخدام الأسلحة والمنظومات القتالية ذاتية الحركة (الروبوتات).

المساهمون