مخاوف إسرائيلية من انتهاء التحالف مع أذربيجان بسبب تركيا

مخاوف إسرائيلية من انتهاء التحالف مع أذربيجان بسبب تركيا

05 أكتوبر 2020
إسرائيل لا تستبعد طلب أردوغان من أذربيجان إنهاء علاقتها بالاحتلال (علي باليكشي/الأناضول)
+ الخط -

حذر باحث إسرائيلي من إسهام وقوف تركيا إلى جانب أذربيجان في المواجهات العسكرية الدائرة بينها وبين أرمينيا في وضع حد للتحالف الذي يربط باكو وتل أبيب.

وقال زئيف ليفين، رئيس قسم الدراسات الآسيوية في معهد "غوتمان"، إن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان يمكن أن يطلب من القيادة الأذربيجانية إنهاء التحالف مع إسرائيل بعد أن تضع الحرب الدائرة الحالية مع أرمينيا أوزارها.

وفي تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، لفت إلى أن أذربيجان تحولت على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى شريك إستراتيجي مهم لإسرائيل، التي زودتها بمنظومات أسلحة متطورة، إلى جانب أن الجانبين يحتفظان بعلاقات تعاون أمني واسعة، فضلا عن أن تل أبيب تعتمد في وارداتها من الطاقة بشكل كبير على النفط الأذربيجاني.

وعلى الرغم من أن وقوف تركيا إلى جانب أذربيجان لم يؤثر حتى الآن على طابع العلاقة بين باكو وتل أبيب، إلا أن ليفين لا يستبعد أن يطلب أردوغان من باكو "رد الجميل" على صعيد علاقاتها الخارجية، وضمن ذلك إنهاء التحالف مع تل أبيب.

ورصد ليفين روافع الضغط التي تملكها تركيا على أذربيجان، وضمن ذلك إسهام أنقرة في تمكين باكو من الاستفادة من مواردها الطبيعية، سيما الغاز والنفط، على اعتبار أن أذربيجان تصدر النفط والغاز عبر خطين يصلان إلى تركيا ويمران في جورجيا. وفي المقابل، فإن تركيا باتت تعتمد على الغاز الأذري بشكل مطلق بعد أن توقفت عن شراء الغاز الروسي.

إلى جانب ذلك، فقد أبرز ليفين دور التعاون الأمني الواسع كمركب مهم في العلاقة بين أنقرة وباكو، فضلا عن حقيقة أن كلا من تركيا وأذربيجان تريان في شعبيهما "مجموعة عرقية وثقافية واحدة"، على الرغم من اختلاف طابع النظامين السياسيين وموقفها من علاقة الدين بالدولة.

وحسب ليفين، فقد أجرى الجيشان التركي والأذري مناورة عسكرية كبيرة عشية اندلاع المواجهة الحالية مع أرمينيا، مشيرا إلى أن الوقوف إلى جانب باكو يندرج في استراتيجية تركيا الإقليمية القائمة على التدخل في بؤر النزاع في الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها.

ويرى أن من الأسباب الأخرى التي تقف وراء حماسة أنقرة لإسناد باكو حقيقة أن الأقاليم الشرقية في تركيا تأثرت اقتصاديا بشكل كبير في أعقاب قرار أرمينيا إغلاق الحدود معها.

ولمح الباحث الإسرائيلي إلى أن حرص إسرائيل على عدم تسخين علاقاتها بأرمينيا لا يرجع إلى موقف مبدئي، بل إلى حقيقة أنه لا يوجد لدى الأرمينيين ما يعرضونه على تل أبيب مقابل توثيق العلاقة معهم، مشيرا إلى أن أرمينيا سحبت سفيرها من تل أبيب احتجاجا على بيع إسرائيل منظومات وعتادا عسكريا لأذربيجان في أوج المواجهة الدائرة.

ويشار إلى أن صحيفة "ميكور ريشون" قد كشفت هذا الأسبوع عن أن هناك مخططا إسرائيليا يهدف إلى إقناع كل من أذربيجان وكازاخستان بتصدير نفطهما إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا عبر خط "إيلات عسقلان"، الذي تديره شركة النفط الحكومية الإسرائيلية، إلى جانب المخطط الهادف إلى إقناع دول الخليج بتصدير نفطها عبر الخط المذكور انطلاقا من استغلال اتفاقات التطبيع الأخيرة.

يذكر أن صحيفة "جيروزاليم بوست" اليمينية الإسرائيلية قد حذرت مؤخرا من أن المواجهة الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا يمكن أن تفضي إلى تعزيز نفوذ كل من تركيا وإيران في القوقاز، من خلال دورهما في دعم طرفي النزاع، وهو ما سيفضي إلى المس بمصالح تل أبيب.