مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يستعد لاستئناف الحرب في غزة بعد الصفقة المتوقعة
استمع إلى الملخص
- تُجرى المفاوضات في سردينيا بمشاركة قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، حيث يعتقد بعض المسؤولين أن الفجوات ليست كبيرة، لكن القرارات الحاسمة لم تُتخذ بعد، ونتنياهو يسعى لصفقة جزئية دون حل دائم.
- من المتوقع إنهاء عملية "عربات جدعون" قريباً بعد مقتل 41 جندياً إسرائيلياً، مع استمرار نشاط المقاومة، وتكليف الجيش بقطع الصلة بين حماس والمساعدات الإنسانية لغزة.
في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، وسط تهديد ووعيد من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باحتلال القطاع بعد انقلابه على مفاوضات الصفقة واتهامه حماس بإفشالها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بتفاؤل مسؤولين إسرائيليين كبار، مطّلعين على المفاوضات، ومسؤول رفيع من إحدى الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، لم تسمّهم، إزاء احتمال التوصّل إلى صفقة جزئية وفقاً لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، خلال وقت قريب نسبياً.
ويعزو المسؤولون ذلك إلى الضغط الذي يمارسه الوسطاء على حماس وإسرائيل. ولا تزال الدول الوسيطة وبعض كبار المسؤولين الإسرائيليين يؤمنون بوجود فرصة معقولة لإتمام صفقة محدودة تشمل إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء و15 من الموتى.
وتُجرى بعض الاتصالات المتعلّقة بالصفقة في جزيرة سردينيا، حيث عُقدت سلسلة من الاجتماعات خلال الأسابيع الماضية بين مسؤولين من قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، وفقاً للصحيفة، ولا تزال مستمرة بين أطراف رفيعة المستوى من جميع الجهات.
وادّعى مسؤول إسرائيلي مطّلع على سير المفاوضات، لم تسمه الصحيفة، أن "ردّ حماس لم يكن جيداً، لكن الفجوات ليست كبيرة، والمسألة هي فقط مسألة قرارات". كما زعم محاولاً تبرير إعادة الوفد الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام، أن "بيبي (بنيامين نتنياهو) يريد صفقة، ولا توجد خطة بديلة، لكنه لا يستطيع إبقاء وفد رفيع هناك لمدة أسبوعين بلا أي تقدّم بينما حماس لا تُظهر مرونة حقيقية. لذا أظهروا بعض الحزم وأعادوا الوفد".
وأضاف أن "المفاوضات لا تنهار حقاً، لأن الطرفين في النهاية يريدان الاتفاق. الأمر يتوقف على قرار يمكن اتخاذه وتنفيذه، لكن في هذه الأثناء، تمر الأيام في ما يعاني المختطفون (المحتجزون الإسرائيليون في غزة) ويواجهون خطراً مستمراً".
ومع ذلك، يعتقد المسؤول ذاته، وكذلك مسؤول آخر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مطّلع على التفاصيل، أن نتنياهو لا يعتزم إنهاء الحرب. ويوضح أحدهما أن تصرفات نتنياهو تُفضي إلى استنتاج واحد ممكن فقط: "لا يوجد أي احتمال بأنه ينوي إنهاء الحرب. ويجب أيضاً أن نسأل الأميركيين لماذا يوافقون مجدداً على صفقة جزئية بعدما رأوا نتائج ذلك سابقاً. فوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً من المفترض أن يتحوّل إلى دائم، فلماذا لا نبدأ به باعتباره حلاً دائماً مباشرة؟".
وأضاف المسؤول: "القصة كلها أنه (أي نتنياهو) يصرّ على صفقة جزئية لأنه لا يريد إنهاء الحرب. لذلك يحاول انتزاع ما يمكنه الآن من هذه الصفقة. لو كان يريد إنهاء الأمور بالكامل، لكان الأمر أسهل. لم يكن علينا أن نخلق مشكلة حول 800 أو 900 متر وأمور من هذا النوع".
وقال مسؤول رفيع آخر في المؤسسة الأمنية إن "نتنياهو يقوم بكل الخطوات التي تعني العودة للقتال فوراً بعد ذلك (أي بعد الصفقة)، ربما ليس قتالاً مكثّفاً، ولكن مشابهاً لما نراه اليوم"، وأوضح أن نتنياهو، بحسب تقديره وتقدير مصادر أخرى في المؤسسة الأمنية، "سيبحث عن ذريعة لاتهام حماس بخرق وقف إطلاق النار في مكان ما كي يقوم هو بخرقه أيضاً، دون التوصل إلى اتفاق نهائي".
إنهاء "عربات جدعون"
في سياق متصل، أفادت الصحيفة ذاتها بأنه من المتوقع إنهاء عملية "عربات جدعون" في هذه الأيام، ما لم يتم تمديدها لأسباب غير عملياتية، كالرغبة في انتظار رد حركة حماس على مقترح الصفقة. وقُتل منذ بداية العملية 41 جندياً وضابطاً. مع هذا يعتقد ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، لم تسمّه الصحيفة، أن "لا أحد (من الجنود) سقط عبثاً في هذه العملية"، زاعماً تسجيل "إنجازات لم تتحقق منذ اندلاع الحرب، فقد تم القضاء على ثلاثة ألوية رئيسية تابعة لحماس في رفح، وخانيونس، وشمال قطاع غزة"، وأنه رغم بقاء عناصر من المقاومة، "ينشطون باستخدام أساليب قتالية شبيهة بحرب العصابات، فإن البُنى العسكرية النظامية التابعة لحماس تم تفكيكها بالكامل".
وتلقّى جيش الاحتلال مهمة إضافية، وفقاً للصحيفة، "تتمثل في قطع الصلة بين حركة حماس والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، وهي مهمة بالغة التعقيد".