حذّر مسؤول أمني إسرائيلي كبير من أن جيش الاحتلال سيفقد جاهزيته العسكرية لخوض غمار حرب في غضون شهر، بسبب رفض ضباط وجنود في قوات الاحتياط أداء الخدمة العسكرية احتجاجاً على التعديلات القضائية.
ونقلت قناة "12" الإسرائيلية، أمس الخميس، تحذير المسؤول الذي وصفته بـ"الصرخة الحقيقية والتحذير الأكثر قوة الذي صدر حتى الآن".
وأضاف المسؤول نفسه: "الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للحكم على مدى جهوزية الجيش، إذ إنّه في الوقت الحالي هناك تفاوت في مدى عدم التزام الضباط والجنود بالخدمة العسكرية في الوحدات المختلفة"، مرجحاً أن يواجه جيش الاحتلال بعد شهر مشكلة عدم جاهزية، وتحديداً جاهزية سلاح الجو.
ونبه إلى أنه "في حال تواصلت الأمور على هذا النحو، فإن جهود الجيش الرئيسة ستنصب على فعل كل شيء من أجل منع فقدان الجيش جاهزيته العسكرية".
وأشارت القناة إلى أن هذا الواقع هو الذي دفع وزير الأمن يوآف غالانت للتوجه هذا الأسبوع إلى الحدود الشمالية لإيصال رسالة تحذير إلى "حزب الله" اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله من مغبة محاولة استغلال الأوضاع الداخلية في إسرائيل.
ولفتت القناة إلى أن غالانت أرسل أيضاً خلال هذه الزيارة رسالة تحذير أخرى إلى الداخل الإسرائيلي، وتحديداً إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للفت انتباهه إلى أن مواصلة تمرير التعديلات القضائية باتت تمس بكفاءة الجيش.
وذكّرت بأن نتنياهو تبنّى توجهات غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، إذ إنه بات يعمل على احتواء الموقف ومحاولة توفير بيئة تسمح بتنفيس الغضب الذي يشعر به ضباط وجنود الاحتياط، الذين توقفوا عن أداء الخدمة العسكرية احتجاجاً على التعديلات القضائية، من أجل إقناعهم بالعودة إلى قواعدهم.
وأوضحت القناة نفسها أن الواقع يدلل على أن توجهات نتنياهو لم تنجح في إقناع ضباط وجنود الاحتياط بالعدول عن قرارهم التوقف عن أداء الخدمة العسكرية، مشيرة إلى أنها نشرت هذا التحذير على لسان المسؤول العسكري بعد أن سمحت بذلك الرقابة العسكرية.
في غضون ذلك، حذر قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار من أن الضرر في جاهزية وكفاءة الذراع الجوية يتعمق بفعل رفض المزيد من الضباط مواصلة الخدمة العسكرية.
ونقلت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية عن بار قوله، مساء السبت، خلال لقاء جمعه بطيارين في الاحتياط، إنه "على الرغم من أن الضرر الذي لحق بكفاءة السلاح محدود حتى الآن، إلا أنه آخذ بالاتساع".
وحسب القناة، فقد أشار بار إلى أن الأضرار التي لحقت بكفاءة سلاح الجو "جدية"، على اعتبار أن عددا كبيرا من كبار ضباط الاحتياط في السلاح الذين يتولون الإشراف على تدريب الطيارين الجدد لم يعودوا ملتزمين بأداء الخدمة العسكرية، ما أثر على عمل مدرسة الطيران التابعة للسلاح.
من ناحيتها، أشارت كرميلا منشه، المعلقة العسكرية للقناة، إلى أن تراجع كفاءة الأذرع العسكرية التابعة لجيش الاحتلال "لا تنحصر في سلاح الجو، بل تعدته إلى سلاح البحرية وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)". وأضافت أن رئيس هيئة أركان الجيش وأعضاءها يشعرون بقلق كبير إزاء تواصل تراجع كفاءة الجيش وجهوزيته لخوض الحرب.