عيّن حزب المحافظين البريطاني أخيراً الملياردير المصري والوزير السابق في نظام حسني مبارك محمد منصور ليكون أحد كبار جامعي التبرعات قبل الانتخابات المقبلة، وأعلن رئيس الحكومة ريشي سوناك أن منصور سيكون أمين الصندوق الأول لحزب المحافظين في حفل استقبال لمجموعة من المانحين.
فمن هو محمد منصور؟ وكيف وصل إلى هذا المنصب؟
وصلت ثروة منصور، اليوم الأحد، بحسب موقع "فوربس"، إلى 2.5 مليار دولار. ومنصور، بحسب الموقع ذاته، يشرف على مجموعة منصور التي أسسها والده لطفي (توفي عام 1976) في عام 1952، ويعمل بها 60 ألف موظف.
أسس منصور وكلاء جنرال موتورز في مصر عام 1975، وأصبح لاحقاً أحد أكبر موزعي جنرال موتورز في جميع أنحاء العالم. وتتمتع مجموعة منصور أيضاً بحقوق التوزيع الحصرية لمعدات كاتربيلر في مصر وسبع دول أفريقية أخرى.
وشقيقاه ياسين ويوسف، اللذان يشتركان في ملكية مجموعة العائلة، من أصحاب المليارات أيضاً. ويترأس نجله لطفي ذراع الأسهم الخاصة في شركة "مان كابيتال".
محمد منصور وزير مبارك
وشغل منصب وزير النقل المصري من 2006 إلى 2009 في ظل نظام حسني مبارك. واستقال منصور في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، بعد حادث تصادم قطارين في الجيزة الذي أوقع 18 قتيلاً و36 جريحاً.
وجاء ذلك بعدما وجّه نواب في البرلمان المصري، من بينهم رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، انتقادات عنيفة لمنصور وحمّلوه مسؤولية الحادث خلال اجتماع للجنة النقل في مجلس الشعب نوقشت خلاله أسباب حادث القطار. فيما نشرت تقارير صحافية عن عمليات فساد خلال توليه وزارة النقل.
وانتقدت أنيليس دودز، رئيسة حزب العمال، التعيين. وقالت بحسب "ذا غارديان": "فقط عندما تعتقد أن المحافظين قد سقطوا في أعماق الفساد والفضيحة، يأتي خبر أن ملياردير كان جزءاً من نظام حسني مبارك الاستبدادي مسؤول عن جمع التبرعات".
وأضافت: "وعد ريشي سوناك بالأمانة والنزاهة والمساءلة، لكن ذلك ذاب رسمياً في الماء. ستعمل لجنة النزاهة والأخلاق المستقلة التابعة لحزب العمال على تنظيف السياسة واستعادة الثقة بالمناصب العامة".
تبرعات ضخمة
وتبرعت شركة أوناتراك التي يتزعمها منصور بأكثر من 600 ألف جنيه إسترليني لحزب المحاظفين البريطاني. كما حصل العام الماضي على دور في مجلس الاستثمار الاستشاري الحكومي كمؤسس لشركة الاستثمار المملوكة لعائلته Man Capital، وذلك بحسب تقرير نشرته "ذا غارديان" البريطانية.
رفض حزب المحافظين مراراً تأكيد دور منصور، مشيراً إلى أنه "ليس أمين الصندوق"، وذلك حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، حيث تم إعلان صفته "أمين الصندوق الأعلى"، وهي الوظيفة التي ستشمل جمع الأموال في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقبلة.
وعقب تعيينه، قال منصور: "إنه لشرف وامتياز كبير أن يتم تعيينك أمين صندوق حزب المحافظين وعضواً في فريق أمين الصندوق بالحزب. يتخذ رئيس الوزراء الخيارات الصعبة اللازمة خلال فترة صعبة للبلاد، وبصفتي مواطناً بريطانياً فخوراً، أتطلع إلى العمل مع الفريق لدعم الحزب والبلد".