مسؤول أممي يصف سورية الجديدة بـ"المليئة بالأمل" مع انتهاء مهامه
استمع إلى الملخص
- أشار كاردن إلى إلغاء منصبه ضمن جهود الأمم المتحدة الانتقالية، مؤكداً على ضرورة تبسيط تنسيق الاستجابة الإنسانية في سورية، مع استمرار الحاجة إلى دعم سبل العيش رغم تراجع القتال.
- أكد كاردن أن أكثر من 16 مليون سوري بحاجة للمساعدة، مع نقص حاد في التمويل، مما أدى لتعليق خدمات أساسية، مشيراً إلى أن المجتمع الإنساني جمع 179 مليون دولار فقط من ملياري دولار مطلوبة.
أعرب ديفيد كاردن، نائب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي بالأمم المتحدة في سورية، أمس الاثنين، عن أمله في أن تكون "المرحلة الإنسانية في سورية أقصر ما يمكن"، مشيراً إلى ضرورة المضي قدماً نحو التعافي وإعادة الإعمار، وأكد على أهمية تخفيف العقوبات في هذا السياق. وفي حديثه لصحافيين في نيويورك من مدينة غازي عنتاب التركية، عبّر كاردن عن تفاؤله بانخفاض مستويات الصراع في سورية، وقال: "إذا استمر هذا المسار الإيجابي، ستتاح للناس فرصة العيش في سلام"، مشدداً على أن السوريين "لا يريدون إغاثة مؤقتة، بل فرصاً لكسب لقمة العيش وإعادة بناء حياتهم بكرامة".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن منصبه سيُلغى رسمياً ابتداءً من اليوم الثلاثاء، ضمن جهود الأمم المتحدة الانتقالية في ما وصفه بـ"سورية الجديدة"، سعياً لتبسيط تنسيق الاستجابة بقيادة المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في دمشق بحلول نهاية يونيو/حزيران القادم. وقال كاردن: "مع انتهاء مهامي، آمل أن يعكس هذا أيضا مساراً جاداً نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً. فالأشخاص الأكثر ضعفاً بسورية لا يستحقون أقل من ذلك، وأتمنى لهم كل التوفيق".
وأوضح المسؤول الأممي أن الآلية الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى سورية نشأت بدافع الضرورة في ظل الانقسامات السياسية العميقة لضمان وصول المساعدات إلى السوريين الأكثر ضعفاً، مشيراً إلى أن العمل تجاوز مجرد إيصال المواد الإغاثية، ليشمل دعم سبل العيش في مواجهة القصف والغارات الجوية المستمرة. وأضاف أن الوضع في سورية تغيّر الآن "حيث توجد سورية جديدة، مليئة بالأمل والفرص"، لكنه حذّر من أن "الأزمة لم تنتهِ بعد"، رغم تراجع القتال في العديد من المناطق.
وبيّن كاردن أن أكثر من 16 مليون شخص في سورية بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، أي ما يعادل سبعة من كل عشرة سوريين، غالبيتهم من النساء والأطفال. وأوضح أنه رغم زيادة تدريجية في عمليات العودة، تبقى في سورية واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، مع وجود سبعة ملايين نازح داخلياً، وأعرب عن قلقه العميق حيال النقص الحاد في التمويل، موضحاً أن هذا أدى بالفعل إلى تعليق خدمات أساسية، مثل المياه والصرف الصحي في المخيمات، والملاجئ الآمنة للنساء والفتيات، وغيرها من الأنشطة الإنسانية.
وذكر كاردن أن المجتمع الإنساني تمكّن حتى الآن من تأمين 179 مليون دولار فقط، وهو ما يمثل أقل من 9% من ملياري دولار تُعد ضرورية لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً حتى نهاية يونيو/حزيران من هذا العام.