مرشحة مصرية تهاجم الأمن الوطني: "مثال مشرف للإرهاب"
هاجمت المرشحة المصرية المستقلة في انتخابات مجلس النواب عن مقعد دائرة مدينة نصر بالقاهرة سمر فرج فودة، اليوم الثلاثاء، جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، معتبرة إياه "مثالاً مشرفاً على إرهاب المصريين، وليس لمكافحة الإرهاب".
ويأتي ذلك على خلفية تدخل الجهاز في إدارة العملية الانتخابية لصالح منافسها المرشح عن حزب "مستقبل وطن"، رئيس مجلس إدارة نادي "هليوبوليس" الرياضي، رجل الأعمال المعروف عمرو السنباطي.
وقالت سمر، وهي ابنة الكاتب المصري الذي اغتيل في تسعينيات القرن الماضي فرج فودة، في تدوينة نشرتها عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، قبل ساعات قليلة من غلق باب التصويت اليوم الثلاثاء: "يا شعب مصر العظيم... لو كانوا متأكدين من فوزهم في الانتخابات، ما كانوا فعلوا كل هذا... ولم يكونوا ليصرفوا هذه الملايين من الجنيهات من أجل نجاحهم".
وأضافت: "لو كانوا ضامنين لأصواتكم، وليسوا خائفين منها، ما كان هذا كله حدث... هم مرعوبون من أصواتكم، لأنها أصوات الحق... أصوات حرة ضد الفساد، وتحب مصر... أنتم الأقوى في القدرة على تحريك كل الدفوف، وإرادتكم فوق الجميع، وصوتكم مسموع... التصويت سينتهي في التاسعة مساءً، فاتركوا كل شيء، وقولوا كلمتكم... ده مش نجاح لي فقط، وإنما نجاح لكم أيضاً".
وأضافت في تدوينة أخرى: "هناك أربعة من المؤيدين لي اعتقلوا، لأن عمرو السنباطي كان في قسم مدينة نصر ثان أمس، ومعه مجموعة أشخاص من عزبة الهجانة (منطقة عشوائية)، ولفقوا لهم تهم السب والقذف... وهم: أحمد حازم حسن البالغ من العمر 20 عاماً، ومحمود الفخراني الذي يعاني من أزمة سكر، ولم يأخذ دواء الأنسولين الخاص به، وذنبه في رقبة المسؤولين عن القبض عليه، وباهر البباوي (صديق)، ومراد الزناتي".
وتابعت: "هم يضغطون عليهم في قسم الشرطة للادعاء بأنني من حرضتهم، وعرضوا على نيابة مدينة نصر في الصباح الباكر"، مستطردة "الناس دي متبهدلة هناك، وفي واحد منهم تعرض لأزمة سكر، ومش هايسيبوهم غير لما يقولوا كده، وبيمارسوا معهم أسوأ ممارسات... شكراً وزارة الداخلية المرحبة بعمرو السنباطي للعمل ضدي"، على حد تعبيرها.
وزادت بقولها: "من فضلكم ابعتوا لي رقم محام للمساعدة، لأن المحامي الخاص بي تعرض للتهديد، ولم يظهر منذ الأمس... أريد محامين شرفاء يقفون مع الحق، لأن الدفاع عن هؤلاء الناس شرف لكم، وفخر لمصر"، خاتمة: "أقول لرئيس وزراء مصر مايصحش يا أفندم اللي بيحصل من وزارة الداخلية في عهدك... وجهاز الأمن الوطني هو مثال مشرف لإرهاب الناس، وليس لمكافحته".
وكان "العربي الجديد" قد رصد حشد آلاف الناخبين من المناطق العشوائية في دائرة مدينة نصر، كعزبة العرب وعزبة الهجانة، عن طريق حافلات مؤجرة لحملة السنباطي الذي يحظى، وحزبه، بدعم واسع من أجهزة الدولة، بعد الاتفاق معهم على نقلهم إلى اللجان الخاصة بهم للتصويت لصالحه، مقابل تقاضي مبلغ 100 جنيه عن الصوت الواحد.
وحسب مصدر حزبي مطلع في مصر، فإن "ضباطاً وأفراداً في جهاز الأمن الوطني يتولون حماية أنصار المرشحين عن حزب مستقبل وطن، من المتورطين في عملية بيع الأصوات من المساءلة القانونية"، مشيراً إلى أن "عمليات توزيع الرشى الانتخابية على المواطنين تكون بالتنسيق بين الجهاز ومرشحي الحزب، لتحديد أماكن توزيع الأموال في ما يعرف بـ(أكشاك السماسرة) في كل دائرة انتخابية، بما يمثل تدخلاً سافراً في العملية الانتخابية".
وأعلنت "الحركة المدنية" المعارضة في مصر، والتي تتشكل من أحزاب "تيار الكرامة"، و"التحالف الشعبي الاشتراكي"، و"الدستور" و"العيش والحرية"، دعمها في جولة الإعادة لانتخابات المرحلة الثانية من مجلس النواب لـ7 مرشحين، هم: أحمد الطنطاوي، ومحمد عبد العليم داوود في محافظة كفر الشيخ، وضياء الدين داوود في محافظة دمياط، وأحمد الشرقاوي في الدقهلية، وأحمد بلال في محافظة الغربية، وسمر فرج فودة، ومحمد عبد الغني في العاصمة القاهرة.
