مسؤولون كبار في جيش الاحتلال ضد زامير: لا أهداف واضحة ويعرّض المحتجزين في غزة للخطر

16 ابريل 2025
رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير (وسط) عند حائط البراق في القدس، 5 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات بسبب العملية العسكرية في غزة، حيث يشكك مسؤولون في تصريحات رئيس الأركان التي تدعي عدم تعريض المحتجزين للخطر، مما يثير الشكوك حول الأهداف الحقيقية للعملية.
- تتعلق التوترات الإسرائيلية بخطط محتملة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حيث قد يوجه نتنياهو الجيش لتعميق العمليات في غزة في ظل عدم تحقيق إنجازات دبلوماسية.
- تواجه العمليات في غزة تحديات بسبب عدم وضوح الأهداف وقلة المعلومات الاستخبارية، مما يعرض حياة المحتجزين للخطر ويثير تساؤلات حول فعالية الجيش.

الحرب على غزة "لا تشمل أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق"

وجه المسؤولون انتقادات شديدة لرئيس الأركان

وصف المسؤولون وزير الأمن بأنه بوق لنتنياهو

يعتقد مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن "هناك خطأً ما" بشأن حرب الإبادة على قطاع غزة "وليس لدينا فكرة إلى أين تتجه"، منتقدين بشدة في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، التي توحي بأن العملية العسكرية في غزة لا تعرّض المحتجزين الإسرائيليين في القطاع للخطر، وأن هناك فرصة لتحقيق الهدف الذي يزعم جيش الاحتلال أنه من أجله انتهك وقف إطلاق النار وتوغل في غزة مجدداً، وهو استعادة جميع المحتجزين.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين، دون أن تسميه، قوله: "بالنسبة إلى وزير الأمن (يسرائيل كاتس)، فهو مجرد تابع وبوق لـ(رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو، ولا يوجد توقّعات أخرى منه. لكن أن يضع رئيس الأركان ثقله وراء هذه التصريحات، ويدّعي أن الجميع في المؤسسة الأمنية والجيش يدعمون هذه العملية ويعتقدون أنها الخيار الصحيح، هذه تصريحات غريبة جداً، وتعزز الشكوك في أن رئيس الأركان يدعم الحكومة على حساب الاعتبارات العسكرية النزيهة".

ضربة لإيران أو تعميق العدوان على غزة

ولفتت الصحيفة إلى موضوع آخر متعلّق "بمكان بعيد" عن قطاع غزة، "لكنه مرتبط بشدة بما سيحدث هنا وما سيحدث للمختطفين (المحتجزين): تخطيط إسرائيلي لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية". وقالت مصادر مقرّبة من نتنياهو إنه لدى زيارته المجر، أراد التحدّث إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية، وأن يطلب تخفيضات له ولرئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، أحد أصدقائه المقربين، الذي كان يجلس بجانبه. إلا أن ترامب، وفق هذه الرواية، التي أوردتها الصحيفة العبرية، قال لنتنياهو إن الرسوم الجمركية ليست موضوعاً يمكن مناقشته عبر الهاتف، وإن عليه الحضور شخصياً. وفي جميع الحالات، فإن الاجتماع "المهين" الذي عُقد في البيت الأبيض مع نتنياهو، ودخول الولايات المتحدة في حوار مع إيران، والذي يؤجل -على الأقل لبضعة أشهر- أي فكرة لهجوم إسرائيلي على طهران، قد يدفع نتنياهو، وفق "يديعوت"، إلى إصدار تعليمات بتعميق العمليات العسكرية في غزة. وبحسب هذا التحليل، يبقى نتنياهو في الوقت الراهن، دون هجوم على إيران ودون اتفاق سلام مع السعودية، "وهما الإنجازان اللذان كان ينوي استخدامهما في الانتخابات المقبلة"، وفقاً لأحد مصادر الصحيفة.

ويقول المصدر: "حُرم نتنياهو الإنجازين اللذين كان يفكر فيهما، وربما من وجهة نظره، هذا يترك له فقط خيار احتلال غزة وتدمير حماس، وليذهب الأسرى إلى الجحيم. الجيش الإسرائيلي يعمل وفقاً لساعة الحرب أيضاً. إذا كان، على سبيل المثال، في منتصف التحضيرات للهجوم على إيران وأُلغيَت، أو خُفضَت وتيرتها، فقد يرغب الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية أكبر في غزة".

وحتى دون أي علاقة للتغييرات التي قد تجلبها السياسة الجديدة لترامب، يرى مسؤولون كبار في جيش الاحتلال، ومجتمع الاستخبارات، ووحدة منسّق شؤون المحتجزين والمفقودين، أن الحرب على غزة لا تشمل أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق، وتعرّض المحتجزين لخطر شديد، وتستمر في تعزيز الأسباب التي تجعل الحرب مستمرة منذ عام ونصف. وتشير الصحيفة إلى قضيتين حساستين ومثيرتين للجدل، حددهما جيش الاحتلال منذ بداية الاجتياح البري في أكتوبر/تشرين الأول 2023، هما "منطقة إطلاق نار محمية" و"الأسرى والمفقودون".

وبموجبهما، بدأ الجيش الإسرائيلي بتحديد مناطق في غزة، التي وفقاً للمعلومات الاستخبارية التي جُمعَت بواسطة شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك)، يُشتبه في وجود محتجزين فيها. رُسمَت هذه المناطق بعناية ودقة، وأضيفت إليها معلومات أخرى، أُدخلت جميعها في أنظمة العمليات والخرائط الرقمية لجيش الاحتلال. وكان محظوراً على سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ أي غارات جوية، في المناطق المحددة، كذلك كان محظوراً على القوات البرية الاقتراب منها. ورغم ذلك، بقيت دقة وشمولية المعلومات الاستخبارية التي كانت لدى جيش الاحتلال محدودتين، في ظل وجود عدد كبير من المحتجزين وفي أماكن مختلفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن 41 محتجزاً وصلوا إلى غزة أحياءً، ولكن ماتوا لاحقاً في ظروف مختلفة: "بعضهم قُتل على يد حماس (وفق الادعاء الإسرائيلي)، وبعضهم مات في غارات جوية نفّذها الجيش الإسرائيلي على أماكن وجود المختطفين، لكنها لم تكن محددة، وآخرون كانوا قريبين من مواقع عمليات عسكرية حصلت على موافقة، ومع ذلك لقوا مصرعهم". وعليه، ترى مصادر الصحيفة أنه "لا يمكن ضمان أي عملية إسرائيلية في غزة، أياً كانت، بأنها لن تشكّل خطراً"، على المحتجزين.

ويقول أحد المسؤولين الإسرائيليين: "في النهاية، دخل الجيش الإسرائيلي إلى غزة لمحاربة حماس. أنا متأكد من أنه لم يحدث قَطّ أن الجيش كان يعلم بوجود مختطف في مكان معيّن وقصفه رغم معرفته بذلك. ولكن كانت هناك فجوات كثيرة في المعلومات الاستخبارية وحالة من عدم اليقين، وأحياناً كان علينا اتخاذ قرارات بالرغم من هذا الوضع، لأنه لو لم نتخذ القرارات، لما تحركنا إلى أي مكان في غزة. هكذا يكون الأمر عندما تحاول تحقيق هدفين متناقضين: إنقاذ حياة بعض الأشخاص من جهة (أي المحتجزين)، وإنهاء حياة أشخاص آخرين (أي المقاومة) من جهة أخرى. لا أحد، في أي جهاز أو وكالة أو وحدة أمنية تعاملت مع هذا الموضوع... كان يمكن أن يقول ما قاله رئيس الأركان، بأن العمليات العسكرية المتزايدة في غزة لا تعرّض المختطفين للخطر على الإطلاق. وزير الأمن يقول هذا، ويمكن فهم أنه يحاول إرضاء من هم فوقه. لكن أن يقول رئيس الأركان شيئاً كهذا، وأن يجرّ معه نيتسان ألون (المسؤول عن ملف المحتجزين) إلى هذا الرهان الخطير، بينما يعلم، ويجب أن يعلم، أن ذلك غير صحيح".

المساهمون