مدرعات إسرائيلية تتمركز في أوفانيا بريف القنيطرة جنوبي سورية
استمع إلى الملخص
- أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التوغل الإسرائيلي يأتي ضمن سلسلة انتهاكات تستهدف زعزعة استقرار المنطقة، مع تكرار التوغلات في المناطق الحدودية مع هضبة الجولان.
- يعبر السكان عن قلقهم من التصعيد الإسرائيلي المستمر في جنوب سورية، مطالبين بتحرك عاجل لوقف الاختراقات التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتزيد من تدمير البنية التحتية.
توغلت دوريات عسكرية إسرائيلية مدعومة بعربات مُصفَّحة ووحدات من الجنود، صباح اليوم السبت، في بلدة أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي جنوب غربي سورية، وتمركز جزءٌ منها داخل البلدة، بينما توجّه جزء آخر نحو حدود بلدة خان أرنبة وسط القنيطرة، وفقاً لمصادر محلية. وقال مختار خان أرنبة إبراهيم الجريدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ دورية الاحتلال الإسرائيلي لم تدخل خان أرنبة، بل اتجهت عبر حدودها الإدارية إلى نقطة تابعة للأمم المتحدة، ثم توجهت غرباً باتجاه جباتا الخشب. وأضاف: "طالما لا توجد أي حماية حكومية أو دولية للمحافظة، فلن يرتدع الاحتلال وسيدخل إلى أي قرية يشاء"، مردفاً: "الصمت قاتل، ونسأل الله الفرج".
وأفاد شهود عيان بأنّ التوغل الإسرائيلي تزامن مع حالة استنفار لنقاط الاحتلال على الحدود، ما أثار مخاوف الأهالي، خاصةً في ظل التوغلات اليومية المتكررة للقوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية مع هضبة الجولان السوري المحتل. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، اليوم السبت، رصده تحركاتٍ عسكرية إسرائيلية مكثفة شملت توغلاً برياً نحو أوفانيا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة "تأتي ضمن سلسلة انتهاكات مُمنهجة تستهدف زعزعة استقرار المنطقة".
ويعتبر الشاب سعيد المحمد، من أبناء مدينة القنيطرة في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ هذا التوغل هو في سياق سياسة التمدد الإسرائيلي التي تشهدها محافظة القنيطرة منذ سقوط نظام الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، "حيث تُواجه البلدات الحدودية توغلاتٍ متكررةً دون ردٍّ دولي فاعل، وسط صمتٍ رسمي سوري يُثير تساؤلاتٍ حول آليات حماية المدنيين والأراضي".
وعبّر أحد سكان قرية أوفانيا فضّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، عن قلق الأهالي من تدهور الأوضاع الأمنية، مُطالباً بتحرّكٍ عاجلٍ لوقف الاختراقات الإسرائيلية، التي تُهدد أرزاقهم وتزيد من تدمير البنية التحتية المُتضررة أصلاً من الحروب السابقة.
وتأتي هذه التوغلات في إطار التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ سنوات في مناطق متفرقة من جنوب سورية، خصوصاً في محافظتي القنيطرة ودرعا، تحت ذرائع أمنية متكررة. وتثير هذه التحركات مخاوف محلية ودولية من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي، خاصة مع استمرار تعقيدات الملف السوري وتباين المواقف الدولية تجاهه.