مركبات عسكرية إسرائيلية تصدم عمداً حافلة حجاج فلسطينيين في جنين
استمع إلى الملخص
- أكد محافظ جنين أن الحادثة جزء من مضايقات متعمدة من قبل قوات الاحتلال، مشيراً إلى اقتحامات متكررة في محيط جنين، وتمكن الحجاج من الوصول إلى وجهتهم.
- تتزامن الحادثة مع تصعيد عسكري إسرائيلي في شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات وارتفاع عدد الشهداء وتدمير البنية التحتية.
اصطدمت مركبات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، بشكل متعمد بحافلة تقل حجاجاً فلسطينيين أثناء استعدادهم للمغادرة من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، لأداء مناسك الحج، دون تسجيل إصابات. وقال محافظ جنين كمال أبو الرب في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، "إن آليتين عسكريتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي صدمتا بشكل متعمد، فجر اليوم السبت، إحدى الحافلات التي كانت تقل حجاجاً أثناء استعدادهم للسفر لأداء مناسك الحج، وذلك أمام مقر المحافظة في مدينة جنين".
وأوضح أبو الرب أن الحادثة وقعت نحو الساعة 3:30 فجراً، أثناء استعداد الحجاج للمغادرة، حيث كانت هناك حافلتان: الأولى كبيرة وتقل نحو 50 راكباً وقد تحركت، بينما كانت الثانية أصغر حجماً وتقل 25 راكباً على وشك التحرك. وأشار إلى أن مركبة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال اصطدمت عمداً بشكل طفيف بالحافلة الصغيرة دون أن تُحدث أضراراً، إلا أن مركبة عسكرية أخرى من نوع "النمر" عادت واصطدمت بالحافلة ذاتها بشكل متعمد، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فيها، وإثارة الخوف بين صفوف الحجاج، خصوصاً أن الحجاج من كبار السن والنساء، دون وقوع إصابات.
#شاهد | مركبات عسكرية إسرائيلية تصدم عمداً حافلة حجاج في #جنين pic.twitter.com/1O9CvQHPr9
— العربي الجديد (@alaraby_ar) May 31, 2025
وقال محافظ جنين: "قمنا بإحضار حافلة بديلة، وجرى نقل الحجاج إليها، وانطلقوا حتى وصلوا إلى مدينة الحجاج في أريحا نحو الساعة 6:30 صباحاً، وهم الآن موجودون على معبر الكرامة تمهيداً للسفر إلى الأردن ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج". وأكد أبو الرب أن "الاحتلال لم يقتحم مدينة جنين الليلة الماضية، لكنه موجود بشكل متواصل منذ نحو أربعة أشهر في مخيم جنين ومحيطه، وتقوم دورياته باقتحام المدينة من حين لآخر".
وبشأن حادثة صدم الحافلة، شدد على أن "اقتحام الاحتلال لمحيط مقر المحافظة ومدينة جنين كان متعمداً، والصدم تم مرتين بشكل متعمد، وهناك فيديوهات توثق ذلك"، واصفاً ما جرى بأنه مضايقة للحجاج وتنغيص متعمد، خاصة أن من بينهم ذوي شهداء وأسرى وجرحى. وقال أبو الرب: "نحن نستنكر هذا العمل العدواني بحق حجاجنا الآمنين الذين تم صدم حافلتهم بشكل متعمد من أجل ثنيهم عن السفر والتضييق عليهم في أداء مناسك الحج وتخويفهم، لكن بالإصرار كنا جاهزين وتواصلنا مع شركة الحافلات التي أمنت لنا حافلة أخرى، وتم نقل الحجاج وعددهم 77 إلى مدينة الحجاج في أريحا". وأشار أبو الرب إلى أن قوات الاحتلال بالتزامن كانت تنفذ اقتحاما فجر اليوم، في قرية دير أبو ضعيف شرق جنين، وبلدة السيلة الحارثية غرب جنين، تخللهما تنفيذ اعتقالات.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم جنين لليوم 131 على التوالي، فيما كانت نفذت اقتحامات في بلدات ومخيمات بمحافظتي جنين وطوباس واستمرت لعدة أيام، بينما تواصل عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم 125 على التوالي، وكذلك مخيم نور شمس لليوم 112 على التوالي. وأجبر التصعيد العسكري الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية عشرات الآلاف من العائلات على النزوح من المخيمات، وسط عمليات تدمير واسعة للمنازل والبنية التحتية، إضافة لهدم عدد كبير من المنازل.
ومنذ بدء الاحتلال لعملية "السور الحديدي" في جنين يوم 21 شهر يناير / كانون الثاني الماضي، والتي توسعت لاحقاً إلى مدن ومخيمات أخرى، وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ بدء ذلك العدوان إلى نحو مائة شهيد في الضفة الغربية، بالإضافة إلى عشرات الإصابات ومئات المعتقلين، علاوة على هدم وتدمير وتضرر آلاف المباني والمنازل، ولا توجد احصائيات دقيقة حتى الآن.