مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران لبحث القضايا الخلافية

16 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 17 أبريل 2025 - 10:24 (توقيت القدس)
غروسي خلال زيارة سابقة إلى طهران، 14 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إلى طهران لبحث التعاون والقضايا الخلافية مع إيران، والتقى بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.
- أكدت المباحثات على أهمية التعاون لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، ودعا عراقجي الوكالة لممارسة دورها المهني دون ضغوط، بينما رحب غروسي بالمفاوضات بين إيران وأميركا.
- تأتي الزيارة في ظل إعداد تقرير عن أنشطة إيران النووية، وسط خلافات حول مواقع نووية وطلبات لزيادة الشفافية، مع تركيز المفاوضات على الملف النووي ورفع العقوبات.

وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، مساء يوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة تستمر يومين يبحث خلالها التعاون بين الوكالة وإيران والقضايا الخلافية بين الجانبين. والتقى غروسي، مساء الأربعاء، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يزور موسكو الخميس لنقل رسالة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما من المقرر أن يجري غروسي الخميس مباحثات مفصلة مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.

وقال غروسي، في تغريدة مساء الأربعاء عقب اللقاء مع عراقجي، إن هذا اللقاء كان "مهماً" خلال زيارتي "التي كانت في محلها". وأضاف غروسي أن "التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقيم ضمانات ذات مصداقية بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني ضروري في وقت هناك حاجة لدبلوماسية عاجلة فيه".

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، إن المباحثات بين عراقجي وغروسي تناولت آخر تطورات التعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران، مشيرةً إلى أن عراقجي أكد إرادة بلاده في استمرار هذا التعاون في إطار التزاماتها الحقوقية الدولية، داعيا الوكالة إلى ممارسة دورها "المهني والتقني في إطار مسؤولياتها من دون التأثر بالضغوط غير المبررة لأطراف".

كما دعا وزير الخارجية الإيراني، مدير الذرية الدولية إلى ضرورة اتخاذ "مواقف صريحة وشفافة" بشأن التهديدات بضرب المنشآت النووية الإيرانية "السلمية"، مطلعا ضيفه على تفاصيل الجولة الأولى من المباحثات بينه وبين المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

بدوره، رحب غروسي ببدء المفاوضات بين إيران وأميركا، معلناً "الدعم الكامل" للوكالة الدولية للطاقة الذرية لهذه المفاوضات، معرباً عن أمله في أن تستمر حتى الوصول إلى النتيجة، ومؤكداً أهمية استمرار التعاون بين طهران والوكالة.

وأكّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبيل توجهه إلى طهران أهمية دور الوكالة في أي اتفاق نووي جديد مع إيران، واصفاً أي اتفاق معها من دون الوكالة بأنه “مجرد حبر على الورق” وعديم المصداقية. ليعبر بذلك عن مخاوفه من احتمال توصل طهران وواشنطن لاتفاق بعيداً عن المنظمة الدولية.

في الأثناء، قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي، عضو فريق التفاوض الإيراني، مساء الأربعاء، للتلفزيون الإيراني، إنه اذا تم الاتفاق على الأطر فستبدأ كتابة النص، مشيراُ إلى أن التفاهم بشأن الأطر "صعب لكنه ليس مستحيلاً، ويتوقف ذلك على الطرف الآخر".

وأكد أن الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات هما موضوعا المفاوضات، مضيفاً أن "لا وجاهة للمخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكننا مستعدون لبناء الثقة"، وموضحاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لم تقدم أي تقرير بشأن السلاح النووي الإيراني، وما دامت هناك رقابة للوكالة، فالمخاوف ليست في محلها ويريدون خلق الأزمات".

وتأتي زيارة غروسي إلى طهران فيما يعمل على إعداد تقرير شامل بشأن أنشطة إيران النووية وفق قرار أصدره ضدها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وكان غروسي قد زار إيران خلال نوفمبر الماضي في زيارة أخرى بعد سلسلة زيارات "فاشلة" خلال السنوات الماضية.

وتدور الخلافات بين إيران والوكالة الدولية بشأن موقعين اثنين مشتبه بهما بممارسة أنشطة نووية غير معلنة من أصل أربعة، وقالت طهران خلال سبتمبر/أيلول الماضي إنها تقلصت إلى موقعين، فضلا عن طلب الوكالة منها زيادة عمليات التفتيش والشفافية وتركيب المزيد من كاميرات المراقبة في ظل تقدم كبير شهده البرنامج النووي الإيراني منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018.

وفي الأول من إبريل/نيسان الجاري، أجرى غروسي مباحثات هاتفية مع عراقجي بشأن برنامج إيران النووي، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين طهران والغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، بشأن هذا البرنامج، وسط تهديدات متصاعدة بشن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية لتعطيله.

وقالت الخارجية الإيرانية، في تصريح صحافي، إن غروسي ناقش مع وزير خارجية إيران آخر تطورات التعاون الثنائي بين الوكالة الدولية وطهران. كما أطلع عراقجي مدير الوكالة على "آخر التطورات والاتصالات الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي"، مشيراً إلى تعاون بلاده مع الذرية الدولية. ودعا غروسي والوكالة الدولية إلى "اتخاذ موقف صريح وشفاف" بشأن التهديدات باستهداف المنشآت النووية الإيرانية "السلمية". وأكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ أي تدابير لازمة لحماية برنامجها النووي في ظل استمرار هذه التهديدات".

من جهته، قال غروسي في حينه إنه سيجري مشاورات مع بقية الأطراف لـ"خلق فضاء مناسب لأجل المساعدة في حل القضايا الموجودة"، مقدماً طلباً لزيارة طهران في هذا الإطار. وذكر بيان الخارجية الإيرانية، أن عراقجي وافق بشكل مبدئي على زيارة غروسي مع اتفاقهما على بحث تفاصيل الزيارة وإتمامها بغية "إنجاح الزيارة".

المساهمون