مرشحا انتخابات الرئاسة في بولندا يعلنان فوزهما

01 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 02 يونيو 2025 - 00:24 (توقيت القدس)
عائلة تحمل أطفالها خلال الإدلاء بجولة الإعادة في وارسو 1 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الانتخابات الرئاسية في بولندا تنافسًا حادًا بين رافال تشاسكوفسكي وكارول ناوروتسكي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقاربًا شديدًا في النتائج، مما يعكس انقسامًا في المجتمع بين القيم الأوروبية التقدمية والقيم القومية المحافظة.
- تؤثر نتائج الانتخابات على موقع بولندا في الاتحاد الأوروبي، حيث يدعم تشاسكوفسكي تعزيز الاندماج الأوروبي، بينما يركز ناوروتسكي على سيادة بولندا.
- تتابع أوكرانيا الانتخابات نظرًا لأهمية بولندا كحليف، حيث تختلف مواقف المرشحين تجاه دعم أوكرانيا في ظل التوترات مع روسيا.

أعلن المرشحان للانتخابات الرئاسية في بولندا فوزهما، الأحد، في ختام الدورة الثانية من الاقتراع، فيما أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن الفارق بينهما يبلغ 0.6 نقطة مئوية فقط. وقال المرشح المؤيد للاتحاد الأوروبي رافال تشاسكوفسكي الذي نال 50.3% بحسب استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع: "لقد فزنا"، فيما أكد منافسه المؤرخ كارول ناوروتسكي لأنصاره "هذه الليلة سنفوز وسننقذ بولندا".

وبدأ البولنديون الإدلاء بأصواتهم، اليوم الأحد، في انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة وستكون لنتيجتها انعكاسات كبرى على موقع هذا البلد في الاتحاد الأوروبي. وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة 5:00 بتوقيت غرينتش، على أن تستمر عمليات التصويت حتى الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش في البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، والمؤيد بشدة لأوكرانيا في ظل الغزو الروسي للدولة المجاورة له.

ويتواجه في هذه الدورة الثانية رافال تشاسكوفسكي (53 عاماً)، رئيس بلدية وارسو المؤيد للاتحاد الأوروبي، مع المؤرخ القومي كارول ناوروتسكي (42 عاماً) المدعوم من حزب القانون والعدالة بزعامة الرئيس المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا.

وتشير استطلاعات الرأي إلى منافسة شديدة مع حصول ناوروتسكي على 50.1% من نيات الأصوات، مقابل 49.9% لتشاسكوفسكي، بفارق ضئيل بينهما يبقى ضمن هامش الخطأ. ويصدر استطلاع للرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع بعد توقف عمليات التصويت، غير أن النتائج النهائية لن تعرف قبل الاثنين.

وقالت أغنييشكا لوينسكا، وهي عاملة نظافة تبلغ 56 عاماً في بلدة هالينو القريبة من وارسو: "سأصوّت لتشاسكوفسكي. إنّه متعلّم ويتحدّث عدّة لغات وذكي ومتميّز".

من جانبها، قالت ليلى تشوجيكا، وهي متقاعدة من وارسو تبلغ 60 عاما، إنّها صوّتت لناوروتسكي. وأضافت لوكالة فرانس برس: "القيم الكاثوليكية مهمة بالنسبة إليّ، أعلم أنّه يشاركني هذه القيم"، واصفة المرّشح بأنّه "أمل بولندا".

وفي حال فوز تشاسكوفسكي، سيعطي ذلك دفعاً كبيراً للبرنامج التقدمي الذي تعتمده الحكومة برئاسة دونالد توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي. والرئيس في هذا البلد البالغ عدد سكانه 38 مليون نسمة، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويوجه السياسة الخارجية، ويمكنه تقديم مشاريع قوانين واستخدام الفيتو ضدها.

في المقابل، سيعزز فوز ناوروتسكي موقع حزب القانون والعدالة الشعبوي الذي حكم بولندا بين 2015 و2023، وقد يؤدي إلى تنظيم انتخابات نيابية جديدة. ويؤيد العديد من أنصار ناوروتسكي تشريعات أكثر صرامة حول الهجرة وسيادة أوسع نطاقاً لبلدهم داخل الاتحاد الأوروبي.

وقالت أغنييشكا بروكوبوك، ربة المنزل الأربعينية، قبل الإدلاء بصوتها: "يجب ألا نرضخ للضغوط الأوروبية". وأضافت متحدثة في مدينة بالا بودلاسكا القريبة من الحدود مع بيلاروسيا: "علينا اتباع خطنا الخاص... وعدم الانسياق للتيارات الآتية من الغرب". ورأى توماش تشوبلوم الميكانيكي البالغ 48 عاماً أن "الاتحاد الأوروبي مهم، لكن سيادة بلادنا أهم بكثير".

أوكرانيا تتابع

واعتبرت الخبيرة السياسية آنا ماتيرسكا سوسنوفسكا، أن الانتخابات "صدام حضارات حقيقي" بسبب الاختلافات الكبرى في السياسات بين المرشحين. ويؤيد العديد من ناخبي تشاسكوفسكي اندماجاً أكبر داخل الاتحاد الأوروبي وتسريع الإصلاحات الاجتماعية في البلد الذي يسجل نمواً اقتصادياً كبيراً.

وقالت المدرسة الخمسينية ماوغوزاتا فويتشيخوفسكا: "للأسف، لا تحظى البولنديات بالحقوق ذاتها كصديقاتهن الأوروبيات". وتابعت متحدثة لفرانس برس: "آمل أن يعيد رافال تشاسكوفسكي إطلاق النقاش حول الإجهاض حتى نتمكن أخيراً من العيش في بلد حر يمكن أن تكون لدينا فيه وجهة نظرنا الخاصة".

وتلقى الانتخابات متابعة حثيثة في أوكرانيا التي تسعى لتعزيز الدعم الدبلوماسي الدولي لها في مفاوضاتها الصعبة مع روسيا. ويعارض كارول نافروتسكي المعجب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، انضمام كييف إلى الحلف الأطلسي، ويدعو إلى فرض قيود على الامتيازات الممنوحة لحوالى مليون لاجئ أوكراني في بولندا.

وقام خلال الساعات الأخيرة من الحملة الجمعة بزيارة نصب أقيم تكريماً لذكرى البولنديين الذين قتلوا بأيدي قوميين أوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية. وقال: "كانت إبادة جماعية ضد الشعب البولندي". وتتوقف النتيجة النهائية للانتخابات على قدرة تشاسكوفسكي على تعبئة عدد كافٍ من المؤيدين، وعلى ما إذا كان ناخبو اليمين المتطرف يعتزمون تجيير أصواتهم لناوروتسكي.

وحصل مرشحو اليمين المتطرف بالإجمال على أكثر من 21% من الأصوات في الدورة الأولى التي تصدرها تشاسكوفسكي بفارق ضئيل بحصوله على 31% من الأصوات مقابل 30% لناوروتسكي.

(فرانس برس)

المساهمون