مسؤول أميركي: صواريخ "آرو" الإسرائيلية الاعتراضية على وشك النفاد
استمع إلى الملخص
- تعزيز الدفاعات والتخطيط العسكري: الولايات المتحدة كانت على علم بمشكلات الدفاع الإسرائيلية، مما دفعها لتعزيز الدفاعات بأنظمة متعددة، مع تخطيط الجيش الإسرائيلي للحرب ضد إيران منذ أكتوبر الماضي.
- استراتيجية الدفاع والهجوم: تعتمد إسرائيل على اعتراض الصواريخ وضرب مواقع الإنتاج في إيران، مؤكدة قدرتها على استهداف الصواريخ الإيرانية، وأسقطت سفينة صواريخ إسرائيلية ثماني طائرات إيرانية غير مأهولة.
مخاوف بشأن قدرة إسرائيل على اعتراض الصواريخ الإيرانية
أكد المسؤول أن مخزون واشنطن من الصواريخ الاعتراضية مهدد بالنفاذ
الجيش الإسرائيلي: لا يمكننا التعليق على الأمور المتعلقة بالذخائر
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الأربعاء، عن مسؤول أميركي قوله إن مخزون إسرائيل من صواريخ منظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية "آرو" بدأ ينفد، وهو ما يثير المخاوف بشأن قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية طويلة المدى القادمة من إيران إذا لم يتم حل الصراع قريبًا، في حين نفى مسؤولون إسرائيليون صحة ما أوردته الصحيفة الأميركية .
وبحسب ما أفاد المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، فإن الولايات المتحدة كانت على علم بمشكلات قدرات إسرائيل منذ أشهر، ما دفعها إلى تعزيز الدفاعات الإسرائيلية بأنظمة على الأرض وفي البحر والجو ضد الهجمات التي ستتعرض لها، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أرسلت أنظمة دفاعية إلى إسرائيل منذ بدء هجماتها على إيران فجر الجمعة الفائت. وأكد المسؤول أن الصواريخ الاعتراضية الموجودة في المخزون الأميركي معرضة أيضاً لخطر النفاد.
ونقلت الصحيفة عن توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله: "لا يمكن للولايات المتحدة ولا الإسرائيليين الاستمرار في الجلوس واعتراض الصواريخ طوال اليوم"، مضيفاً أن الإسرائيليين وحلفاءهم "في حاجة إلى التحرك بكل سرعة للقيام بكل ما يلزم القيام به، لأننا لا نستطيع أن نجلس ونلعب لعبة إطلاق النار"، على حد وصفه.
ولم تستجب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي الشركة التي تصنع صواريخ "آرو" الاعتراضية، لطلبات التعليق.
مسؤولون إسرائيليون: "غير صحيح ولا يقترب من الواقع"
من جهتها، نفت إسرائيل بشكل قاطع ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. ونقلت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الأربعاء، قول مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم إن "هذا غير صحيح ولا يقترب حتى من الواقع".
كما أشارت "معاريف" إلى تقديرات مسؤول، نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية، من دون تسميته، بأن إسرائيل ستكون قادرة على حماية نفسها من الهجمات الصاروخية الإيرانية لمدة تراوح بين 10 إلى 12 يوماً من دون دعم من الولايات المتحدة. وبحسب المسؤول ذاته، فإنه بحلول نهاية الأسبوع، قد تتمكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية من اعتراض عدد أقل من الصواريخ بسبب الحاجة إلى الاقتصاد بالذخيرة الدفاعية، بحيث "سيتعين عليهم (في إسرائيل) اختيار ما يريدون اعتراضه"، مضيفاً أن "المنظومة فعلاً مثقلة.
في السياق، أشارت ذات الصحيفة العبرية، إلى تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى أمس، بأن جيش الاحتلال خطط للحرب ضد إيران منذ عدة أشهر، وأن التخطيط التفصيلي بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما كان الجيش الإسرائيلي يشن عدواناً على لبنان، في إطار ما أطلق عليه اسم عملية "سهام الشمال"، لحسم المواجهة مع حزب الله، بموازاة حرب الإبادة على قطاع غزة.
واستناداً إلى الخطط التي تم وضعها، أدار الجيش الإسرائيلي سياسة اقتصاد في الذخائر الهجومية والدفاعية. كما أن التصوّر الذي استعدت له إسرائيل بشأن عواقب العدوان على إيران كان أكثر خطورة بكثير مما تواجهه حالياً، في الأيام الستة الأولى من القتال. وعلى سبيل المثال، وفقًا للسيناريو الأصلي، كان من المتوقع أن تتعرض إسرائيل في الأيام الأولى للحرب لمئات الصواريخ التي تستهدف الجبهة الداخلية يومياً. لكن في الواقع، لم يتجاوز العدد في اليوم الأول مئة صاروخ، وفي الأيام التالية انخفض العدد إلى بضع عشرات فقط يومياً.
ويؤكدون في سلاح الجو الإسرائيلي، أن خطة الدفاع الإسرائيلية لا تعتمد فقط على اعتراض الصواريخ، بل تشمل أيضاً القدرة على ضرب مواقع الإنتاج، والمستودعات، ومراكز ومنصات إطلاق الصواريخ على الأراضي الإيرانية. ويقول مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، لم تسمّهم الصحيفة العبرية: "تمتلك إيران آلاف صواريخ الأرض - أرض، ولا أحد يتوقع أو يعتقد أنه يجب اعتراضها جميعاً في الجو. لدينا القدرة على استهداف جزء منها على الأرض، وهذا ما سنفعله". وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن التقارير التي نشرتها وسائل إعلام مختلفة في الولايات المتحدة لا أساس لها من الصحة.
ومنذ فجر الجمعة الفائت، تشن إسرائيل بدعم أميركي عدواناً على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.
ومنذ أول هجوم إيراني على إسرائيل في إبريل/ نيسان 2024 وحتى الهجوم الأخير، تستخدم الأخيرة دروعاً دفاعية متعددة الطبقات لصد الهجمات الإيرانية. وتتضمن مجموعتها الدفاعية منظومة القبة الحديدية قصيرة المدى، ومنظومة الصواريخ آرو-2، وآرو-3 بعيدة المدى، وغيرها. وتعزز إسرائيل دفاعاتها الجوية منذ تعرضها لنيران صواريخ سكود العراقية في حرب الخليج عام 1991.
وفي ظل التصعيد الأخير بين الجانبين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين الفائت، أن سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحر أسقطت ثماني طائرات غير مأهولة أطلقت من إيران، باستخدام منظومة "باراك ماغين" والصاروخ الاعتراضي "لارد"، للمرة الأولى على الإطلاق. ونفذت عمليات الاعتراض سفينة حربية من سلسلة ساعر 6، التي أُعدت في مهمّتها الأصلية لحماية منصات الغاز وممرات الشحن.