مخاوف إسرائيلية من تعرض نتنياهو لمواقف محرجة في الأمم المتحدة
استمع إلى الملخص
- يخطط نتنياهو لإلقاء خطاب حماسي يهاجم الدول المعترفة بفلسطين، ويستهدف ترامب، مع محاولات لتنسيق لقاءات مع قادة دول، لكن الطلب كان ضعيفاً.
- تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة، حيث أعلنت سلوفينيا نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها، وانتقدت إيطاليا إسرائيل، وأوقفت مايكروسوفت وصول وحدة الاستخبارات 8200 لتقنياتها.
تمهد أوساط إسرائيلية لاحتمال تعرّض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمواقف محرجة خلال خطابه المرتقب اليوم الجمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت نيويورك، الرابعة عصراً بتوقيت القدس المحتلة. وزعم سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، في حسابه على شبكة إكس، أن البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة تخطط لتنفيذ "عرض مدبّر" خلال خطاب نتنياهو بعد الظهر في اجتماع الجمعية العامة في نيويورك. وكتب دانون: "إنهم ينسقون خروجهم من القاعة مع وفود أخرى"، وأضاف: "أمس توجّهوا حتى إلى بعض الدول لاستبدال الممثلين بمستوى أدنى من أجل خلق وهم مغادرة جماعية من القاعة. هذا مثال على تكتيكهم الساخر الذي يحوّل الدبلوماسية إلى مسرح سياسي رخيص".
وسيكون نتنياهو أول المتحدّثين في اجتماع الجمعية العامة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ذلك من الممكن أن يمنع استفزازات خلال خطابه، لكن في الأمم المتحدة يستعدون لاحتمال حدوث تظاهرات، كما يخشى الوفد الإسرائيلي من أن يحاول ممثلو دول عربية ومؤيدو الفلسطينيين إحراج نتنياهو والتشويش على خطابه. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع: "الأجواء ضد إسرائيل في الأمم المتحدة عدائية جداً".
ودعا نتنياهو إلى خطابه مقربين وقيادات يهودية، تكون مهمتهم التصفيق له والرد على الهتافات ضده، وفق ما ذكرته الصحيفة العبرية. بالإضافة إلى ذلك، وقبيل الخطاب، بادر مكتب نتنياهو ووحدة الإعلام التابعة له إلى حملة دعائية في إطار المعركة على الوعي، تتضمن ظهور عبارة "تذكّروا السابع من أكتوبر" على عشرات اللافتات والشاحنات حول مبنى الأمم المتحدة وفي تايمز سكوير.
وسيوجّه نتنياهو خطابه أيضاً إلى قاعدته الجماهيرية، حيث يخطط لإلقاء خطاب صهيوني حماسي يهاجم فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، برسالة تقول: "أنتم تمنحون جائزة للإرهاب ولحماس". المستهدف الآخر من الخطاب، بحسب الصحيفة، هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يعتزم نتنياهو الاجتماع به يوم الاثنين في البيت الأبيض. وفي كلمته في الأمم المتحدة، ينوي أن يُظهر لترامب استعداده للتوصّل إلى تسوية لإنهاء العدوان على غزة وبشأن ما يُسمى "اليوم التالي"، بعد تحقيق شروط إسرائيل، والتي تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين والقضاء على حركة حماس.
وحاول مكتب نتنياهو تنسيق لقاءات مع قادة دول خلال الزيارة، لكن لم يكن هناك طلب كبير لذلك، كما أن معظمهم غادروا نيويورك. في غضون ذلك، التقى نتنياهو أمس في فندق إقامته ثلاثة من آخر "أصدقاء إسرائيل"، هم الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، ورئيس باراغواي سانتياغو بينيا.
في وقت لاحق، وصل إلى الفندق في مانهاتن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر، اللذان يعملان على صياغة خطة النقاط الـ21 الخاصة بترامب. وقد حضرا، وفق وسائل إعلام عبرية، بهدف التحضير للقاء يوم الاثنين بين نتنياهو وترامب والتأكد من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن "يقيّد نفسه" في خطابه اليوم، وإقناعه بتجنب خطوة الضم رداً على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقد ضغطا عليه لقبول خطة ترامب، بما في ذلك البنود الأقل راحة لإسرائيل، رغم وجود ادعاءات بأن الخطة هي في النهاية خطة نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وسبق أن اشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الخطط التي تُطرح باسم الإدارة الأميركية عادة ما تكون إسرائيلية بالأساس، وتطبخ في تل أبيب، ولكن تُقدّم باسم واشنطن للتقليل من احتمال رفضها.
وتقدّر أوساط إسرائيلية أن ترامب مصمم على إنهاء الحرب خلال الشهرين القادمين وإدخال مشاركة دولية في آلية السيطرة على غزة بعد انتهاء حرب الإبادة، لكنه بالمقابل لن يفرض الخطة السياسية على إسرائيل. وقال مسؤول إسرائيلي: "هناك أمور لن نحبها"، لكنه أضاف أن ترامب "ملتزم جداً بإسقاط حكم حماس وإطلاق سراح الأسرى". من جهته، التقى ترامب أمس بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقال: "نريد إنهاء الحرب في غزة، كانت لي لقاءات ممتازة مع قادة المنطقة. أعتقد أننا قريبون من صفقة. إسرائيل تعرف ما أريده".
ووسط التطورات، وقبيل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، تتخذ المزيد من دول العالم خطوات إضافية ضد إسرائيل. وأعلنت سلوفينيا أمس أن نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها، ومنعته رسمياً من دخول أراضيها. ووجهت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني انتقادات حادة لإسرائيل في خطابها في الأمم المتحدة أمس، فيما أعلن وزير دفاعها أن سفينة حربية إضافية من البحرية الإيطالية سترافق الأسطول المتّجه إلى قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، أبلغت شركة مايكروسوفت وحدة الاستخبارات 8200 في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وقف وصولها لتقنيات الشركة، بعدما تبين أن الوحدة انتهكت شروط الاستخدام من خلال تخزين كميات هائلة من بيانات مراقبة الفلسطينيين على منصة السحابة Azure، وذلك وفقاً لتقرير في صحيفة الغارديان التي كشفت الموضوع. وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية أنه رغم خطوة مايكروسوفت، لم يتكبّد الجيش الإسرائيلي أضراراً.