استمع إلى الملخص
- تسببت هذه العمليات في نزوح نحو 21 ألف شخص، وفقدان آلاف النازحين لمصادر رزقهم، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر في المجتمع الجنيني.
- منذ بدء عملية "السور الحديدي"، استشهد 38 فلسطينياً في جنين، وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى نحو 90 شهيداً، مع عشرات الإصابات والمعتقلين.
يشق الاحتلال الشوارع بالمخيم لتسهيل اقتحامه وتقسيمه للسيطرة عليه
دُمر نحو 600 منزل في المخيم وأصبحت 3 الآف وحدة سكنية غير صالحة
وصل عدد النازحين من المخيم إلى نحو 21 ألف موزعين بأنحاء المحافظة
شقت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 شارعاً في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية على حساب الشوارع وعشرات المنازل التي دُمِّرَت كلياً، منذ بدء العدوان المتواصل لليوم الـ90 على التوالي مع تواصل عمليات التجريف والتدمير للبنية التحتية، بحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين التي أكدت كذلك تدمير نحو 600 منزل في المخيم.
وقال الصحافي عصري فياض، أحد النازحين من مخيم جنين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شقّ 15 شارعاً داخل مخيم جنين، من بينها شوارع قائمة وُسِّعَت على حساب منازل هُدمَت، بالإضافة إلى شوارع جديدة، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يعمل على تجهيز الشوارع كافة وتعبيدها في الفترة المقبلة.
وأشار فياض إلى وجود تحركات ميدانية للجيش الإسرائيلي داخل مخيم جنين، إضافة إلى جلب عمال تحت حمايته المباشرة للبدء بأعمال البنية التحتية، موضحاً أن هؤلاء العمال يقتحمون منازل المواطنين ويسرقون ممتلكاتهم. وبحسب قوله، فإن الشوارع الجديدة التي شقها الاحتلال تخدم هدفين رئيسيين: أولهما تسهيل اقتحام مخيم جنين بحرية، وثانيهما تقسيم المخيم إلى مربعات وعزلها، بما يسهل السيطرة عليها خلال أي عملية عسكرية إسرائيلية مستقبلية، مؤكداً أن تخطيط هذه الشوارع يحقق كلا الهدفين.
وأكد فياض أن الاحتلال يسعى اليوم للقضاء على فكرة المخيم باعتباره مكاناً للجوء، ورمزية العودة، وتحويله إلى مجرد حي من أحياء مدينة جنين، مشيراً إلى أن "عمليات الهدم وشق الشوارع قضت على أحلام سكان المخيم وذكرياتهم".
وأوضح فياض أن نحو 800 منزل داخل مخيم جنين أصبحت غير صالحة للسكن، وباتت بحاجة للهدم، بعد أن دُمّرت جزئياً أو بنحو شبه كلي، مؤكداً أنه حتى في حال انسحاب جيش الاحتلال، فإن العودة للمخيم تتطلب إعادة تأهيل شاملة وإعادة رسم للهيكلية العمرانية، خصوصاً في ظل التداخلات المعمارية التي خلفها الدمار وشق الطرق. ووفق اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، فقد دُمِّر نحو 600 منزل في مخيم جنين، فيما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.
وبحسب اللجنة فإن "هذا الوضع تسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث فقد آلاف النازحين الذين اجبرهم الاحتلال على النزوح من المخيم، مصادر رزقهم، ما ساهم في ارتفاع معدلات الفقر في المجتمع الجنيني بشكل كبير، وزاد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة". ووصل عدد النازحين من المخيم إلى نحو 21 ألف نازح موزعين على أنحاء محافظة جنين، من بينهم 6 آلاف في مدينة جنين نفسها، و4181 نازحاً في بلدة برقين، و32 ألفاً في مساكن الجامعة العربية الأميركية.
وأدى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين إلى استشهاد 38 فلسطينياً. ومنذ بدء الاحتلال لعملية "السور الحديدي" في جنين يوم 21 شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، التي توسعت لاحقاً إلى مدن ومخيمات أخرى، وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ بدء ذلك العدوان إلى نحو 90 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات الإصابات ومئات المعتقلين، علاوة على هدم عدد كبير من المنازل، ولا توجد إحصائيات دقيقة حتى الآن.