مدمرة أميركية إلى الكاريبي وسط انتشار تحشيد عسكري قبالة فنزويلا

30 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 09:48 (توقيت القدس)
السفينة الحربية الأميركية "ليك إيري" في قناة بنما، 29 أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت قناة بنما عبور المدمرة الأميركية "ليك إيري" ضمن انتشار ثلاث سفن حربية أميركية قبالة سواحل فنزويلا لمكافحة الاتجار بالمخدرات، مما دفع فنزويلا للرد بإرسال سفن بحرية ومسيّرات دورية.
- العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا متوترة، حيث كثف الرئيس السابق ترامب الضغوط على مادورو، ورفعت المكافأة إلى 50 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي لاعتقاله.
- اتفقت الولايات المتحدة وبنما على السماح للقوات الأميركية بالانتشار حول قناة بنما، مما أثار توترات سياسية وشكوى بنمية للأمم المتحدة.

شوهدت مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية "ليك إيري" وهي تعبر قناة بنما من المحيط الهادئ إلى الكاريبي، مساء الجمعة، وسط انتشار ثلاث سفن حربية أميركية قبالة سواحل فنزويلا. وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس السفينة الحربية وهي تمر عبر القناة قرابة الساعة 21,30 بالتوقيت المحلي (02,30 بتوقيت غرينتش السبت) وتتجه شرقاً نحو المحيط الأطلسي.

وبقيت المدمرة "ليك إيري"، التي تحمل الرقم 70 المرسوم باللون الأسود على هيكلها، راسية في اليومين الأخيرين في ميناء رودمان عند مدخل القناة من جانب المحيط الهادئ. وأعلنت الولايات المتحدة إرسال عدة سفن حربية إلى الكاريبي بهدف معلن هو مكافحة الاتجار الدولي بالمخدرات. وكشفت واشنطن الأسبوع الماضي نشر ثلاث مدمرات قاذفة للصواريخ من طراز "أرلي بورك" قبالة سواحل فنزويلا. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، يوم الثلاثاء الماضي، لفرانس برس إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر أيضاً إرسال الطراد "ليك إيري" القاذف للصواريخ والغواصة الهجومية بدفع نووي "نيوبورت". ورداً على ذلك، أعلنت فنزويلا إرسال سفن تابعة للبحرية ومسيّرات دورية في مياهها الإقليمية.

وتشهد العلاقات بين وواشنطن وكراكاس توتراً متصاعداً منذ سنوات، وكثف ترامب الضغوط على نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي لم تعترف الولايات المتحدة، في عهد الرئيس السابق جو بايدن، بإعادة انتخابه في تموز/يوليو 2024. وضاعفت إدارة ترامب، في مطلع أغسطس/آب الجاري، إلى 50 مليون دولار المكافأة التي رصدتها لمن يوفر أي معلومة تسمح بإلقاء القبض على مادورو الذي تتهمه بإدارة "كارتل مخدرات إرهابي".

واتفقت كل من الولايات المتحدة وبنما، في إبريل/نيسان الفائت، على السماح للقوات الأميركية بالانتشار حول قناة بنما، ونص الاتفاق على أن تكون المنشآت ملكاً للدولة البنمية، وستكون مخصصة "للاستخدام المشترك" من جانب قوات البلدين. ويُعد وجود القوات الأميركية مسألة حساسة في البلد الواقع في أميركا الوسطى، إذ يُذكّر بالفترة التي كانت الولايات المتحدة تمتلك فيها جيباً هناك مع قواعد عسكرية قبل التنازل عن القناة للبنميين عام 1999.

وبحسب الاتفاق الذي وقعه كل من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، ونظيره البنمي فرانك أبريغو، سيتمكن الجيش الأميركي والشركات العسكرية الخاصة العاملة مع الولايات المتحدة "من استخدام المواقع المسموح بها والمنشآت والمناطق المخصصة للتدريبات والأنشطة الإنسانية (...)".

ومنذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، وضع دونالد ترامب قناة بنما التي تؤمن رابطاً بين المحيطين، الأطلسي والهادئ، على رأس أجندته الاستراتيجية، ولا سيما لمواجهة المصالح الصينية في هذه المنطقة الأميركية اللاتينية التي تميل الولايات المتحدة إلى اعتبارها منطقة نفوذها. وسبق لترامب أن أثار إمكان "استعادة" القناة التي شيدتها الولايات المتحدة عام 1914 وتنازلت عنها لبنما في عام 1999. وتشارك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في تدريبات عسكرية في بنما، لكن وجود قوات أميركية على المدى الطويل قد يشكل عبئاً سياسياً على رئيس بنما اليميني الوسطي خوسيه راؤول مولينو، بحسب خبراء سياسيين.

وفي يناير/كانون الثاني الفائت، تقدمت الحكومة البنمية بشكوى أمام الأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب بالاستيلاء على قناة بنما. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أشارت الحكومة البنمية إلى مادة من ميثاق الأمم المتحدة تمنع على أي عضو "التهديد باستخدام القوة أو استخدامها" ضد سلامة أراضي دولة أخرى أو استقلالها السياسي. وحضت الرسالة الأمين العام على إحالة القضية على مجلس الأمن الدولي، دون طلب عقد اجتماع.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون