استمع إلى الملخص
- شنت قوات الأمن العام مداهمة في حلب ضد خلية "داعش"، مما أدى إلى اشتباكات ومقتل عنصر أمن، كما أفرجت وزارة الداخلية عن ستة موقوفين في ريف دمشق لتهدئة الأوضاع.
- تصاعدت الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في القنيطرة، مما أثار مخاوف السكان من التهجير، مع دعوات لوقف التمدد الإسرائيلي ودعم إعادة الإعمار في سورية.
نفّذت قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية، مساء أمس الجمعة، حملة مداهمات في قرى بويضان والعمرة البيضة والشرائع بمنطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي جنوبي سورية، وصادرت أسلحة ثقيلة تشمل مضادات طيران عيار 23 وراجمة كاتيوشا. وقال مصدر من محافظة درعا لـ"العربي الجديد" إن العملية تهدف إلى "تعزيز الأمن"، لكن سكاناً محليين من هذه المناطق اشتكوا من أسلوب التنفيذ، فيما رحب عدد كبير من أهالي درعا بالحملة، مشيرين إلى أن من امتعضوا من هذه الحملة هم أساساً من العناصر التي تقوم ليلاً بعمليات إطلاق نار تستهدف قرى السويداء القريبة من درعا.
وفي إجراءٍ آخر، قامت عناصر الهندسة في قوات الأمن العام بتنفيذ حملة تفكيك ألغام من مخلفات الحرب، بالقرب من كازية القلعة في بلدة خربة غزالة بريف درعا الشرقي، بدعم من منظمات محلية. وقال الناشط المدني فراس الحريري لـ"العربي الجديد"، إن "عمل هذه الفرق مستمر منذ أشهر، وهي من أهم ما يقوم به جهاز الأمن العام"، مطالباً المنظمات والمغتربين بإمداد هذه الفرق بالتمويل اللازم لاستكمال مهامها، ومشيراً إلى أن هناك نقصا في التمويل يعيق إنجاز المهام.
مقتل عنصر أمن باشتباك مع "داعش"
وفي شمال سورية، شنت قوات الأمن العام مداهمة استهدفت موقعاً تتحصن فيه خلية تابعة لتنظيم "داعش" ضمن أحد أحياء مدينة حلب، ما أسفر عن وقوع اشتباكات قتل خلالها عنصر أمن قبل أن تتمكن القوة من اقتحام الموقع والقبض على أفراد الخلية وضبط عبوات ناسفة، وسترة مفخخة، وعدة بدلات تعود لقوى الأمن العام كانت بحوزة الخلية. من جهة أخرى، أفرجت وزارة الداخلية بالتنسيق مع إدارة منطقة داريا عن 6 أشخاص، يمثلون الدفعة السادسة من الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة في مدينة أشرفية صحنايا في ريف دمشق.
وفي سياق متصل، عبر محافظ السويداء مصطفى البكور عن إدانته لـ"الاعتداءات التي طاولت أهلنا الآمنين في الريف الغربي من محافظة السويداء ونؤكد رفضنا القاطع لأي محاولة تهدف إلى زرع الفوضى والفتنة بين أبناء الوطن الواحد". وقال إنه جرى توجيه "الجهات الأمنية والعسكرية المختصة بالتصدي الحازم لأي مجموعات خارجة عن القانون ومنعها من التسلل أو العبث بأمن أهلنا بالتعاون مع المجتمع المحلي"، مشيرا إلى "الطبيعة الجغرافية للمنطقة المحاذية للريف الغربي وما تحمله من تضاريس وعرة وتحديات ميدانية تتطلب قدراً عالياً من التنسيق والاحتراف في التعامل". وناشد بكور أهالي "درعا الأبية بأن يبقوا يقظين من الأيدي العابثة التي تسعى لزعزعة الأمان".
ولفت محافظ السويداء إلى تأمين عودة مجموعة من طلبة محافظة السويداء إلى جامعة حلب الخاصة وذلك لأول مرة بعد الأحداث الأخيرة. وأكد استعداد المحافظة لتأمين الطريق و"حماية طلابنا وبناءً عليه نسّقنا مع الجهات الأمنية في محافظة درعا وكذلك مع الجهات المختصة في السويداء لتأمين دوريات مرافقة على الطريق".
حاجز إسرائيلي في القنيطرة
وفي سياق منفصل، نصبت قوات إسرائيلية، مساء أمس الجمعة، حاجزا عسكريا على مدخل بلدة كودنة، جنوبي محافظة القنيطرة المحاذية للجولان السوري المحتل، في تطور يُضاف إلى سلسلة التوغلات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة. وأفاد مصدر محلي "العربي الجديد" يأن الدورية الإسرائيلية استخدمت أجهزة تفتيش متطورة لتفتيش المارّة، وسط إجراءات أمنية مشددة استمرت قرابة ثلاث ساعات قبل انسحاب القوات إلى نقاطها العسكرية القريبة، مشيراً إلى أن هذه التوغلات أخذت طابعاً روتينياً.
وفي سياق متصل، افتعل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس الخميس، حرائق طاولت أكثر من 50 دونماً من الأراضي الزراعية القريبة من تل أحمر الغربي، بهدف "منع الرعاة من استخدام المنطقة". وقال الناشط محمد البكر لـ"العربي الجديد"، إن "المنطقة خسرت مئات الأشجار أغلبها من الزيتون"، مضيفاً أن الاحتلال "يفعل ذلك ليجبرنا على الرحيل من أرضنا ببطء، لكننا لن نغادر". وأكد البكر أن فرق الدفاع المدني السوري تمكنت من إخماد الحريق بعد تدخّل سريع، لكن الأضرار البيئية والاقتصادية كانت جسيمة.
وتشهد محافظة القنيطرة، التي تقع أجزاء منها تحت السيطرة الإسرائيلية منذ عام 1967، تصعيداً ملحوظاً في الأنشطة العسكرية الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة. فبالإضافة إلى التوغل اليومي، تُثير خطة إسرائيلية مقترحة لـ"نظام العمل ليوم واحد" مخاوف الأهالي، إذ يُسمح بموجبها لسكان القنيطرة بالعمل داخل الأراضي المحتلة شرط العودة مساءً. يقول محمد البكر عن ذلك: "هذا مخطط لتحويلنا إلى يد عاملة رخيصة تُغذي اقتصاد المستوطنات، بينما تُسرق مواردنا".
وكانت قوات إسرائيلية مستقرة في قرية العدنانية انسحبت، أول من أمس الخميس، من القرية بعد أسبوع من التوغل، في إطار سياسة "الوجود المؤقت" التي تتبعها القوات لفرض سيطرة غير مباشرة. لكن الأهالي يرون أن الهدف الحقيقي من هذه الخطوات هو تهجيرهم تدريجيا، خاصة أن القوات عادة ما تقوم بمصادرة أراض زراعية لبناء نقاط مراقبة.
وكانت طائرات الاحتلال ألقت، مساء أمس الجمعة ومساء أول من أمس الخميس، قنابل مضيئة في سماء القنيطرة، وشاهد أهالي كودنة في القنيطرة ومعرية في ريف درعا المحاذي تلك القنابل. بينما لم يعرف أحد دوافع العملية. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الناشط محمد المحاسنة؛ إن "التوغلات الإسرائيلية تنتهك اتفاقية فصل القوات 1974 وقرارات الأمم المتحدة، لكن غياب المحاسبة يشجع إسرائيل على التصعيد". وأضاف: "أما على الصعيد المحلي، فإن العمليات العسكرية الأمنية في درعا تُظهر محاولة النظام الجديد لفرض السيطرة على المحافظة بشكل كامل، لكنها تترك أسئلة حول جدواها في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية".
وتُلخص الأحداث الأخيرة في القنيطرة ودرعا مشهدًا معقدًا من التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المدنيين، بينما تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لفرض آليات حماية عاجلة. كما يُطالب نشطاء بتحرك جدي من الأمم المتحدة لوقف التمدد الإسرائيلي، ودعم جهود عودة الحياة إلى سورية وإعادة الإعمار بأسرع وقت.